لا افهم لماذا تتسارع الامهات فى طلب المضاد الحيوي من الطبيب او من الصيدلى رغبة منها فى القضاء السريع على المرض لكن هناك العديد من الامراض لا يكون هناك داعى لاستعمال المضاد الحيوي ففى اغلب الاحيان المضاد الحيوي ليس حلا بل ان كثرة استخدام المضادات الحيوية بدون الحاجة لها يعد خطرا على صحة اطفالنا.
نتائج الاستخدام المفرط فى المضاد الحيوي
1- ان الإفراط في تعاطي المضادات الحيوية ما هو الا سموم تضخ في أجساد أطفالنا.
2- يؤدى إلى إضعاف خط الدفاع فى الجسم فيسهل على الأنواع الأخرى من الميكروبات انتهاك واختراق الجسم.
3- نتيجة لكثرة استخدام المضادات الحيوية فإن البكتيريا تطور نظام مناعتها وتخرج أجيالا منها مقاومة لبعض المضادات الحيوية.
4- يمكن ان يؤدى الى تغطية بعض الامراض الاخرى وعدم ظهور اعراضها مما يصعب تشخيصها مثل كثير من الاورام.
5- كثرة المضادات الحيوية يؤدى لقتل البكتيريا النافعة في الجسم تاركا فرصة للبكتيريا الضارة في الجسم.
6- يمكن ان يؤدى الى انتشار الاوبئة بالمجتمع حيث كما تتعرف البكتيريا على أصناف المضادات الحيوية وتكوين مقاومة لها فلا تعود تنفع بعد فترة وتتحول بعض الأمراض البكتيرية إلى أمراض معقدة صعبة العلاج.
ومن الجدير بالذكر ان هناك الكثير من الأمثلة الخاطئة لمعالجة الالتهابات أو العدوى باستخدام المضادات الحيوية مثل عند استخدامها لمعالجة الأمراض التي تسببها فيروسات مثل نزلات البرد والكحة ورشح الأنف.
والتهابات الجهاز التنفسي العليا والتي غالبا ما تسببها الفيروسات والتي لا تؤثر فيها المضادات الحيوية بل تنعكس سلبا على صحة الطفل وقد تسبب له العديد من المضاعفات والأمراض.
الاعراض
وقد تخفي أعراض الكثير من الأمراض الخطيرة و من ضمن الأمراض التي يخطئ الناس في استخدام المضادات الحيوية لها التهابات الأذن الوسطى وقد أظهرت دراسات حديثة أن هناك أكثر من نسبة عالية منها لها مسببات أخرى غير البكتيريا.
ولكن يسارع الناس إلى طلب المضادات من الطبيب بحكم أنها تخفف من وطأة الأعراض مشيرا إلى أن المضادات الحيوية لا تفرق بين البكتيريا الضارة والأخرى النافعة للجسم والتي تحمي الجسم من العديد من البكتيريا والطفيليات والفطريات الضارة والتي لا تجد لها مكانا في ظل وجود التوازن الحميد بين البكتيريا النافعة وغيرها.
فالاستخدام المفرط للمضادات الحيوية قد يؤدي إلى إضعاف خط الدفاع هذا وبالتالي يسهل على الأنواع الأخرى من الميكروبات انتهاك الجسم وإضعاف مناعته وتعريضه لأمراض خطرة نتيجة نقص المناعة.
من التبعات الخطرة أيضا للاستخدام الخاطئ للمضادات تطور البكتيريا لتصبح مقاومة لكثير من المضادات الحيوية حيث إنها تتعود على طريقة عمل هذه الأدوية وتنتج جيلا آخر قادرا على مقاومتها ولا يمكن لها الاستجابة لها مما يتطلب جرعات أعلى من المضادات الحيوية وأحيانا أنواعا أخرى لها تأثيرات مضاعفة خطيرة.
وكذلك يسهل انتقالها إلى المحيطين بالطفل وتعريضهم إلى مضاعفات هذه الميكروبات لذلك على الطبيب والمريض أن يتعرف أولا على بعض الأمور قبل صرف المضاد.
ومن أهمها هل هذه العدوى بكتيرية؟ ما هو نوع المضاد الفعال لها؟
هل هناك بدائل للمضاد الحيوي؟ ما هي الأخطار في حالة عدم استخدامه؟
ما هي العواقب إذا تأخرنا في البدء في استخدام المضاد لمدة أربعة أو خمسة أيام أخرى؟
ملاحظة هامة عن الإفراط في إستخدام المضاد الحيوي
ان سوء استخدام المضادات الحيوية خطير جدا حيث إن البكتيريا تطور نظام مناعتها وتخرج أجيالا منها مقاومة لبعض المضادات الحيوية ومثال ذلك عقار البنسلين الذى لم يعد قاتلا للبكتيريا.
كما كان عند اكتشافه ومن المعروف علميا أن سوء استخدام المضادات الحيوية كوصفها بدون تشخيص دقيق أو عدم إعطاء الجرعة المناسبة لمدة مناسبة يؤدي إلى نقص في فعالية المضاد الحيوي فى الجسم.
والأهم أنه لا بد من إكمال المدة المحددة للعلاج ولا ينبغي إيقاف تناوله عند تحسن الحالة واختفاء اعراض المرض لأن ذلك يؤدي إلى ظهور البكتيريا مرة أخرى، وقد تكتسب مناعة مكتسبة من المضاد الحيوى بحيث لا تتأثر به مستقبلاً؛ مما يؤدي إلى صعوبة العلاج فيما بعد.
بالنسبة للأطفال
وخصوصاً في السنوات الأولى فهم يصابون بالعدوى بمعدل12 -13 مرة سنوياً لكن غالبيتها العظمى هي عدوى فيروسية، وليس للمضادات الحيوية أي فعالية ضدها، وكثير من الأطباء وأهل الأطفال يستخدمون المضادات الحيوية بدون سبب مع الأسف.
كما يكثر الحديث عن أن المضادات الحيوية تؤدي إلى ضعف مناعة الأطفال لكن في الحقيقة هذا غير صحيح كما يعتقد الكثيرون ولكن ما يمكن أن يحدث عند تناولها بكثرة هو الآثار الجانبية لها وتختلف حسب نوع المضاد ومدة استخدامه، ومن أهمها الإصابة بالبكتيريا المقاومة للمضادات عند الوصف العشوائي المتكرر وأيضا الإسهال وفطريات الفم ومنطقة الحفاظ والطفح الجلدي.