
ابحثو عن الحب في اطفالكم تسود مجتمعاتنا حاله من العقم الشنيع في التعامل مع الاطفال وينتابني الاسى والحزن لما ارى من امهات وقعن ضحية المعتقدات والخرافات السائدة وسياسة الحكم الخارجي، فعند البعض اصبح مقياس التربية هو مقدار الطاعة والانصياع التي تصدر من الابناء امام انظار الاخرين . والمهم هو ماذا يقول الناس عني وعن تربيتي لابنائي.
ابحثو عن الحب في اطفالكم
وتعاني العديد من الامهات من الضغط الشديد والتوتر والعصبية التي تصل الى حد الغضب المترجم بالعنف تجاه الابناء وما هذا الغضب الا نتيجة لهذه المعتقدات العقيمة التي حرمت الام من القدرة على استيعاب الاطفال الوعي باحتياجاتهم وطبيعتهم النمائية.
وبالتالي اضعفت قدرات الام على التحمل والصبر واوجدت توقعات عالية جدا ومثالية واهمة ليس لها اصل ولا دليل. وضيعت مفهوم التربية بالحب والحنية وشوهت المتعة واللذة من الانجاب.
ايتها الام . لقد حملت وتعبت ووضعت جنينك وفرحت. فأحكمي إغلاق أُذنيك ولا تستمعي لما يقوله الاخرين عنك وعن طفلك. وركزي النظر بالنعمة التي وهبك الله واصطفاك بطفل ذكي نشيط كثير الحركة. واحمدي الله فسوف يصبح هذا الطفل فرداً فعال بالمجتمع يوماً ما.
- حقيقة ان الطفل يجب ان يكون مطيع .كذبة
- حقيقة ان الطفل يجب ان يستجيب ويستمع كل الوقت.كذبة
- حقيقة ان الطفل يتقبل الاوامر وينصاع.كذبة
- حقيقة ان الطفل يجلس بهدوء على مائدة الطعام والاماكن العامة. كذبة.
- حقيقة ان الطفل يجب ان يتأقلم ويحب الدراسة .كذبة
- حقيقة ان الطفل ينام طول الليل .كذبة
- حقيقة ان الطفل لا يناقش لا يتكلم ويقتنع بما يسمع من الاهل .كذبة

الحقيقة الوحيدة
ان هذا الطفل كائن وانسان منذ يومه الاول وله كل الحق ان يشعر، يعبر، يستنكر، يرفض، يجادل، يشارك، يغضب، يتكلم، يتحرك، يلعب، يبكي.
او بالمختصر له الحق ان يكون وان يعيش احذفو كل توقعاتكم وما رسمتم لابنائكم من صور ومجسمات فهذا تريدوه طبيب والاخر مهندس وتلك محامية انظرو اليهم كأبناء نحبهم لانهم منا ونحبهم بما فيهم وليس بما سنصنعهم كل طفل يولد وضع الله فيه بعض الخصائص والصفات ليكون هو ويحقق ذاته ويصل لغايته التي تحقق له الشغف والاستمتاع بما يفعل.
وظيفتكم الرئيسة ايتها الامهات هو رعاية هذه الذات ودعمها حتى تكبر وتصبح قادرة ان تقف على رجليها وليس ان تمارسو سياسة الكبح والهدم والتخريب وتحويل الذات الى لا شيء وبعدها نبكي ونقول لماذا ابنائي هكذا.
ابحثو عن الحب في اطفالكم، ابحثو عن شيء ما في كل طفل يجعلكم تحبونه. أحبوهم. اظهرو لهم هذا الحب. لينمو ويترعرعوا بأمان واطمئنان.
عندما كتبت هذا الكلام لم يكن القصد الحرية المطلقة ولا التهاون ولا الدلال والاهمال وانعدام الروتين او الضوابطK كل شخص يقرأ المقال يفسره حسب طريقة تفكيره وثقافته ولايستطيع ان يرى الهدف او المحتوى في المقال
حقيقة ان الطفل ينصاع للاوامر ويستمع الملام دائما كذبة كبيرة ولكن ليس المعنى ان نتركه ونفلت له الحبل ونقول شكرا لانك لا تسمع الكلام!!! المقصود انه ليس هناك طفل يسمع الكلام فحسب ولا يجادل ولا يعبر ولا يكون له اي ردة فعل ٢٤ ساعه!!
واذا كان طفلك هكذا فاعرفي انك مسحت شخصية الطفل وسيعيش تعيس لاسعاد غيره وبدون اي مهارات لحماية نفسه واخذ قراراته المقصود انه اذا طفلي احيانا لايتقبل كلامي او يخالفني فأنا انقبل ذلك واعرف مسبقا ان هذا طبيعي وجزء من نموه واحيانا علي انا ان استمع له واطيعه هي المرونة في التعامل هي رؤية الطفل كشخص انسان له كيان له حق ان يتنفس وليس الحرية المطلقة يا امهات لاتأخذن طرف الكلام وتؤولنه وتنتقدنه بدون تعمق في المعاني ارحمو اطفالكم وارحمن انفسكن واخرجن من الصناديق المتعارف عليها والمألوفة فليس كل موروث ومألوف.
من كتابات :د/ سناء عيسى