يوجد هناك كمية وافرة من المعلومات و النصائح المتاحة للآباء والأمهات حول استقبال الطفل الاول بعد رحلة الحمل، و لكن ماذا إذا كان المولود الجديد ليس الطفل الأول؟ على الرغم من أن إنجاب أخ جديد يجلب الفرح و السرور إلى العائلة، إلا أن ذلك يمكن أن يهدد الشعور بالأمن لدى الاخوة و الأخوات الأكبر سنا، و قد يسبب لهم ذلك الشعور بالغضب و الاستياء من هذه الإضافة إلى لعائلة.
لذلك، بالإضافة إلى القيام بتحضير تجهيزات استقبال المولود الجديد اللازمة في المنزل استعدادا لقدوم الطفل الجديد، يجب أن نوجه بعض من التركيز أيضا على تهيئة و اعداد الطفل لاستقبال مولود جديد وبقية أفراد الأسرة من الأخوة و الأخوات من اجل استقبال المولود الجديد.
اعداد الطفل لاستقبال مولود جديد
من المهم أن يتم مشاركة الطفل بجميع التطورات و المحافظة على الروتين بصورته الطبيعية قدر الإمكان خلال الأسابيع الأخيرة من مراحل الحمل و قبل ولادة الطفل الجديد. من الممكن تجربة النصائح التالية:
نصائح إعداد الطفل لاستقبال مولود جديد – قبل الولادة
تأجيل النقاش حول الطفل الجديد إلى أن تظهر عليك علامات الحمل، وعندما تظهر هذه العلامات قومي باستخدام التقويم لوضع علامات على الايام المتوقع ولادة الطفل فيه و قومي بربطها بأحداث أو أوقات معينة يسهل على الطفل استيعابها، مثل الحديث عن أن الطفل الجديد سيصل في موسم الصيف (عندما يكون الجو حارا في الخارج)، أو عند بداية العطلة الصيفية.
إشراك الاخوة و الاخوات في هذا الموضوع بقدر ما يريدون أن يتم إشراكهم، أي بجعل أسئلتهم هي موجهة الحوار.
الوصف الدقيق لما سيكون علية الوضع عند استقبال المولود الجديد، مثل قول: “أمكم سوف تكون متعبة جدا”، و “الطفل الجديد سوف يبكي و ينام كثيرا”.
دعوة الأخوة و الأخوات لمشاهدة الصور و الفيديو و سماع الحكايات عن أيامهم عندما كانوا رضعا. حيث أن الاطفال يحبون سماع القصص و الحكايات عن ما كانت عليه حياتهم عندما كانوا صغارا.
تجنب عمل التحولات الكبرى في حياة الاخوة و الاخوات في وقت قريب من موعد الولادة مثل تغيير مقدمي الرعاية للاطفال، أو نقل الطفل للنوم على سرير أكبر، أو بدء التدريب على استخدام المرحاض، أو التخلص من المصاصة أو المهدئة أو البدء بالتحضير لمرحلة ما قبل المدرسة.
و إذا كان لا بد من خضوع الأشقاء لهذه التغييرات بسبب المولود الجديد فإنه يجب البدء فيها في وقت مبكر قدر الإمكان (على الأقل قبل عدة أسابيع من موعد الولادة) و ذلك حتى لا يقوم الأخ أو الاخت بربط انطباعاتهم السلبية حول هذه التغييرات بوصول المولود الجديد.
إعداد الأشقاء لغياب الأم خلال فترة ولادة الطفل الجديد (كم من الوقت ستغيب الام عن المنزل، و أين سيمكث الأخوة في هذه الفترة).
إن تصرف الأم خلال هذا الوقت سينعكس على تصرفات و شعور الاخوة. إذا كانت الأم تبدو حزينة أو تشعر بالقلق، فإن الاخوة و الاخوات سيشعرون بالحزن أو القلق.
استخدم لعبة تمثيل الأدوار باستخدام الدمى للحديث عن المشاعر، و التكيف، و كيف سيكون وضع الحياة عند وصول الأخ الجديد (و هذا يعتبر افضل الخيارات بالنسبة للأخوة الصغار في العمر).
السماح للأشقاء بزيارة الأم و لقاء المولود الجديد بعد فترة وجيزة من ولادته (في المستشفى). إن ذلك سوف يساعد على تعزيز شعور الأطفال بأن هذه مناسبة عائلية ذات طابع خاص.
و بالطبع عند الخشية من أن الطفل سوف يشعر بالخوف من وضع الأم في المستشفى (على سبيل المثال، رؤية الأم في رداء المستشفى أو موصولة بأنبوب التزويد عن طريق الوريد)، حينها يمكن تأجيل لقاء الطفل بالمولود إلى حين عودة الأم إلى المنزل.
بعض النصائح التي يمكن أن تكون ذات فائدة بعد استقبال المولود الجديد تشمل:
تحضير هدايا للأخوة و الأخوات عند عودة الأم إلى المنزل و إعطائهم انطباع أن هذه أن هذه الهديا بسبب المولود الجديد، و ذلك عندما يلتقيان به أو بها لأول مرة.
عدم القيام بعمل المقارنات بين الأشقاء و المولود الجديد مثل : “انه أكثر هدوءا مما كنت عليه”، أو “لقد كنت تبكي أكثر من ذلك عندما كنت صغيرا”.
عدم التعجب أو القلق إذا كان الأشقاء لا يظهرون اهتماما في البداية بالمولود الجديد. حيث أن علاقات الأخوة تتطور و تنمو مع تقدم الحياة.
توقع حدوث بعض التراجع لدى الطفل، حيث أن هذا أمر طبيعي. يمكن احتضان و رعاية الطفل الكبير كما لو كان أقل عمرا لفترة من الوقت، اذا كان هذا يحتاجه في هذه المرحلة.
تذكير الزوار و المهنئين على إيلاء اهتمام بالأطفال الأكبر سنا و مراقبة الهدايا التي يحضرونها للمولود الجديد. يمكن أن تكون رؤية العدد الكبير من الهدايا التي يتلقاها المولود الجديد أمرا مزعجا بالنسبة للأشقاء و خصوصا عندما لا يجلب الناس شيئا لهم.
محاولة عدم إلقاء اللوم على الطفل الجديد لتبرير القيود الجديدة على الأم، مثل قول: “أمك لا تستطيع ان تلعب معك الآن لأن عليها أن تقوم بتغذية الطفل“، أو “أمك يجب أن تقوم بالتغيير للطفل الآن لذلك عليك أن تقوم بالقراءة بنفسك”.
إن إلقاء اللوم على المولود الجديد لتبرير نقصان الوقت يقضيه الاب أو الام مع الاشقاء يولد استياء الأشقاء. بدلا من القيام بذلك، يمكن إشراك الأشقاء في رعاية المولود الجديد كمساعدين.
خلق مجال للأشقاء الأكبر سنا أن يكونوا مشاركين و ليس منافسين، على سبيل المثال، تحضير الحفاضات، و قراءة قصة طفل، و دفع عربة الطفل.
تذكير الأشقاء الأكبر سنا بالأشياء التي يستطيعون القيام به لأنهم أكبر في العمر، على سبيل المثال تناول الطعام وحدهم، اللعب مع الدمى، و الذهاب الى الملعب.
الحرص على تخصيص بعض الوقت لقضائه مع الأشقاء الأكبر سنا و تعزيز فكرة أن الكثير من الأشياء التي يستطيعون المساعدة بالقيام بها هي بسبب قدراتهم و مهاراتهم المتقدمة على سبيل المثا ايصال رسالة إلى الأب، و إعداد وجبة طعام ، و غيرها.
كيفية التعامل مع المشاكل التي قد تطرأ
تظهر الابحاث أن المرحلة العمرية لدى الطفل تلعب دورا في كيفية تكيفهم مع الأشقاء الجدد. إن الأطفال البالغين من العمر سنتين أو أقل يكون لديهم صعوبة أكبر في تقبل الأخوة الجدد لأنه لا يزال لديهم احتياجات قوية للأمومة و الأبوة و قضاء وقت للتقارب معهم. كما أن التوتر الموجود داخل الأسرة أيضا يجعل تكيف الأطفال مع الأخوة الجدد أكثر صعوبة.
يجب التذكر أنه حتى أكثر الأشقاء تكيفا و أحسنهم في نيتهم تجاه المولود الجديد قد يلعبون مع أخيهم بخشونة شديدة أو قد يقومون بعناق أخيهم بقسوة في البداية، لذلك يجب تعليمهم كيفية اللعب و التعامل بلطف مع الأشقاء الجدد.
كما يجب التركيز على السلوكيات الإيجابية التي يظهرها الطفل تجاه المولود، مثل القول: “لقد أحببت الطريقة التي قمت بتدليك قدم أخيك بها”.
و الأهم من ذلك كله، عدم اليأس. حيث أن الأشهر القليلة الأولى تعتبر مرحلة تكيف مهمة بالنسبة لجميع أفراد الأسرة.