اثر الكلام على نفسية الطفل من منا لا يتذكر جميع الكلام الإيجابي والسلبي الذي توجه له في الصغر نعم فكلنا نتذكر اتذكر حينما قالت لي المعلمة في الفصل انك باستطاعتك ان تكوني طبيبة فأنتي تجدين مذاكرة ” العلوم وتفهميها جيدا” وكأنت تلق الكلمات كالجرس الذي يرن في ادنى طوال حياتي
فمدح معلمتي في الصف الابتدائي ساعدني كثيرا على الثقة بالنفس وبالقدرات الذاتية حتى اصبحت طبيبا الان واثنى الفضل الى ما توجه لي في الصغر من مدح ودعم معنوي وتشجيع
في هذا الموضوع سنناقش اثر الكلام على نفسية الطفل وكيف نقدم الدعم المعنوي للطفل واثره في تحفيز شخصيته ولكن بتوازن ودون مبالغة فيجب على الجانب الاخر توجيه الطفل وعتابه تجاه سلوكه الغير صحيح
اثر الكلام على نفسية الطفل
اليكم بعض الأمثلة :
1- رائع :
أظهرت الأبحاث أن قولك للولد ” ولد رائع” او ” بنت رائعة” ، في كل مرة أنجز عملاً ما ، يجعله او يجعلها يعتمد على المدح بدل ان يعتمد على الحوافز.
المقصود هنا ان علينا عدم المبالغة بالمدح وليس المدح نفسه مثلاً قل له: لعبة رائعة.
لقد قدمت فيها مساعدة جيدة امدحه على قدر العمل ولا تحاول المبالغة فبعض الامور لا تحتاج الى مدح وتقديم المكافآت لان الطفل سيدرك انها عملا اضافي وليس من الواجب فعله مثال” تناول الطعام/ انهاء الواجبات المنزلية”
2- التمرين يجعلك تصبح بارعا اكثر:
نعم ، لا شك في أن الطفل كلما تمرّن أكثر تجاه شيء ما مثلا المذاكرة او مباراة ، اكتسب المهارة بشكل أفضل.
ولكن تكرارك عليه هذا القول” تمرن أكثر” يضعه تحت ضغط نفسي كما أن تلك العبارة سترسل رسالة له بأن الخطأ الذي يرتكبه عائد إلى عدم التمرن بالشكل الكافي”
وقد يجعل ذلك الولد يقول بينه وبين نفسه: ما بالي ؟ لقد تمرنت وتمرنت وتمرنت ومع ذلك لست الأفضل” .
ماذا عليك ان تقول له إذن؟ بدل ان تقول له لو تمرنت أكثر … حاول ان تشجعه على العمل بجهد لأن ذلك سيحسن أداءه ويجعله يشعر بالفخر من تقدمه.
3- بسيطة :
عندما يخدش الطفل ركبتيه وتتساقط دموعه ، ستقولين بينك وبين نفسك : لم يتأذ كثيراً بسيطة ولكن قولك له أنه بخير وليس به شيء سيجعل شعوره أسوأ .
فالولد يبكي لأنه ليس على ما يرام ومهمتك أن تساعديه وتتعاملي مع عواطفه لا أن تقللي من قيمتها .
حاولي ان تضميه وتتعاطفي معه ” يا للسقطة المخيفة” ثم اسأليه إن كان يفضل ان تضعي له ضمادة ام قبلة
4- أسرع :
لم ينه فطوره . لم يستطع ان يعقد رباط حذائه وانت تصرخين به : ” اسرع” . إن ذلك سيضعه تحت ضغط نفسي .
ماذا نقول إذن؟ قولي له” هيا نسرع” فهذه العبارة سترسل له رسالة مفادها انا نحن في ذات الفريق. ويمكنك أيضاً أن تجعلي من الأمر لعبة: ” ما رأيك لو. لو نتسابق لنرَ من سيرتدي بنطاله أولاً”.
قصة تعلم الطفل كيف يعمل الصلاح دائما بدون الحاجة الى توبيخ او تأنيب
كان في اسرة من النحل تتكون من الاب والام ولديهم الطفلان مفيد وسعيد وكانوا يستيقظون جميعا للذهاب باكرا الى حديقة الزهور لنقل اللقاح بين الازهار ولامتصاص الرحيق ويعودون في المساء لصنع العسل وذات يوم خرجوا جميعا في الصباح لبدء العمل
وقالت الام: سنذهب جميعا للزهور الحمراء لامتصاص الرحيق وبينما في طريقهم للذهاب الى بقعه الزهور الحمراء
قابلتهم فراشة قائلة: لماذا لا تأتون للعب معي ولا داعي للعمل اليوم ففكر مفيد وسعيد طويلا ثم قال النحل مفيد: لم استطع الذهاب فقد أسماني ابي مفيد لأنى اجمع المزيد من الرحيق واعمل بجد طول اليوم واريده ان يراني مفيدا كما يتمنى ان يراني ولا استطيع ان اتكاسل عن العمل
وقال سعيد وانا ايضا دائما اعمل وانا سعيد ولا اشعر بالتعب او الكلل واريد أن ارضي ابي وأمي كما أسماني وانا اظهر لهم انى استطيع ان اكون قدر المسئولية دون تعب او ملل
فعلمت الفراشة ان مفيد وسعيد لن يضيعوا الوقت في اللعب وان كلا منهما لديه عمل لابد ان ينتهي من ادائه وتعلمت الفراشة درسا لن تنساه ابدا وهو ان لابد ان يكون لكل واحد هدف يريد ان يصل اليه ولا يضيع الوقت في اللعب الا بعد ان ينهى عمله تماما ليصبح مفيدا ويعيش سعيدا.