دور الاب في تربية الابناء ونجاح الأسرة
دور الاب في تربية الابناء ونجاح الأسرة
الأب هو أساس البيت والسند، الأسرة لا تقوم بطريقة صحيحة بدون دور الاب في تربية الابناء . بعض الأباء لا يعرفون دورهم الحقيقي ويعتقدون أن دور الاب في الاسرة ليس مجرد جني المال فقط، لذلك يجب أن يعرف بعض الأباء دورهم الحقيقي داخل أسرهم.
دور الاب في تربية الابناء ونجاح الأسرة
لا شك إن الأسرة لها عمودان أساسيان تقوم عليهما و هما الأب و الأم و ما يلفت الإنتباه أن معظم الأسر في مجتمعاتنا الشرقية تعتبر الأم فقط هي عمود المنزل و تغفل تماما دور الأب ونحن هنا لا نقلل من دور الأم فهو بالفعل دور كبير جداً لكننا نوجه حديثنا اليوم للأب لنلقي الضوء قليلاً على هذا الدور المهم لكل أسرة.
ما هي الأبوة الإيجابية؟
دائما ما نسمع نصائح ضمن التنمية البشرية تحث كل شخص على أن يكون إيجابي و نجد أيضا الأب يتمنى زرع الإيجابية في أبناؤه
لكن على العكس تماماً لا يتمتع هو بتلك الإيجابية، فتجده لا يسعي لأن يكون أب إيجابي لكنه يطلب من أطفاله دائما التحلى بالإيجابية
فلابد أن يتحلى الأب بالإيجابية أولاً و أن يراها الأطفال فيه و بدون عناء أو جهد سيقلدوه و يصبحوا إيجابيين
يؤدون ما عليهم فعله بكل نشاط و همة و حيوية و لسان حالهم يقول نحن إيجابيين مثلك يا أبي.
السؤال المعتاد: عايزين مني إيه تاني؟
هذا السؤال يتردد على ألسنة الكثير من الأباء و حتى إن لم ينطقوها نستطيع أن نراها في كل تصرف يقومون به ففهمهم عن الأب أنه البنك فقط و الممول و الراعي الرسمي للأسرة
و ما عليه سوى أن يدفع فقط وغير مسموح بأي حال من الأحوال أن يشترك في العملية التربوية فمن وجهة نظره أنه يؤدي دوره على أكمل وجه و العملية التربوية هي دور الأم فقط و لكن هذا خطأ
و غير مقبول أن تكون هذه هي نظرة الأب للأسرة فنجد الكثير من الأباء يعود من العمل ثم يخرج للجلوس مع أصدقاؤه و حتى إن ظل بالمنزل يمسك معظم الوقت الموبيل و التابلت أو اللابتوب
تجده للأسف يضحك و يكون بشوش الوجه الي الأصدقاء و الأقارب و يكشر و يعبس في وجوه أطفاله و يقول: “أنا متعب و أعمل من أجلكم و أكسب المال و أعطيكم كل ما تحتاجون فماذا تريدون مني أكثر من ذلك؟”
الجواب:
والذي ينطق به لسان حال كل أسرة لديها أب كهذا سيكون “نحن نريدك أنت يا أبي و لا نهتم لكثرة المال أو الألعاب بل وجودك بجانبنا سيجعلنا نشعر و كأننا نمتلك كل شئ.”
نظرة بعض الآباء عن السعادة وماهي السعادة الحقيقية:
و إن سألنا الأب لماذا تخرج دائما بعد العمل مع أصدقائك؟ أو لماذا تمضي كل وقتك على الفيس بوك أو غرف الدردشة؟
سيكون رده أنه بذلك يرفه عن نفسه بعد عناء العمل، و أنه يحاول تسلية نفسه ويحاول أن يجد السعادة ولكن كيف تكون السعادة بالبعد عن أطفالكم؟ و هل جربتم أن تنسوا أعباءكم و تعبكم باللعب و التواصل مع اطفالكم. فإن لم تكونوا جربتم أنصحكم بذلك فليس هم فقط من يحتاج إلى وجودكم بجانبهم بل أنتم أيضا فالسعادة التي تبحثون عنها خارج المنزل ربما تكون بين أيديكم و أنتم لم تجربوها.
أصابعك ليست كلها متشابهة:
نعم و حتى لا نظلم بعض الأباء الذين يستحقون فعلاً أن نطلق عليهم لقب أباء لابد ألا نعمم كلامنا كله ونقول بأن كل الأباء لا يقوم بدوره بل يوجد بعض النماذج الجيدة جداً في أداء دورها ويوجد أيضا من يعرف أنه مقصر بسبب ضغوط العمل
و يحاول أن يصلح من نفسه ليقوم بدور هو لإحقاق الحق ليس كل الأباء يغفلون دورهم بل إننا نتحدث عن نوع الأباء الذي لا يرى أنه مقصر
و يريد ألا يشترك بأي حال من الأحوال في تربية الأبناء بل يريدهم أن يصبحوا أمثلة مشرفة ومتفوقة وأصحاب أخلاق عالية فقط من خلال أمهم
بل ويلقي باللوم عليها إن رأي أي شئ لا يعجبه في الأبناء، ولكن هذا غير صحيح فقبل أن تفكروا في بناء أسرة عليكم التفكير في الدور الذي ستقومون به داخل هذه الأسرة.
نتمنى من كل أب أن يقوم الأن و يجلس مع أطفاله و يعطيهم المزيد من الإهتمام و الرعاية كما يعطيهم المال و لا تنسوا أن أطفالكم ستسألون عنهم أمام المولى عز وجل فلا تفرطوا في هذه الأمانة.