مراحل التطور العاطفي و التعامل مع الطفل في المراحل المختلفة (فهم هذه المراحل يتيح لنا التعامل الصحيح مع الطفل حسب كل مرحلة) تتطور في ثمانية مراحل و كل مرحلة تشكل مناطق انعطاف نفسية و اجتماعية يتأثر فيها الفرد بمجتمعه و تختلف نتائجها باختلاف الافراد فليس الكل يتطور نفسيا و عاطفيا بشكل متشابه
التعامل مع الطفل في المراحل المختلفة بشكل صحيح
المرحلة الاولى:
تطور الثقة الاساسية : من عمر الولادة و حتى عمر سنة و نصف تتطور خلالها الثقة بالمحيط او تفقد و يعتمد التطور الناجح على الرعاية المتواصلة للطفل و تلبية حاجاته العاطفية و الجسدية سريعا كالجوع و العطش و النوم و تغيير الحفاض و الملامسات الجسدية المتكررة و المداعبات و القبل
و إن الخلل و عدم توفر الدعم العاطفي الجسدي ينقص الثقة الاساسية بالمحيط كما يحدث بالاسر المتفككة و تربية الشغالات.
المرحلة الثانية:
تطور الاستقلال: من عمر سنة ونصف الى عمر ثلاث سنوات ينتقل الطفل من الاعتماد الكلي على الام ليطور شخصيته المستقلة
لذلك ندعو اطفال هذه المرحلة بالفظيعين حيث يختلفون من كونهم يقولون لا لكل شئ الى كونهم حملا وديعا يتمرغ بأحضان والديه تتطور في هذه المرحلة الصفات الشخصية الايجابية و أضدادها السلبية
فالحب عكسه الكراهية و التعاون عكسه الأنانية و الاستقلالية و الحرية بالتعبير عكسه الكبت و الاتكالية و الشعور بالوعي الذاتي عكسه الخجل و الدونية .
التعامل مع الطفل في المراحل المختلفة
يجب على الأهل الحرص على تنمية الصفات الايجابية في هذه المرحلة و تثبيط الصفات السلبية و منحه فرصة لتطوير سلوكه المستقل دون ان يضر نفسه او يمارس سلوك غير مقبول الخلل في هذه المرحلة يقابله تطوير صفات شخصية سلبية و فقدان الثقة بالنفس و الآخرين و الشعور بالخجل و الدونية .
التعامل مع الطفل في المراحل المختلفة بشكل صحيح
المرحلة الثالثة:
تطور المبادرة: من عمر ثلاث الى عمر ست سنوات يستمر الطفل في تطوير الاستقلالية و نلمس نشاط ملحوظ و حركة و فضول زائد و تساؤلات و كلام متتابع .
مهمة الآباء في هذه المرحلة توجيه الطفل لنشاطات يحقق فيها الطفل انجاز أكيد و منعه من المهارات التي تفوق عمره
و تعرضه للفشل المتكرر لأن عكس شعور المبادرة هو الشعور بالذنب خاصة إذا تلقى توبيخا متكررا من شخص يحبه .
المرحلة الرابعة:
التمكن من المهارات من عمر سبع سنوات الى عمر 11 سنة ينتقل الطفل لاكتساب مهارات اجتماعية و مدرسية
تمكنه من التآلف مع محيطه و يتعلم قوانين المجتمع فبعض المهارات لا يستطيع انجازها لوحده و لا بد من التعاون مع الآخرين و ينخفض تأثير الوالدين و يزداد تأثير الاصدقاء
الشئ السلبي في هذه المرحلة هو الشعور بالدونية لعدم قدرة الطفل انجاز المهام المدرسية و المهارات الاجتماعية و الجسمية الرياضية عكس الآخرين لذلك يقع على عاتق الكبار المسؤولين عن الطفل خلق جو من التحديات يمكن ان يتجاوزه الطفل بنجاح معقول يكسبه شعور بالكفاءة التي هي عكس الدونية.
التعامل مع الطفل في المراحل المختلفة بشكل صحيح
المرحلة الخامسة:
مرحلة تطور الشخصية: من عمر 12 الى 17 سنة مرحلة المراهقة .يكتسب الفرد شخصيته الفريدة و الشعور بالانتماء لمجتمع اكبر من عائلته
لكن ظهور الدافع الجنسي يعقد العلاقات مع الآخرين تأسيس هوية الفرد يتطلب الانسحاب الجزئي من العائلة الى تكوين الصداقات مع المجموعة العمرية المناسبة
و يتطلب مراقبة الطفل و التقرب منه و أصدقائه لتجنب رفاق السوء و ملء وقت الفراغ بهوايات مفيدة و مراقبة وسائل اللهو و الانترنت و تفريغ الطاقات الزائدة برياضات مناسبة .الخلل يوازي فقدان الهوية الشخصية.
المرحلة السادسة:
الكهولة الشابة: تطوير الصداقات و النجاح بها يعتمد على مقدار استعداد الفرد للتضحية مقابل الحفاظ على الصداقة, الخلل يؤدي الى العزلة و الشعور بالاضطهاد و النبذ الاجتماعي .
المرحلة السابعة:
توجيه الجيل التالي : الكهولة الناضجة يكمن الهدف الاكبر للكهل الناضج في تأسيس و توجيه جيل جديد يدعم المجتمع, الخلل يؤدي الى التقوقع و المركزية ,الأنا العالية.
المرحلة الثامنة :
الكهولة المتأخرة: يتكيف فيها الفرد على المزج بين خيبة الأمل و النجاح و الشعور بالكمال و هو شعور الفرد بأنه أدى أفضل ما لديه في كل المواقف التي تعرض لها خلال حياته و استطاع الوصول لحالة سلام مع النفس
و عكس ذلك شعور اليأس و الاحباط و عدم السعادة و الخوف من الموت نذكر أخيرا إن تعاقب المراحل الثلاثة الاخيرة غير مقيد بزمن معين و قد لا يصل بعض الكهول الى المرحلة الاخيرة أبدا .
د.ماجدة مطيع عودة
أخصائية أول دكتوراه في طب الأطفال شهادة البورد العربي .