كثيرا من الامهات والاباء لا يتحكمون في غضبهم فيسرعون الى تصرفات يندمون على فعلها فيما بعد لان الموقف كان لا يحتاج كل هذا الغضب في هذا المقال سنناقش فكرة البعد عن الطفل وقت الغضب ثم ناقشه.
البعد عن الطفل وقت الغضب
اولا: لماذا يجب ان تبتعد عن طفلك وقت الغضب؟
تبتعد وقت الغضب لكي تتمالك اعصابك مرة اخرى وتتفادى ضربه او تجريحه بكلمات قاسية عليه.
لكي تهدأ وتعود لتوصل رسالتك له بطريقة ايجابية فيهمها منك دون توتر في علاقتكما معا.
الابتعاد وقت الغضب يمنحنا فرصة للتعبير عن غضبنا بطريقة لن نندم عليها فيما بعد .
قصة:
كانت حياة طفلة فوضوية تنهض من السرير دون ان تعيد وضع الملاية والبطانية في مكانها ثم تغير ملابسها وتتركها مرمية على الارض وتعود من المدرسة تفرغ شنطة المدرسة ومحتواها على الارض
فدخلت والدتها غرفتها وسألتها: لماذا لا ترتب غرفتها بعد ان تنهض ؟
قالت حياة: انه شغل الخادمة فهي التي ترتب المنزل ليس أنا
فغضبت الام من كسل حياة وقالت: الخادمة ترتب لنا المنزل مرة كل اسبوع وعلينا نحن ان نحافظ عليه نظيفا طوال الاسبوع
فقالت هدى : لا سأتركه لها تنظفه هي
فتمالكت والده هدى غضبها وتركت الغرفة حتى تهدأ تماما ثم عادت مرة اخرى بعد ان هدأت
وقالت: نحتاج ان نتعاون معا ليبقى البيت نظيفا فأن كنتي لا تريدي ان تنظفي غرفتك فيجب ان تختاري أمرا اخر تقومي به في المنزل
فأسرعت حياه وقالت : لا سأرتب غرفتي الان
-فكان من السهل ان تستشيط الام غضبا على طفلتها وتضربها لتنهض وتنظف غرفتها الان لكن لم يكن
هذا حلا جيدا فبعدت الام من مكان المعركة وفكرت في حلا أفضل بهدوء وفعلا توصلت لحل رائع وفكرة عبقرية نهضت من ورائه طفلتها في الحال تنظف غرفتها.
عندما يفعل طفلك شيئا يشعرك بأنه تريد ان تنتقم مما فعله فمثلا : كسر شيئا غالي الثمن أو افسد جهاز قد اشترتيه حديثا وتريدي ان تهداي فأنسحبي وفكري في طرق تهدأك ” مثل الاستحمام و شرب مشروب دافئ و الاستماع للتلفاز و الانشغال في المطبخ ” ثم فكري في الموقف بطريقة ايجابية
ستجدي أن الضرب او التعنيف لن يعيد ما تم افساده ولكن امامنا ان نخرج بطريقة ايجابية ونعلم الطفل كيف يكون حريصا اكثر من هذا للحفاظ على أغراض المنزل او غيرها.
البعد عن الطفل وقت الغضب ثم ناقشه
مثال اخر :
اشترى والد محمد له قبعة وفي الصباح اراد محمد ان يرتدي تلك القبعة ويذهب بها الى المدرسة
فقالت أمه: ممنوع ان ترتدي قبعة في المدرسة فهذا مخالفا للقوانين
فرد محمد : لا أنا اريد ان ارتديها اليوم في المدرسة.
غضبت الام وقالت بأنفعال: لو صممت على ارتدائها فلن تذهب المدرسة اليوم
رد محمد سعيدا : أذن فلن أذهب الى المدرسة وذهب فرحا جدا
وعاد لوالدته وتسائل : هل يمكنني أن العب في الحديقة ؟
فردت والدته وغاضبة جدا مما فعله : لا لن تخرج للحديقة او تشاهد التلفاز او تلعب على الكمبيوتر وستظل محبوسا في غرفتك طوال اليوم
شعرت الام انها تزيد غضبا فتركت محمد ودخلت غرفتها لتهدأ ثم عادت له قائله: هل نفكر في الامر جيدا اليوم أذن انت تريد ان ترتدي القبعة وتبدو مثل الابطال
رد محمد : نعم يا امي
فقالت له والدته : أذن ارتدي قبعتك واسرع الى المدرسة وذهب محمد فرحا وانتهى الصراع بينهما
فماذا حدث ؟
-عندما انفردت الام وهدأت فكرت جيدا أن المعلمة سوف تمنع محمد من ارتداء القبعة وسيخضع لها
ففضلت ان تترك هذا الدور للمعلمة ولا تدخل في صراع خاسر مع طفلها فتدع المشكلة للمعلمة وسوف يخضع لها محمد راضيا
