قواعد التواصل مع الابناء ،هل تتحدثين مع ابنائك وتتواصلين معهم ؟ لو طرحنا هذا السؤال الذي يبدو بسيطا للغاية في اللحظة الاولى على الوالدين لاجاب بعضهم بكلمة وهي ” طبعا نتحدث معهم” وليس من الغريب ان يفكرون في مدى سذاجة السؤال او ملقيه وحتما سيسخر احدهم ” وهل من لا يتواصل مع اطفاله” . ولكي تعرف ماذا نقصد اقرأ هذا المقال
قواعد التواصل مع الابناء
لو ان لكي صديقة لا تحدثك الا لتلقي عليك اوامر بخصوص ما تريد منكي ان تفعليه لاجلها فمثلا هي تريد ان تحضري لها هذا الكتاب او هذا القلم او كوب ماء او حقيبتها من الطابق العلوي وربما اردات ان تمري على الجارة لجلب الاغراض التي نسيتها هناك او ان تذهبي للسوبر ماركت لشراء العشاء او هذه الصديقة لا تحدثك الا لامر ما فهل تظني انها تتحدث وتتواصل معك؟
ولو كان لكي صديقة اخرى لا تحدثك الا لتنتقدك فهي ترى ان طريقتك في الكلام غيرلائقه و طريقتك في التفكير متهورة و انكي لا تجيدين تنظيم وقتك و ترتيب اولوياتك وترى انكي تبالغين في الاهتمام بمظهرك وانكي لا تنتقين علاقاتك وان حياتك بجملتها عبارة عن فوضى فهل تظني انها طريقة للتواصل معكي ؟
قواعد التواصل مع الابناء
وماذا لو كان هناك صديقة اخرى لا تسمعي صوتها الا لتلقى عليك خطب ومحاضرات عن مبادئها وقيامها وكيف ان الازمنة السابقة كانت مليئة بالخير والبر وعن كل ما تفعله في ايام طفولتها وان لم تتحدث عن مجدها في الماضي بل ما يجب ومالايجب وعما يليق بنا ان نفعله وما يجدر بنا ان نتركه وانها مثالا للكمال ولا تعرف الخطأ او النقص فهل تظني انها تتواصل معكي ؟
وما رأيك في صديقة اخرى لا تسمعين منها الا التهديد والعتاب واللوم فهل تظني انها تتواصل معكي؟ لو اتفقنا على ان التوجيهات والمحاضرات والاستجوبات ليست طريقة للتواصل هل مازالنا نتواصل مع ابنائنا
دعونا ناخذ وقت كافي لنفكر بجدية ونتقمص دور الابناء ونستشعر احساسينا تجاه شخص لا يتواصل معنا الا ليعطينا الاوامر او القاء الخطب او لانتقادنا ترى ما هو شعورنا ؟
ان التواصل في زمنا الا تواصل او بالاحرى زمن التواصل الالكتروني المزيف والمسطح وفي ظل العوامل الافتراضية التي ينجذب اليها ابنائنا بات عاملا خطيرا جودة علاقتنا باولادنا ويتحدى فاعليتنا كاباء ومربين
فالتربية السليمة لا تأتي حصادها الا على دعائم تواصل قوي ومتين مع اولادنا ومدى فاعليته مع اطفالنا .
قواعد التواصل مع الابناء
ان التواصل الفعال له قواعد واصول ومن اهمها:
– الاحترام المتبادل
– التقبل بدون شروط للاخر
– فمن حق الطفل ان يعبر عن مشاعره وافكاره في امن تام دون الخوف من الرفض او التجاهل والسماح للتعبير عن انفسهم بحرية لا يعني الموافقة على كل ما يقولوا انما يعني :
” احترام شخصيتهم و مشاعرهم الامر الذي يعتبر الحجر الاول في بناء جسر للتواصل ويمكنا نقل ما نريد غرسه من مبادئ
فأنتي لا تستطيعين عبور طفلك والباب بينكما مغلق والجسور المهدمة فكل ما نعانيه من جهود معهم في التربية لا فائدة منها قبل فتح ابواب الحوار ومد جسور التواصل
ان التربية التي تكون قائمة على الامر والطاعة تنشأ جيل : متمرد و ساخط و عنيف او هزيل وخاضع للأخرين دون تفكير فدعونا نتواصل مع ابنائنا بصدق مع اطفالنا .