الحمل والولادة

مشاكل الرضاعة الطبيعية

مشاكل الرضاعة الطبيعية

لكي تتجنب الأم مشاكل الرضاعة الطبيعية التي تظهر لها، والتي إن جاز القول لنا تسميتها بـ”تحديات الرضاعة الطبيعية”، عليها أن تتذكر ثلاثة أشياء هامة عن الرضاعة الطبيعية

مشاكل الرضاعة الطبيعية

احتقان حلمة الثدي:

التحدي ينبغي ألا تكون الرضاعة الطبيعية مصدر ألم للأم عند القيام بها. قد يكون هناك ألم (احتقان فى حلمة الثدي) فى البداية ويخف تدريجياً بمرور الأيام والسبب الرئيسي لهذا الاحتقان هو عدم وضع فم الطفل على ثدي أمه بطريقة صحيحة حيث أن العديد من الأمهات تهتم بوضع الحلمة فقط داخل فم الطفل دون المنطقة الداكنة المحاطة بها والتي تساعد كثيراً فى عدم معاناة المرأة من مثل هذه المشكلة. لأن الطفل يكون مصه متمركزاً على الحلمة فقط مما يؤدى إلى احتقانها.

وبالتالي تؤجل المرأة عملية إرضاع طفلها حتى تزول الآلام بعض الشيء وهذا يؤدى إلى ظهور مشكلة أكبر من تراكم اللبن بالثدي وتضخمه (Engorged breast) بالإضافة إلى انسداد القنوات اللبنية فى الثدي (Milk ducts). أما على النحو الآخر، إذا تم وضع فم الطفل بشكل صحيح على الثدي فستتم الرضاعة

مشاكل الرضاعة الطبيعية
مشاكل الرضاعة الطبيعية

بشكل فعال وبدون حدوث ألم للأم.

ومن الأسباب الأخرى لاحتقان حلمة الثدي (التهاب حلمة الثدى وتشققها):

– عدم المص المريح من قبل الطفل لثدي الأم فى نهاية رضاعته.
– عض الطفل لحلمة الثدي عند البدء فى التسنين لأن لثته تكون متورمة ويحتاج إلى أي شيء لتخفيف آلامه.

والحل :

– يكمن فى استخدام قطعة قماش نظيفة مبللة موضوعة فى الثلاجة وتقدم للطفل حتى يمكنه العض فيها، وهذه البرودة أيضاً التي اكتسبتها قطعة القماش من وضعها فى الثلاجة تعمل بمثابة المخدر لآلام اللثة وحينها يستطيع الرضاعة بدون عض ثدي الأم

– الجفاف الزائد أو الرطوبة الزائدة لحلمة الثدي، وقد يكون ذلك بسبب ارتداء مشدات الثدي المصنعة من أنسجة صناعية تعمل على زيادة العرق وعدم تبخره.

* تذكري: إذا شعرت الأم بألم عليها بإبعاد الطفل عن ثديها قليلاً ثم محاولة وضعه مرة أخرى أو بوضع إصبعها فى جانب من فم الطفل لكي يتوقف عن الرضاعة، لكن إذا كان الألم غير محتملاً عند تكرار التجربة يكون اللجوء إلى المساعدة الطبية أمراً لا مفر منه.

الحل:

1- التأكد من وضع جسم الطفل الصحيح أثناء إعداده للرضاعة من ثدي أمه، حتى يتسنى وضع فمه على الثدي بطريقة صحيحة. بالإضافة إلى ضمان فتح فم الطفل بدرجة كبيرة حتى يستوعب المنطقة الداكنة التي توجد حول حلمة الثدي. ومع إتباع كل هذه الإجراءات فإن الفيصل الأوحد هو نجاح الأم فى وضع طفلها بطريقة صحيحة على ثديها والذي لن يشعرها بأية آلام. وهذا ما قد تجهله الكثير من الأمهات.

مشاكل الرضاعة الطبيعية

الوضع الصحيح للطفل أثناء القيام بالرضاعة الطبيعية.

2- عدم تأجيل الأم إرضاع طفلها من الثدي، مع الحرص على استرخائها أثناء القيام بذلك حتى يأتي اللبن (Let-down reflex) بسهولة. وأن تحرص الأم قبل البدء فى رضاعة طفلها بتدليك ثديها بيديها من أجل استحضار اللبن وتنشيط القنوات اللبنية. وبذلك فهي تتجنب تشبث الطفل بالثدي والانتظار من أجل خروج اللبن له.

3 – إذا كانت المرأة تعانى من احتقان حاد بحلمة الثدي، فمن الممكن أن تغير الأم من أوضاع الرضاعة فى كل مرة تقوم بإرضاع طفلها فيها لأن ذلك يضع ضغطاً على أماكن مختلفة بالحلمة ولا يتركز على منطقة واحدة.

4- بعد الانتهاء من الرضاعة الطبيعية، من الممكن أن تقوم المرأة بوضع بعض قطرات من لبنها على الحلمة مع تدليكها بنعومة لأن اللبن الطبيعي لديه خواص طبيعية للعلاج. بالإضافة إلى ترك الحلمة تجف بعد الرضاعة أو ارتداء ملابس من القطن لامتصاص اللبن.

5- تجنب ارتداء مشدات الثدي أو الملابس الضيقة التي تمارس ضغطاً على الحلمة.

6- تغيير وسادات الحلمة (Nipple pads) التي تمتص ما يفرز من لبن فى أوقات غير الرضاعة لتجنب رطوبة الحلمة.

7- تجنب استخدام الصابون أو أية مطهرات تحتوى على مواد كيميائية لتنظيف الحلمة قبل استخدام الطفل الرضيع لها، والاكتفاء بالماء الجاري النقي لبقاء الحلمة أو الثدي نظيفة.

8- دهان اللانولين (Lanolin)، مادة دهنية تُستخرج من الصوف وتُستعمل فى إعداد المراهم، على حلمة الثدي بعد إتمام الرضاعة لتخفيف الآلام.

9- حرص الأم على تناول قسطاً وافراً من الراحة، وتناول الطعام الصحي بالإضافة إلى الكم الملائم من السوائل لأن كل ذلك يساعد على الشفاء من آلام احتقان الحلمة. أما إذا كانت الآلام حادة جداً لابد من استشارة الطبيب قبل أخذ مسكنات للأم

10 -عدم ارتداء الحلمة الصناعية البلاستيكية (Nipple shield) أثناء الرضاعة التي لا تخفف من الاحتقان لكنها على العكس تزيد من مدة الاحتقان. وبها لن يتعلم الطفل كيفية الرضاعة التلقائية من ثدي أمه لاعتماده عليها، وبالتالي لا يعرف الطريقة الصحيحة للرضاعة.

11- إذا استمر احتقان الحلمة لفترة طويلة من الزمن، أو إذا حدث فجأة بعد مرور أسابيع طويلة من الرضاعة الطبيعية غير المؤلمة. فمن المحتمل أن يكون ذلك علامة على إصابة المرأة بالقُلاع (Thrush) وهذه هي عدوى فطرية تتكون على الحلمة نتيجة للبن. ونجد من بين

أعراض هذا المرض: الهرش، جفاف الجلد وتشققه، ألم، اكتساب الجلد اللون القرنفلي. وقد تنتقل العدوى إلى فم الطفل الذي يضعه على الحلمة المصابة.

وتظهر فى شكل بقع بيضاء صغيرة داخل الوجنتين واللثة واللسان كما تظهر فى صورة طفح شبيه بطفح الحفاضات لكنه لا يتماثل للشفاء باستخدام المراهم المضادة لطفح الحفاضات.

وإذا شكت المرأة التي تُرضع فى وجود مثل هذه الأعراض أو إذا كانت مصابة بالمرض بالفعل عليها بالاتصال بطبيبها وبطبيب الأطفال لحصول على دواء لها ولطفلها.

* هام:

إذا استمر احتقان الحلمة بعد إتباع كل هذه النصائح السابقة، على الأم اللجوء الفورى إلى الطبيب المختص لمساعدتها فى العلاج.

تراكم اللبن بالثدي وتضخمه (امتلاء الثدى باللبن):

وهذا يختلف عن الامتلاء الطبيعي للثدي باللبن (Breast fullness)، ويوصف بالتراكم التدريجي للدم واللبن فى الثدي بعد مرور أيام قليلة من الولادة.

وهذا دليل على وجود اللبن ولا ينطوي على وجود أية صعوبات فى عملية الرضاعة الطبيعية لأن أنسجة الثدي يمكن الضغط عليها بسهولة

ولا تكن متحجرة عند ضغط الطفل عليها بفمه من الطبيعي أن يصبح حجم الثدي أكبر وأثقل

وأن يوجد به قليل من الألم عند امتلائه باللبن فى اليوم الثاني إلى السادس بعد الولادة.

وفى بعض الأحيان قد يتحول هذا الامتلاء إلى ما يُسمى بـ (Engorgement) وفيه يكون الثدي جامداً ومؤلماً.

كما قد يحدث به تورماً وألم وسخونة واحمرار مع انغماس الحلمة للداخل واستوائها بالثدي ومع ارتفاع درجة الحرارة قد يختلط الأمر على الكثير من السيدات أن هذه عدوى أصابت الثدي لكن هذه الحرارة ظهرت نتيجة لتراكم اللبن فى الثدي وهذا ما يحدث بين اليوم الثالث إلى الخامس تقريباً بعد الولادة.

ويؤدى ذلك أيضاً إلى بطء الدورة الدموية، وعندما يتحرك الدم والليمف (سائل عديم اللون تقريباً تشتمل عليه الأوعية الليمفاوية ويتألف من بلازما الدم وكرات دم بيضاء) فى الثدي فإن السوائل من الأوعية الدموية تتسرب إلى أنسجة الثدي.

والأسباب التالية قد تؤدى إلى امتلاء اللبن بالثدي وتحجره:

– الوضع الخاطىء لفم الطفل على الثدي.
– محاولة الحد من إرضاع الطفل على نحو متكرر.
– الإفراط فى استخدام المسكتة (Pacifiers).
– التغيير من مواعيد الرضاعة الطبيعية بسبب العودة للعمل.
– إصابة بالحلمة.
– ثدي غير طبيعي.
– الإرهاق والضغوط والأنيميا عند الأم.
– إفراز الثدي للبن بغزارة.
– ضعف قدرة الطفل على المص، وبالتالي عدم القدرة على الرضاعة الجيدة من الثدي.
– شرب السوائل بكثرة من الماء والعصائر (أي الإفراط فى شرب السوائل) .
– تغييرالطفل لمواعيد رضاعته المعتاد علها، مثل بداية نومه طوال الليل أو رضاعته بشكل متكرر فى وقت محدد من اليوم وقلتها فى الأوقات الأخرى.

* تذكري:

أن امتلاء اللبن بالثدي وتضخمه قد يؤدى إلى انسداد القنوات اللبنية أو إصابة الثدي بالعدوى، لذا من الهام تجنبه ومنعه قبل حدوثه. إذا تم علاجه بشكل صحيح فلن يستمر أكثر من يوم أو يومين فقط على الأكثر.

* الحل:

1- الإقلال بقدر الإمكان من امتلاء اللبن بالثدي، وذلك من خلال التأكد أن وضع فم الطفل على الثدي صحيح مع تكرار رضاعته بعد الولادة، والسماح له بالرضاعة للمدة التي يرغب فيها طالما يمص جيداً ووضع فمه صحيحاً على ثدي أمه.

فى الأيام الأولى من الولادة ومع تدفق اللبن من ثدي الأم، لابد وأن تقوم المرأة بإيقاظ طفلها النائم كل 2-3 ساعات لإرضاعه. فالرضاعة على نحو متكرر من الثدي الممتلىء يساعد المرأة على تحرر ثديها من اللبن الزائد ولا تشعر بثقل فيه.

2- تجنب الإفراط فى شرب السوائل.
3- تجنب الإفراط فى استخدام المسكتات للطفل (Pacifiers).

4- محاولة تفريغ المرأة لثديها من اللبن إذا شعرت بامتلائه مع عمل مساج للثدي أو وضع كمادات ماء ساخنة عليه.
5- استخدام الكمادات الباردة بين الرضعات تساعد على تخفيف الآلام، بعض السيدات يقمن باستخدام أوراق الكرنب المثلجة أو تلك فى درجات الغرفة العادية للتخفيف من أعراض امتلاء الثدي على الرغم من عدم وجود دلائل على فاعلية أوراق الكرنب فى تخفيف آلام الثدي فى هذه الحالة إلا أنه يوصى بتغيير أوراق الكرنب فى حالة ذبولها بأوراق أخرى طازجة (توضع فى مشدات الثدي للعلاج).

مشاكل الرضاعة الطبيعية

6- إذا عادت المرأة للعمل، عليها بتفريغ لبن ثديها وإعطائه للطفل فى نفس المواعيد التى اعتاد فيها على الرضاعة من ثدي أمه.
7- على المرأة أن تحرص على تناول القسط الوافر من الراحة، وبالمثل تناول النظام الغذائي المتكامل وشرب السوائل بالكم الكافي والمعقول.
8- الحرص على ارتداء مشدات ثدي غير ضيقة ومريحة فى نفس الوقت.

* هام: إذا استمرت الأعراض لأكثر من يومين حتى وإن استجاب الثدي للعلاج، لابد من الحصول على المشورة الطبية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *