موضوع هام و شائع و قد يعتبر إسعافي و مقلق للأهل وهو خطورة إبتلاع الاجسام الصغيرة في لعب الاطفال، خطورة الاجسام الصغيرة وإبتلاعها عن طريق الفم من قبل الأطفال يشيع حدوثه عند الأطفال بين عمر ست شهور و ثلاث سنوات.
خطورة إبتلاع الاجسام الصغيرة في لعب الاطفال
بداية، يجب أن نؤكد أن على الأهل ضرورة تأمين بيئة خالية من الأجسام الصغيرة و العاب لاتحتوى على اجزاء صغيرة حول الأطفال بأعمار 3 سنوات أو أقل. تعتبر النقود أكثر الأجسام الغريبة ابتلاعاً من قبل الأطفال الصغار بينما يكون ابتلاع عظام السمك و عظام الدجاج الأكثر ابتلاعاً في الأطفال الأكبر و المراهقين و البالغين. يزداد الخطر في حال وجود إعاقة عقلية لدى الطفل أو نقص في الوعي كالإطعام أثناء النوم أو تحت تاثير مهدئ نفسي و عند الكبار تحت تأثير الكحول.
من الجيد أن نعرف أن ما نسبته 80 % إلى 90 % من الأجسام المبتلعة لا تحتاج أي تداخل طبي و تخرج من الجهاز الهضمي بدون صعوبة بينما يتطلب ما نسبته 10 % إلى 20 % استخراج عبر المنظار الهضمي فقط، أما أقل من 1 % يحتاج تداخل جراحي بفتح البطن و هي نسبة نادرة الحدوث. نسبة حدوث ثقب في الجهاز الهضمى نتيجة إبتلاع جسم غريب تقدر بأقل من 1 % من الحالات.
التصرف في المنزل لتجنب خطورة الاجسام الصغيرة في لعب الاطفال:
1. تجنب الخوف و الهلع لأن معظمها يخرج عفويا مع البراز.
2. عدم إعطاء أي مادة بالفم حتى تكون المعدة فارغة في حال لو احتاج تنظير و بالتالي لا نؤخر هذا الإجراء الذي يحتاج 6 ساعات حمية عن الطعام.
3. عدم تحريض القيء خشية الاستنشاق للرئة.
4. إحضار الطفل إلى قسم الإسعاف حتى لو لم يكن يشتكي من شيء.
التشخيص:
بصورة اشعة بسيطة للمرئ و الجهاز الهضمي كاملا تظهر الأجسام الظليلة (تظهر في اشعة x) على الاشعة كالقطع النقدية و عظام السمك و الدجاج و الأجسام المعدنية عموماً، لكن المواد غير الظليلة على الأشعة قد لا تظهر كالبلاستيك. و تحتاج عندها أشعة بالصبغة الملونة (الباريوم) خاصة في حال وجود قصة مؤكدة من خلال شاهد عيان لابتلاع هذا الجسم الغريب.
أعراض إبتلاع الجسم الغريب
– تبدأ بهجمة سعال و غصص و سيلان لعاب.
– توقف الجسم الغريب في المريء.
يمكن أن يتوقف هذا الجسم الغريب في 3 أماكن متضيقة قد ينحشر فيها هذا الجسم و هي:
– مستوى العضلة الحلقية البلعومية بداية المريء.
– مستوى منتصف المريء فوق عظمة القص مباشرة.
– آخر المريء فوق عضلة الحجاب الحاجز مباشرة.
قد يسبب إنحشار الجسم الغريب في هذه الأماكن من المريء، ألم و صعوبة بلع و أحياناً ضيق تنفس. و قد تتطور الحالة لاحقاً إلى ثقب في المريء. و في حال أدركنا الجسم الغريب في المريء يجب استخراجه بالمنظار الهضمي العلوي (منظار المريء) و لكن يجب إعادة الصورة قبل المنظار للتأكد أن الجسم الغريب مازال بالمريء و لم يتحرك للمعدة أو لم يتقيأه الطفل.
و تستخرج الدبابيس و الأجسام الحادة من المريء بشكل إسعافي و كذلك البطاريات و المواد المغناطيسية لأنها قد تسبب تآكلاً في المريء خلال 4 ساعات. و هناك إجراء بديل يمكن للطبيب الجراح إجراؤه قبل استخدام المنظار هو إدخال قسطرة فولي لتتجاوز الجسم الأجنبي تحت التنظير الشعاعي ثم نفخ بالون القثطرة أسفل الجسم الاجنبي و سحبه للأعلى.
توقف الجسم الغريب في المعدة
تميل الأجسام البيضوية ذات القطر أكبر من 5 سم و عرضها 2 سم إلى الانحشار في المعدة كذلك الأجسام الرفيعة الطويلة التي هي أطول من 10سم تفشل في عبور معدة الأطفال الكبار و البالغين أما في الأطفال الصغار و الرضع فإن الأجسام الأطول من 3 سم أو الكروية التي قطرها أكبر من 2 سم تفشل في عبور المعدة و يجب استخراجها بالمنظار كذلك يجب استخراج الأقلام المفتوحة وبقية الأجسام الحادة. أما بقية المواد فنكتفي بالمراقبة المنزلية.
ماذا نراقب؟
. حدوث الألم البطني
. حدوث الإقياء
. حدوث الحمى المستمرة
. حدوث إقياء مدمي
. حدوث براز مدمي أو أسود
معظم المواد التي دخلت المعدة و انتقلت للأمعاء تخرج مع البراز خلال اسبوع و قد تحتاج فترة شهر و يوجه الأهل خلالها إلى استئناف الوجبات الطبيعية، حيث لا يوجد طعام خاص أو حمية خاصة لذلك و يراقب البراز في كل مرة من أجل رؤية الجسم الغريب.
إن فشل طرح الجسم الغريب خلال شهر من النادر أن يؤدي لثقب أو مشاكل هامة، لكن يطرح سؤالاً حول احتمال وجود تشوهات معوية خلقية او مكتسبة منعت طرح الجسم الغريب و يجب التفتيش عنها بالاشعة الظليلة.