كيف يدفع الطفل ثمن غضب الام ورد فعلها العصبي ؟
كيف يدفع الطفل ثمن غضب الام ورد فعلها العصبي ؟
تتسائل كثير من الأمهات عن كثرة إنفعالها ورد فعلها العصبي و الغاضب أمام طفلها بالضرب، ثم ترجع تندم لإنه لا يستحق هذا العقاب ولكنها كانت مضغوطة نفسيا ففرغت شحنة غضبها بالطفل كيف يدفع الطفل ثمن غضب الام ورد فعلها العصبي ؟ وكيف تتحكم بأعصابها بالمرات القادمة؟ ومواقف كثيرة والحل السليم لها.
كيف يدفع الطفل ثمن غضب الام ورد فعلها العصبي؟
تفقد بعض الأمهات صبرهن بعد نهار طويل يشوبه التوتر إما بسبب العمل أو بسبب مشاغل المنزل فتصب الأمهات هذا التوتر على أبنائهن، فأحياناً يصرخن فى وجوههم أو يعاقبونهم فى الوقت غير المناسب ومن دون سبب وجيه.
ويرى الإختصاصيون أن رد فعل الأم القاسي أحياناً على تصرف طفلها الذى تحبه كثيراً يشعره بالإهانة لأنه ليس لديه القدرة على فك رموز سلوك والدته الغامض، وفى المقابل تشعر الكثير من الأمهات بالأسف بعد أن يدركن أن غضبهن لم يكن فى محله ويسألن الإختصاصيين عن الطريقة المثلى لكبته.
هل أنا أم سريعة الغضب؟
عندما أعود إلى المنزل بعد نهار طويل من العمل وأكتشف أن إبنى لم ينهي واجباته المدرسية أحرمه من مشاهدة التلفزيون، وإذا لم يرتب ثيابه ويضعها فى الخزانة أمنع عنه الكمبيوتر ألست أبالغ فى عقابه على هذه الأخطاء الصغيرة؟
عموماً يكشف عقاب الأم المستمر لطفلها عن شعورها بالعجز أمام متطلبات الحياة اليومية والتى تبدو أنها لا تسير كما ترغب.
ويؤدى شعور الام بالغضب من نفسها بسبب عدم قدرتها على تسيير الأمور كما تريد إلى صبه على أبنائها أو المقربين منها، فهى تظن فى اللاوعي أنها تسيطر على زمام الأمور التى لا تستطيع الإمساك بها والطفل يكون الهدف الأول والأسهل الذي تصب عليه غضبها، وفى مقابل هذا الظلم الذى يلحق بالطفل يمكن أن يراوده شعور بأن الراشدين غير موثوق بهم، وبالتالي لا يعودون محل ثقته، مما يوتر العلاقة بين الطفل وأمه.
– الحل السليم عند غضب الام
– عندما تصبحين هادئة وتعرفين أن طفلك لم يكن يستحق العقاب عليك أن تتحدثى إليه وتعترفى له بذلك ولكن دون أن تبالغي فى إعتذارك وتحولي الموقف إلى دراما، فالإعتراف يعزز لديك ولدى طفلك أيضاً الشعور بالإرتياح.
– يمكنك أيضا أن تضعي لائحة بالتصرفات التى يجب المعاقبة عليها، على أن تعودي إليها فى كل مرة تشعرين بالتوتر مما يخفف عنك وطأة الندم لمبالغتك فى عقاب طفلك.
أفقد صبري عندما أشرح لطفلتي أمراً لا تعرفه:
تريد طفلتي أن تساعدنى ولكنني أفضل إنجاز الأمور وحدي لأنها ليست سريعة أو لأنها لا تنجز العمل المطلوب منها بشكل جيد، وكما أتوقع مما يشعرني بالغضب.
عليك أن تعرفي سيدتي أن إيقاع طفلتك ليس بمستوى إيقاعك نفسه، خصوصاً إذا كانت فوضوية وأنت لا تتحملين هذا الإختلاف فى شخصيتكما، وربما تشعرين بالذنب لأنك لا تحترمين حاجاتها أو لأنك لا تمنحينها الوقت الكافي لإنجاز ما تطلبينه منها.
فى المقابل، تشعر إبنتك بأنها سوف تخفق فى العمل الذى أوكلته إليه فلا تحاول إنجازه مما يجعل تقويمها لقدراتها ضعيفاً وبالتالي تفقد الثقة بالنفس ، فتظن أنها دون طموحك وتوقعاتك.
– الحل السليم حتى لا تـ غضب الام
لا تطلبى منها القيام بأمور تعرفين مسبقاً أنها عاجزة عن إنجازها أو تتطلب منها وقتاً طويلاً لتنفيذها ولكن عندما يكون لديك وقت إستغليه لتعليمها تنفيذ الأمور بالطريقة الصحيحة فهي تتعلم بشكل أسرع إذا كنت فى مزاج هادئ مما يجعلكما تمضيان وقتاً ممتعاً ولحظات رائعة عند القيام معاً ببعض الأمور.
أضع الحدود وأرغب في توبيخه:
رغم أننى أوبخ إبنى فهو لا يقوم بما أطلبه منه مما يجعلني أصل إلى مرحلة صفعه، لأنه لا يطيعني ولا يستمع إلي.
يستعمل الكثير من الأهل الصفع لردع الطفل عن تصرفاته السيئة، فبعضهم يرى أن صفعة صغيرة لها أثر إيجابي ولكن لا يجوز إطلاقاً إستخدام الصفع كأساس للتربية، وإذا كان لابد منه يمكن للأم أن تصفع طفلها على يده بلطف إذا كان على وشك الإقتراب من شئ يؤذيه، ويجب إستعمال هذه الطريقة إذا كانت الحل الوحيد والأخير.
ولكن هذا الإنتقال من التوبيخ الكلامي إلى الضرب مؤشر لأن الأزمة بينك وبين طفلك وصلت إلى حائط مسدود فكل شئ صار يُحل من خلال العنف الجسدي لأنه لم يعد فى مقدورك جعل رد فعلك عقلي ولا تجدين الكلمات التى تتواصلين بها مع طفلك.
لذا فإن الفعل الجسدي أصبح محل الكلمات، وفى المقابل يشعر طفلك بالخوف مما يدفعه للتصرف بالطريقة نفسها فكلما زاد العقاب الجسدي للطفل فإنه سوف يحل مشكلاته بالعنف الجسدي أيضاً ويصبح أقل قدرة على حلها بالكلام، وبالتالي يصبح عنيفاً مع أقرانه والمحيطين به.
عند غضب الام حذار من إهانته معنوياً بالكلمات أو جسدياً بالضرب:
عندما أوبخ إبني (7 سنوات) يرد على: “أنا وحش”، ثم يلطم وجهه، هل يشعر طفلي بالألم؟ هل على أن أرد عليه بأنه ليس سيئا أو أتوقف عن عقابه؟
أنت تتساءلين عن عبارة أبنك “أنا وحش” ولكن يبدو لي أنك لم تلاحظى أمراً أساسياً وهو الوضع الذي يجعله ينطق بهذه العبارة التي يقولها فى كل مرة توبخينه فيها، والتى تسمح له بلطم نفسه أو خلع سرواله.
لذا عليك التحدث إليه بهدوء لإيجاد تفسير لتصرفه هذا، وتعليمه إحترام جسده وكيف يدافع عن نفسه أما إذا كنت تعاقبينه بالضرب، فأنصحك بالتوقف فوراً لان الضرب الأسلوب الخاطئ فى التربية، لأنه مهين ومن الممكن أن يكون إعتاد على ضربك إياه فى كل مرة يتصرف بشكل سئ فلم يعد يهاب الضرب بل يزداد تعنتاً
وهو بطلبه منك أن تضربيه كأنما يقول لك:”لا يهمنى الأمر ألم مؤقت ومن بعده أفعل ما أريد” فحذار من إهانته معنوياً بالكلمات أو جسديًا بالضرب.
عموما الضرب ممنوع ويجدر بالأهل تفاديه للأسباب التالية:
1- لأن عواقبه سيئة:
فغالباً ما تضرب الأم طفلها عندما تكون فى حالة غضب، وقد تؤذيه عن غير قصد إذا صفعته بشدة أو إذا وجدت أن صفعة صغيرة لم تنفع فتحاول فى المرة الثانية أن تصفعه بقوة ظناً منها أنه سينصاع لأمرها.
2- الضرب لا ينفع:
فقد أثبتت الدراسات التربوية أن الأطفال لا يعرفون ولا يفهمون لماذا يضربهم أهلهم.
3- الضرب يعزز سلوك العنف عند الطفل:
فالعنف يولد العنف، وقد يظن الطفل أنه إذا كان من حق أمه أن تضرب فلم لا يقوم بذلك هو أيضاً؟
– الحل السليم:
أنت تدركين سيدتى أنه لا يمكنك الإستخفاف بهذا التصرف أي الإعتماد على العنف الجسدى لإخضاع طفلك إذاً عندما تشعرين بأنك ستنزلقين في هذا المأزق فعليك أن تضعي لنفسك ممنوعاً مطلقاً كأن تقولي لنفسك من الآن فصاعداً أمنع نفسي من ضرب إبني.
فتحويل الفكرة إلى كلام يساعدك فى التوقف عن ممارسة العنف الجسدي، وعندما تفقدين السيطرة على غضبك أرسلي إبنك إلى غرفته فالإبتعاد عن بعضكما يجعلكما تشعران بالهدوء أكثر بالتالي تتمكني من إستعادة رشدك والتفكير فى الحل المناسب.
أوبخ طفلي بعبارات قاسية جداً:
أثناء ثورة غضبي أوجه إلى طفلي عبارات قاسية جداً، فأبدو شريرة. عليك أن تفكري فى تقويم لغتك، فخلف هذه العبارات القاسية يوجد لديك شعور بالعجز ولكي تستعيدي سلطتك تلجئين إلى العنف اللغوي، وتظنين أنه ليس خطراً لأن طفلك يعرف أنك تحبينه ينما عليك سيدتي أن تعرفي أن العنف اللغوي لديه نفس الأثر السلبي للعنف الجسدي وبالتالى فإن إستعمال العبارات القاسية أو البذيئة في العائلة قد يؤدي إلى جعلها وسيلة التواصل الوحيدة عند الطفل لأنه تعود عليها.
– الحل السليم:
عليك سيدتي أن تعتذري لطفلك بعد توجهك بعبارة قاسية إليه، كأن تقولي له: “ما قلته ليس جيداً إعذرني،ما أكن أفكر” وتحدثي إليه عن كل الأمور الحسنة التى يتمتع بها، فالإعتراف بالذنب فوراً يبعث رسالة إلى طفلك بأنك لا تحتقرينه، وأنك تأخذين فى الإعتبار كل ما يقوم به.