التهتهة عند الاطفال والتهتهة المفاجئة وكيف نتغلب عليها؟
التهتهة عند الاطفال
التهتهة عند الاطفال هي إحتباس في النطق ترافقه إعادة متقطعة بشكل لا إرادي لجزء من الجملة أو الكلمة وقد تحدث عند الأطفال فجأة بأن يكون يتحدث طبيعي، ثم تحدث له التهتهة فجأة، سنتعرف على الأسباب وطرق التغلب عليها.
التهتهة عند الاطفال والتهتهة المفاجئة وكيف نتغلب عليها؟
خصائص التهتهة عند الاطفال
- تكرار الأصوات، والمقاطع والكلمات أو الجمل.
- التردد والتوقف في الكلام.
- عدم وجود الإنسيابية والسلاسة في الكلام.
- تتكرر تلك الحالة بصورة أكثر عندما يكون الطفل متعباً أو منفعلاً أو مجهداً.
- الرهبة من التحدث.
- يفوق حدوثها عند الأولاد حدوثها للبنات بأربع مرات.
– فإذا كانت هذه الحالات متوفره في إبنك فتعتبر تهتهة بمرحلتها الخطرة.
أسباب التعثر في الكلام وصعوبة النطق و التهتهة الحقيقية:
يحدث التعثر الطبيعي في الكلام لأن قدرة الطفل الذهنية على التفكير بالكلام أسرع من تمكن اللسان على إخراجها، أما صعوبة النطق الطبيعية فهي عادة ترجع إلى أسباب وراثية، وفي معظم الحالات
تنشأ التهتهة عند الاطفال عندما يكون الطفل يعاني من التعثر الطبيعي، أو صعوبة النطق الطبيعية ثم يقوم الأهل بالضغط عليه لتصحيح كلامه، الأمر الذي يزيد من حساسية الطفل لقصوره وفشله لتصحيحه، ويصبح الطفل متوتراً عندما يتكلم، وكلما حاول أن يتحكم في كلامه كلما إزداد الأمر سوءاً بزيادة التأتأة
وهكذا يدور الطفل في حلقة مفرغة، ويتضاعف تكرار الكلام بدلاً من نطقه مرة واحدة، وقد تحدث التأتأة المؤقتة في أي مرحلة من العمر إذا أصبح الشخص مرتبكاً خائفاً من طريقة تحدثه. وعلى الرغم من أنه من الطبيعي أننا ندرك ما نتلفظ به إلا أن كيفية التلفظ به هي لا شعورية في العادة، كما أن العوامل الوراثية تلعب دوراً أيضا في حدوث التأتأة .
يحدث التعثر الطبيعي في الكلام عند 90% من الأطفال بعكس التهتهة الحقيقية التي تحدث عند 1% من الأطفال، كما أن هناك 70% تقريبا من الأطفال ينطقون الكلمات بوضوح منذ بداية تعلم الكلام، أما البقية الذين تتراوح أعمارهم من سنة إلى أربع سنوات فيكون لديهم عسر نطق طبيعي، ويتلفظون بالعديد من الكلمات التي لا يستطيع ذووهم أو الآخرون فهمها.فإن حدث للطفل بمرحلة من مراحل عمره هذه التاتأة فلها مدة معينه طبيعية تسيطر على الطفل.
المدة الطبيعية التي تستمر فيها التهتهة عند الاطفال
لا يستمر التعثر الطبيعي في الكلام أكثر من شهرين إلى ثلاثة أشهر إذا تم التعامل مع الحالة بالطريقة السليمة، أما عسر النطق الطبيعي فهو بعكس التعثر الطبيعي للكلام ليس قصير الأمد ولكنه يتحسن تدريجيا
مع نمو الطفل على مدى عدة سنوات، يصبح الكلام مفهوماً تماماً عند 90% من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم
أربع سنوات وعند 96% من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم خمس إلى ست سنوات، تزداد التأتأة الحقيقية وتستمر إلى سن البلوغ إذا لم يتم علاجها.
التهتهة عند الأطفال المفاجئة:
تشتكي بعض الأمهات أن طفلها أو طفلتها كان يتحدث طبيعي وعمره فوق الأربع سنوات مثلاً وفجأة أصبح يتهته في الكلام ولا تعرف السبب.
التهتهة عند الاطفال من المشكلات التي يعاني منها بعض الأطفال في مراحل معينة من فترات نموهم. وقد يكون لبعض الأسباب النفسية أثر في تأتأة الطفل.
وقد يكون بسبب إنجاب طفلاً آخر والإهتمام به وقتها يشعر الطفل بالغيرة أو الإهمال فيحاول لفت الإنتباه أو قد يكون قد صدم نفسياً لإنه لم يصبح هو الوحيد لديكم.
وجميل منك أن تحرصي على التعامل مع هذه المشكلة مبكراً فور إكتشافك لها، لأن إهمالها قد ينتج عنه أحياناً إستمرار هذه المشكلة لفترات طويلة قد تلازم الشخص حتى بعد أن يكبر.
ولكن بغض النظر عن السبب
فإن التعامل مع الطفل في هذه الحالة يتطلب منكم إدراك أن التهتهة عند الاطفال يمكن أن يعاني منها كثير من الأطفال في فترات متقطعة، وقد تختفي ثم تعود مرة أخرى.
وخاصة بين الثانية والخامسة من أعمارهم.
التهتهة عند الاطفال والتهتة المفاجئة وكيف نتغلب عليها؟
معظم الحالات تزول من تلقاء نفسها ولا يستدعي هذا الأمر القلق. ولكن عندما تستمر التأتأة أكثر من بضعة أشهر، أو تزداد سوءاً وشدة، أو يصاحبها شد غير طبيعي في عضلات الوجه أو حركات جسدية، فحينها يكون من المناسب عرض الطفل على متخصص في إضطرابات النطق حتى ولو لم يبلغ الخامسة.
في غالب الأحيان
يمكن للوالدين الإهتمام بطفلهما والتعامل معه بشكل يساعده على التخلص من التأتأة بشكل طبيعي دون أن تترك آثارا سلبية على نفسيته. ومن أهم الأمور التي ينبغي عليكم الإهتمام بها ما يأتي:
– لا تطلبوا من الطفل إعادة الكلمات عندما ينطقها بطريقة غير صحيحة، ولا تصححوها له
– أمهلوه وقتاً كافياً لإعادة نطق الكلمة دون إستعجال أو تذمر، بل ولا حتى تقولوا له لا تستعجل أو إهدأ قليلاً، لأن هذه العبارات تجعله يشعر بالمشكلة رغم مقصدكم الجيد
– إجعلوا الحديث معه يتم في جو هادئ قدر الإمكان، وفي جو عائلي مريح، لأن الحديث في جو مشحون أو يتسم بالعجلة يزيد صعوبة الحديث بشكل طبيعي
– تحدثوا معه بسرعة أقل من المعتاد، حتى يشعر بأنه ليس ملزماً بالحديث بالسرعة نفسها التي تتحدثون بها أنتم
– تحدثوا معه وأنتم تنظرون إلى عينيه حتى يشعر بإهتمامكم بحديثه وأنكم لا تتضايقون من طريقته في الحديث
من المهم أيضا أن يكون إلتحاقك بالعمل مدروسا ومرتبا له بشكل جيد، ومن ذلك أن تهيئي طفلك نفسيا لغيابك عن المنزل في الفترة الصباحية
وتجيبي على أسئلته بصراحة ووضوح قدر الإمكان، وذلك حتى لا يشعر بالقلق لغيابك عنه بشكل لم يعتد عليه.
حاولي أيضا أن تتركيه مع شخص محبوب له، مثل جدته، وذلك حتى يشعر بالإطمئنان لوجوده بقربها بدلاً من أن يجد نفسه فجأة في رعاية الخادمة.
نصائح وإرشادات مهمة لعلاج التهتهة عند الاطفال
1- تشجيع الطفل على الحديث:
إجلسي مع الطفل وحدثيه ولو مرة واحدة في اليوم، إجعلي الموضوع شيقاً وممتعاً، تجنبي أن تطلبي منه إتقان الكلام أو إعادة كلامك، ولكن إجعلي من التحدث نوعاً من التسلية.
2- ساعدي الطفل على الإسترخاء عند حدوث التهتهة عند الاطفال
لا تأبهي للتأتأة الحقيقة التي لا تسبب للطفل أي مضايقة أما إذا لم يستطع الطفل الكلام فطمأنيه
بمثل قولك (لا تنزعج فإني أفهم ما تريد أن تقوله)
أما إذا سألك الطفل عن مشكلة التأتأة لديه فأخبريه أنه سيتحسن ثم تزول التأتأة أخيراً.
3- عدم تصحيح كلام الطفل:
تجنبي التعبير عن عدم إستحسانك لكلامه كقولك له على سبيل المثال:
(توقف عن التأتأة) أو (فكر قبل أن تتكلم)
تذكري أن ذلك هو الكلام الطبيعي للطفل في هذه السن وأنه لا يمكنه التحكم فيه، لا تحاولي أن تصححي له النطق أو الأخطاء اللغوية
كما يجب ألا تمدحيه على كلامه الصحيح لأن ذلك يعني أن كلامه السابق لم يكن سليما.
4- عدم مقاطعة الطفل عندما يتكلم:
يجب منح الطفل الوقت الكافي كي ينتهي مما يقوله وعدم إكمال الجملة له، حاولي أن تضعي فاصلاً لمدة ثانيتين بين نهاية جملة الطفل وبداية كلامك ولا تسمحي للإخوة بمقاطعة بعضهم البعض أثناء الكلام.
5- لا تطلبي من الطفل أن يكرر ما قاله أو يبدأ كلامه من جديد:
عند التهتهة عند الاطفال حاولي قدر الإمكان أن تخمني ما يحاول الطفل أن يوصله إليك، يجب أن تنصتي له جيداً عندما يحدثك ولكن لا تطلبي منه أن يكرر كلامه إلا إذا لم تستطيعي فهم بعض الكلام الذي يبدو مهماً.
6- لا تطلبي من الطفل أن يتمرن على نطق كلمة معينة أو صوت معين:
حيث أن ذلك من شأنه أن يجعل الطفل يتمعن في كلامه أكثر من اللازم.
7- لا تطلبي من الطفل أن يتمهل عندما يتكلم:
حاولي أن تشعري الطفل أن لديك الوقت الكافي كي تسمعي منه، وأنك لست مستعجلة، وكمثال يحتذى إتبعي أسلوباً هادئا في حديثك معه
إن إندفاع الطفل في كلامه مرحلة مؤقتة لا يمكن للوالدين تغييرها بإصدار الأوامر له.
8- عدم تعيير الطفل بالمتأتئ:
فإن هذه النعوت تصبح من التوقعات المحققة ذاتياً، كما يجب عدم مناقشة مشكلات النطق عند الطفل في حضوره.
9- أطلبي من الآخرين ألا يصححوا كلام الطفل:
يجب أن يطلع كل من حاضنة الطفل وأقاربه و مدرسيه والجيران والزوار على هذه الإرشادات، ولا تسمحي لإخوته بأن يقلدوه في تأتأته أو يسخروا منه.
10- ساعدي الطفل على الطمأنينة والشعور بأنه مقبول بوجه عام:
يجب زيادة وقت لهو الطفل ولعبه اليومي، حاولي تهدئة إيقاع الحياة في الأسرة؛ وتجنبي المواقف التي تثير التهتهة لدى الطفل
وإذا كانت هناك بعض الأمور التي تتبعين فيها نظاما صارما، يجب أن تخففي من حدة الموقف.
راجعي الطبيب إذاً:
– كان الطفل أكبر من خمس سنوات.
– أو كان الطفل يعاني من تأتأة حقيقية في الكلام.
– أو كانت تظهر على وجه الطفل تقلصات عضلية.
– أو كان الطفل قلقاً أو خائفاً من الكلام وأصبح يتمعن في كلامه.
– أو كان أحد أفراد الأسرة قد عانى من التأتأة عند الكبر.
– أو تأخر الكلام عند الطفل (تأخر التلفظ بالكلمات في سن ثمانية عشر شهراً
أو عدم نطق الجُمل بعد بلوغ الطفل سنتين ونصف السنة من العمر).
– أو كان كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من سنتين غير مفهوم للآخرين إطلاقاً.
– أو كان أكثر من نصف كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من ثلاث سنوات غير مفهوم للآخرين.
– أو كان 10 % من كلام الطفل البالغ من العمر أكثر من أربع سنوات من العمر غير مفهوم للآخرين.
ولم يقلّ تعثر الكلام عند الطفل بعد إتباع هذه الإرشادات لمدة شهرين.
أسأل الله تعالى لك العون والتوفيق، ولأبنائك بالصلاح والنجاح.