تربية الطفل بعيدا عن الصراع السياسي
تربية الطفل بعيدا عن الصراع السياسي ،أنّ يتحدث معي أخي الصغير في كل ما يشاهده من أحداث سياسية معبرًا عن رأيه بكل حماس وغضب في آنّ واحد جعلني أتذكر مقالاً للكاتب عُمر طاهر تحدث فيه عن إقحام الأطفال دون وعي في الصراعات السياسية
قائلاً: “هناك جيل قادم سيكبر على أرض غير مستوية، يملؤها الجميع الآن بالحُفر والمطبات ثم سرعان ما سيغادرها تاركا إياها خرابة، كيف سيتعايش الجيل القادم بعضه مع بعض؟
” أخي ليس الطفل الوحيد الذي يعرف مثل هذه الخلافات التي تفوق عمره بمراحل، بل هناك في كل منزل مصري طفل صغير على اﻷقل يعاني من الصراعات السياسية بين أفراد العائلة او على شاشات التليفزيون على أقل تقدير.
تربية الطفل بعيدا عن الصراع السياسي
تحدثنا مع أستاذة التربية فاطمة عبد اللاه عن كيفية حماية أطفالنا من تأثير الصراعات السياسية أيًا كان المرجعية السياسية للعائلة التي ينتمي إليها، فقالت:
أنّ الطفل بداية من سنّ السابعة يكون في حاجة إلي معرفة مصطلحات سياسية بسيطة مثل ما هي الانتخابات الرئاسية و ما هي الديموقراطية ، و تعريفات لكلمات مثل انتماء، وطن، دولة أصبحت الصراعات السياسية علي قائمة الأحاديث العائلية
لذا علينا بقدر الأمكان ألا نقوم بفتح مثل هذه الموضوعات أمام الأطفال ،وأن يكون أمر متفق عليه بين أبناء الأسرة .
في حالة وجود الضيوف:
تستكمل أ.فاطمة عبداللاه: للأسف لا نستطيع أن نمنع الضيوف من التحدث في مواضيع معينة، وهنا يجب أن نتحدث مع الطفل عن فكرة الرأي و الرأي الأخر ،وأننا برغم الاختلاف مع هذا الضيف في الرأي إلا أننا نحبه و نقدره و أن رأيه يخصه وحده،ثم ننتقل عن التحدث عن أمور سياسية عامة مثل أهمية وجود رئيس للجمهورية.
قد يستمع طفلك الي بعض المصطلحات التي قد لا تناسب سنه وهنا يجب علي الأم ألا تنهره بقول ” الكلام دا كلام كبار” ،حاولي أن تحولي هذة التسؤلات الي مصطلحاتسياسية صغيرة يمكن لعقله أن يدركها مع ترسيخ فكرة تقبل كافة الأراء المطروحة.
لا تحاولي تخويف طفلك أبدًا من أي أحداث، بدلاً من التخويف الذي سينعكس على سلوكه في الشارع والمدرسة والمنزل بالسلب، اعملي على توعيته وطمأنته بإعتدال.
حولي السياسة الي “حدوتة”:
راعي أن تعلمي طفلك الفصل بين الأراء السياسية و الحياة العامة ، وذلك من خلال قصة مبسطة نحكيها للطفل لتوصيل الفكرة لديه
ابعديه قدر اﻹمكان عن التعصب و مشاعر الغضب التي قد تظهر ضد أي فريق علي حساب الفريق الأخر.
أكدي أنّ ما تزرعينه في طفلك اليوم ستحصدينه غدًا وبأن الكراهية والتعصب لا تجني سوي أطفال غير أسوياء تزيد لديهم نسبة العنف بشكل ملحوظ وحقًا نحن لسنا بحاجة للمزيد من الكراهية في الأجيال الناشئة.