الصداقة من أجمل الأشياء التي يحصل عليها الإنسان، ولكن الصديق إذا كان سئ يضر صديقه كثيراً وإذا كان صالحاً يساعد صديقه على الأفضل ويكونا أشخاص إيجابين بالمجتمع، لذلك سنساعد كل أم أن تساعد أولادها على اختيار الصديق الإيجابي وتبعده عن السئ وتوجهه لإختيار أصدقائه.
ساعدي طفلك ووجهيه عند اختيار الصديق
– للأصدقاء تأثير كبير على مستقبل صغيرك، فهم يساعدون على نشر السلوكيات إما الإيجابية أو السلبية.
هل من الصواب أن يتدخل الأهل في اختيار الصديق ونوعية وعدد أصدقاء طفلهم أم يدعون هذا الأمر له؟
للرقابة المشددة على الطفل نتائج مشابهة للإهمال، فكلاهما خطأ تربوي يعود إلى قصور في الوعي عند الوالدين
علماً أن شخصية الأبوين أو أحدهما المتسلطة والتي تمنع الطفل من إبداء رأيه وسيطرتها على علاقته بأصدقائه
كما في المقابل إهمال الأمر كلياً وعدم مراقبة صداقات الطفل، يقوده إلى الإعتماد الكلي على الرفاق حتى حيازة القبول الذي يفتقده من والديه والإلتصاق أكثر بـ «الشلّة» والإنقياد لها
وإن كان أعضاؤها رفاق سوء فسيكون الإنحراف هو مصير الطفل.
أهمية الصداقة
لذا، من المهم أن يحرص الأهل على إتاحة الفرصة لكي يعقد أبناؤهم الصداقات
فالصداقة علاقة إنسانية سامية وثرية بالمشاعر الرقيقة والمحبة الخالصة
علماً أن أجمل الصداقات وأكثرها إستمراراً هي تلك التي تنسج خلال السنوات الأولى من العمر وتكبر مع الأيام.
ولقد ثبت أن الصداقة تساعد الطفل على النمو النفسي والحركي والإجتماعي، كما تعمل على تنمية شخصيته وتبعده عن العزلة وعدم الثقة بالنفس وتتغلب على الخجل والجبن والخوف الإجتماعي.
– وللصداقة دور في مساعدة الطفل في التغلب على مشكلات الكلام والتخفيف من العنف والرغبة في التدمير لأنها تفرغ شحنات الطاقة الزائدة عند قيامه باللعب وممارسة الهوايات.
وهي تعلمه معنى المساواة والعدل والمشاركة والتعاون والعمل الجماعي وتنمي روح المنافسة الإيجابية وتشجعه على الإنجاز.
مراحل الصداقة
ويمر الطفل بمراحل تحكم علاقته بأصدقائه: فقبل دخول المدرسة، يكون شديد الإلتصاق بوالديه.
ولا يشكل أصدقاؤه أهميةً كبرى لديه، ويقتصر دورهم على مشاركته اللعب والإستمتاع بالوقت، وقد يتخلل الأمر مشاحنات ومشاجرات قد تسبب إبتعاده أو إنفصاله عنهم تماماً.
أما بعد دخوله المدرسة، فإن هذه العلاقة تتخذ شكلاً أكثر جدية، علماً أن مقابلته لأصدقائه بشكل يومي لساعات عدة تزيد من تعلقه بهم، فيظهر عليه التشبه بمظهرهم وتقليده لتصرفاتهم.
وبمرور الوقت، يخف تعلّق الطفل بالأسرة تدريجياً، وتنشأ علاقات وطيدة بأقرانه وزملائه يسودها الحب والتفاهم وتتوحد أفكارهم وتقل المشاحنات بينهم. .
ولذا، يجدر بالوالدين مساعدة إبنهما على هذا التحرر والتخفيف من سيطرتهما عليه شيئاً فشيئاً، وذلك عبر التفاهم والحوار الهادئ، مع تجنب إصدار قوانين صارمة تحول بينه وبين أصدقائه وتتجاهل نموه الطبيعي لأنه سيقاوم هذه القيود ويصبح أكثر عناداً.
مواصفات الصديق
من الضروري أن يشجع الوالدان إبنهما على عقد صداقات مع الأقارب والمعارف والأصدقاء والجيران، لكي يكونا مطمئنين على نوعية هذه الصداقات وعلى معرفة وثيقة بأهل هؤلاء الأطفال.
وكلّما حظي الطفل بعدد أكبر من الأصدقاء، كلما أتيحت له فرصة أكبر في إنتقاء الأفضل منهم.
لذا، من المهم تشجيعه على الإشتراك في الأنشطة الجماعية التي تتيح له التعارف مع أصدقاء لهم الإهتمامات والميول عينها، ويجب أن يراعي الوالدان بعض المواصفات التي يجب أن تتوافر في صديق طفلهما ومنها:
– عند اختيار الصديق تقارب السن، بحيث لا يتجاوز فارق العمر بين الأصدقاء السنتين حتى لا يسيطر الكبير على الصغير.
– يجب أن ينتمي الصديق إلى المستوى المادي والإجتماعي عينه أي يوجد بينهم تكافئ مادي وإجتماعي حتى لا يحدث مشاعر حقد أو ضغينة أو تكبر.
– يفضل أن يكون الأصدقاء المقربون للطفل من نفس جنسه حتى لا تضيع هويته الحقيقية.
كيف توجهي طفلك وتساعديه؟
– يجب بناء جسر من الحب والتفاهم بين الطفل وأسرته، مع إستماع الأم له عندما يتحدث عن علاقاته بأصدقائه
وذلك لأن الطفل يتأثر كثيراً بتعامله مع أصدقائه، وينجم عن تفاعله معهم إتصافه ببعض صفاتهم سواء كانت سلبية أو إيجابية.
ويجدر بالأهل معرفة أن صغيرهما في مرحلة طفولته الأولى لا يستطيع أن يختار أصدقاءه بمفرده، إذ نجده يتقلب في إختياراته، ما يستوجب تدخلهما عن طريق توعيته بالمواصفات التي يجب اختيار الصديق على أساسها.
ومع مرور الوقت، سيتمكن من إنتقاء أصدقاء يألفهم ويتواصل معهم، وفي الوقت نفسه يرضى عنهم الوالدان ويطمئنان إلى مصاحبته لهم.
نصائح مهمة ومفيدة
– إحرصي على أن تكوني الصديق المفضل لطفلك، مع منحه الحب والأمان والإستماع له ومحاورته واللعب معه.
– إجعلي بيتك مكاناً يحب أصدقاء طفلك زيارته، من خلال حسن الإستقبال وإتاحة الفرصة لهم للعب، وإختاري الوقت المناسب لتقويم بعض سلوكياتهم.
– إهتمي بالتعرف على أسر أصدقاء طفلك وكوني على إتصال دائم معهم.
– إذا لاحظتِ أية جوانب سلبية لهذه الصداقة، فيجب مصارحة صغيرك وإقناعه بالأمر
علماً أن تدخلك يجب أن يتم بشكل ودي وغير مباشر
مع الطلب إليه حثهم أولاً على تعديل سلوكهم وإلا نصحه بالإبتعاد عنهم. وحاولي تقليل فرص الإلتقاء بهؤلاء الأصدقاء تدريجياً.
– إذا واجه طفلك صعوبة في هذا المجال، فعليك مساعدته في توسيع فرص اختيار الصديق وفتحها أمامه وإشراكه في أنشطة إضافية، سواء في المسجد أو في المدرسة أو النادي.
– إذا تشاجر طفلك مع صديقه فلا تسارعي بالإنحياز إليه ضد صديقه، بل إستمعي إليه وساعديه على أن يحل مشكلاته بنفسه.