الأطفال أسئلتها كثيرة ويسألون فى كل شئ، ولكن عندما يسألونا عن الله لا نستطيع الإجابة أو لا نعرف بماذا نجيب، مثل: من هو الله ؟ و أين الله؟ وكيف خلقنا؟ وما هو شكله؟ لذلك سنتناول الموضوع بالتفصيل لتتعرفوا على الإجابة السليمة.
إذا سألني طفلي عن من هو الله بماذا أجيب؟
يفسر علماء النفس المهتمون بدراسة علاقة الدين بعلم النفس وعلم الأعصاب فكرة البحث عن الله، كنتيجة ثانوية للطريقة التي تعمل بها الدماغ البشرية.
ففي دراسة أجراها الدكتور “ديبورا كيلمان” عالم النفس بجامعة بوسطن على عينة من الأطفال في عمر 4 سنوات
وجد أن لديهم ميولاً للإعتقاد بأن العالم مُعَد وفقًا لنظام معين، وأنه حتى الجوانب البسيطة للعالم الطبيعي أنشئت لسبب ما من قِبَل قوة غير بشرية لديها قدرات خارقة يفتقر إليها البشر، وأن هناك بعض الأشياء التي يصنعها الإنسان العادي كالسيارات والطائرات
إلا أن هناك قوة أخرى لديها قدرات لا يمتلكها الإنسان مسؤولة عن صنع أشياء كالجبال والبحار والسماء و المواليد الجدد .
ما الذي يدفع الأطفال للتفكير في فكرة “الإله” من الأساس؟
– البيئة المحيطة و الفطرة:
في سلسلة من الدراسات التي أجراها العالمان “جيسي فوكس” من جامعة ستيتسون و”دانييل جوتيريز” في كلية ويليام آند ماري
لمعرفة ما يدور في ذهن الأطفال الصغار فيما يتعلق بالأمور الدينية وجدا أن الطفل يبدأ التفكير في الله في مرحلة الطفولة المبكرة مؤكدَين أن للعائلة دورًا كبيرًا في مَدِّه بمفاهيم كالصلاة والعبادة
وأن الطفل يلتقط الحديث عن الله في البداية من باب المحاكاة والتقليد والتعبير عن بيئته
إلا أنه مع تقدمه في السن و تطوُّر قدراته المعرفية، يبدأ في تطوير نماذج ذهنية أكثر تعقيدًا ويبدأ في التفكير في الله بطرق أكثر إختلافًا وتطورًا.
إذا سألني طفلي عن من هو الله بماذا أجيب؟
– يميل علماء الأنثروبولوجيا إلى ترجيح كفة الفطرة على العوامل البيئية حيث إكتشفوا أن في بعض الثقافات التي تحجب فيها التعاليم الدينية عن الأطفال يؤمنون بوجود الله رغم ذلك.
ففي سلسلة من الأبحاث قامت بها جامعة أكسفورد وإستمرت لمدة 3 سنوات لتحديد ما إذا كان الإيمان بالله والآخرة هو مجرد أفكار مستقاة من المجتمع أو طبيعة بشرية، خلصت إحدى الدراسات إلى أن الأطفال عند سن خمس سنوات يكون لديهم إعتقاد
بأن هناك قوة قادرة على فِعل أشياء ليست في مقدرة البشر، فعند سؤال الأطفال عما إذا كانت والدتهم ستعرف محتويات صندوق مغلق
وجد أن الأطفال في سن الثالثة يعتقدون أن والدتهم والله سيعرفون الإجابة الصحيحة
ولكن بحلول سن الرابعة يدرك الأطفال أن الأمهات مهما بلغ ذكاؤهن لن يستطعن الإجابة، وأن الله وحده هو من يملك الإجابة الصحيحة.
ما هو السبب في الإعتقاد بوجود قوة خارقة؟
بحسب دراسة للدكتور “جوستين باريت”، مؤلف كتاب Why Would Anyone Believe in God؟ والباحث في مركز الأنثروبولوجيا والعقل بجامعة أكسفورد
فالأطفال لديهم إستعداد غريزي للإيمان بوجود الله، فبعد مجموعة من التجارب النفسية التي أجراها على عينة من الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة وجد أن السبب في إعتقاد الأطفال بأن هناك قوة خارقة طبيعية مسؤولة عن تنظيم الكون هو “الإدراك “، فالإدراك بصفته أحد العمليات العقلية
والذي يتضاعف في مرحلة الطفولة المبكرة بسبب نمو خلايا الدماغ بشكل أسرع وذلك بسبب وجود العديد من المُحفّزات التي تدعم الألياف العصبية للنمو
وبالتالي تزيد من عملية الإدراك، ونتيجة لمجموعة من العمليات الإدراكية المختلفة يصل الطفل إلى أن الله هو المسؤول عن هذا العالم.
إذن ماذا نفعل في حالة عدم معرفتنا الإجابة؟
القاعدة الأولى: الصدق:
لا تضلل طفلك وتخبره معلومات خاطئة حتى لا تظهر أمامه أنك لا تعرف، أخبره الحقيقة
قل له: “أنا لا أعرف إجابة هذا السؤال، ولكن سأبحث وأخبرك”.
القاعدة الثانية: ناقشه:
سواء كنت تمتلك الإجابة أو لا، لا تدع الأمر يتوقف عند سؤال الطفل، حاول أن تفتح معه أبوابًا للنقاش
إطرح أمامه أكثر من موضوع يتعلق بالقضية التي يسأل عنها، ساعده على توسيع دائرة معارفه.
القاعدة الثالثة: إسأله عن رأيه:
إذا كنت لا تعرف الإجابة، ألقِ الكرة في ملعب الطفل، إسأله عن رأيه ماذا يتوقع أن تكون الإجابة
حاول أن تناقشه في بعض المعطيات التي تعرفها عن الأمر محل النقاش، إن لم تصلا للإجابة الصحيحة معًا
فعلى الأقل هذه الطريقة ستساعده على التفكير بشكل منتج ومنظم.
القاعدة الرابعة: ساعده على الإسترسال في التساؤل:
تشير بعض الدراسات إلى أن الأطفال في سن 4 سنوات يسألون ما بين 200 و300 سؤال يوميًا
منطقيًا الإجابة عن 300 سؤال يوميًا أمر مرهق جدًا وغير ممكن
ولكن على الأقل إن لم تكن قادرًا على الإستماع لكل تلك الأسئلة حاول أن لا تصده
إعتذر عن الإجابة لضيق الوقت وأخبره أنك ستجاوب في أقرب فرصة مناسبة.
القاعدة الخامسة: دعه يبحث:
ساعد طفلك في البحث عن إجابته، سواء بالقراءة له، أو البحث معه على الإنترنت أو بإجراء بعض التجارب العلمية البسيطة التي يمكن تنفيذها في المنزل.
القاعدة السادسة: الفضول:
الفضول هو جزء من التجربة الإنسانية، كل سؤال تساعد طفلك في الحصول على إجابته
-حتى وإن لم تكن إجابة وافية هو محاولة جيدة لفتح أفق أوسع له وإضافة إكتشافات جديدة إلى عالمه.
بماذا نرد إذا سألنا عن من هو الله ؟
عليكِ أن تخبري الولد أن الله موجود، وبيني له دلائل وجوده من خلال تحديثه عن الآيات الكونية فهو الذي خلقنا وأعطانا السمع والبصر وخلق السماء والشمس والأرض والجبال و أنبت الثمار
وذكريه بما عنده هو من النعم، وإجلسي معه جلسات تأمل في هذا الكون الفسيح وبيني له أنه من المستحيل أن توجد هذه المخلوقات بغير موجدٍ، ولا يستطيع إيجادها إلا الله تعالى فالله إذاً موجود.
– فإذا أصر على رؤية الله فأخبريه أن الله لا يرى في الدنيا، وإنما يرى في الجنة، وإصرفي ذهنه عن التفكير في ذات الله وحثيه على التفكر في آياته الكونية، وفي نعمه التي أسبغها علينا ظاهرة وباطنة، ففي الحديث: تفكروا في آلاء الله، ولا تفكروا في الله.
أخرجه أبو الشيخ والطبراني وحسنه الألباني. وفي رواية لأبي نعيم حسنها الألباني: تفكروا في خلق الله، ولا تفكروا في الله.
وأما عن زمان وجوده فأخبريه أن الله هو الأول وليس قبله شيء كما في حديث مسلم وليس لأوليته إبتداء. كما قال إبن أبي زيد القيرواني، فهو خالق الزمان والمكان.