من قصص السنة النبوية قصة خشبة المقترض الأمين
من قصص السنة النبوية قصة خشبة المقترض الأمين
أجمل ما نقصه على أطفالنا لنعلمهم الأخلاق الحميدة وكيفية التصرف في المواقف هي قصص القرآن والسنة، لذلك نقدم لكم من قصص السنة النبوية قصة خشبة المقترض الأمين لما بها من تعليم الأخلاق للأطفال خصوصاً الأمانة.
من قصص السنة النبوية قصة خشبة المقترض الأمين
هذه القصة حدثت منذ زمنٍ بعيدٍ ولكنها قصة عظيمة، وفيها دروس كثيرة، لذلك رواها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه. ليتعلموا ويستفيدوا منها فلنقرأ تلك القصة:
يحكى أن هناك رجلًا من بني إسرائيل إحتاج إلى مالٍ سنسميه المقترض، فطلب ممن حوله أن يعطوه مالًا و يعيده لهم بعد فترة.
فقال له أحدهم سنسميه المقرض سأعطيك المال و لكن لا بد أن تأتي برجل يشهد على ذلك.
فقال له المقترض: أليس الله يرانا و يسمعنا؟ فهو شهيدٌ على أنني أخذت المال و سأعيده.
قال المقرض: و لكن إن لم تعد لي المال من سيضمن لي؟ أريد رجلًا يضمن لي مالي.
قال المقترض: الله هو الرازق و هو المعين فهو يضمن لك بإذن الله.
قال المقرض: صدقت. و أعطاه المال، و أخبره أن يعيده له بعد فترة محددة.
أخذ المقترض المال و ركب السفينة و سافر ليقضي ما يحتاجه.
و عندما صار موعد إعادة المال لصاحبه ذهب إلى البحر ليعود لبلده لكنه لم يجد سفينة يركبها!
جلس هناك يفكر ماذا يفعل؟ لابد أن يفي بوعده و يرد الأمانة.
وبينما هو جالس إذا بخشبة تأتي بجانبه على الشاطئ فخطرت له فكرة.
لقد قام بحفر فتحةٍ صغيرةٍ في الخشبة و وضع فيها المال مع ورقة إلى صاحب المال.
ثم سد الفتحة و وقف أمام البحر.
و دعا الله عزوجل أن يوصل الأمانة لصاحبها.
فقال المقترض: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً (إقترضت منه) ألف ديناراً فسألني كفيلاً، فقلت: كفى بالله كفيلاً فرضي بك وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً. فرضي بك، وإني جهدت (بذلت جهدي) أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له، فلم أقدر وإني أستودعكها أي إجعلها في أمانتك.
فرمى بها في البحر و هو ينظر إلى الأمواج تحملها بعيدًا. ثم ذهب يبحث عن قارب يعيده إلى بلده.
و في بلده هناك خرج الرجل الذي كان قد أعطاه المال ينتظر أن يعيده إليه فلم يجد أي مركب قادم. لكنه رأى الخشبة فأخذها لبيته ليستعملها في إشعال النار.
فلما وصل إلى بيته أخذ فأسًا و قطع الخشبة، فإذا بشيء يلمع داخلها! فضربها بالفأس ثانية فسقط منها مال كثير وورقة.
فتح الورقة فوجد فيها رسالة من صاحبه. و عد المال فوجده كاملًا.- صاحبنا في البلد البعيد وجد قاربًا بعد فترة فركبه و عاد لبلده.
وفورًا توجه إلى صاحب المال ليعيده له، فهو لا يعرف ما حصل بالخشبة.
فحكى له صاحب المال عن الخشبة التي وجدها، و الرسالة التي فيها. و قال له : فإن الله أدى عنك الذي بعثت في الخشبة.
تعلمنا القصة:
– أننا يجب أن نؤدي الأمانة إلى أهلها.
– تدل على لطف وحفظ الله لنا وأن الله يكفبنا ويحفظنا إذا توكلنا عليه وفوضنا الأمر إليه.
– ما أحلى أن يكون عند المؤمن هذه الثقة العظيمة بالله يثق بأن الله قادرً على كل شيء لايعجزه أي شيء.
– فقط أطلب من الله وثق به والله يجيب.