فوائد قصص القران والسنة لطفلك للدكتور جاسم المطوع
فوائد قصص القران والسنة
لاشك أن قصص القران و السنة من أجمل القصص التي يمكن أن يعرفها إنسان، لذلك يجب أن نقص على أطفالنا هذه القصص ونتعرف على فوائد القصص العظيمة من خلال طرق بعض أسماء القصص وفوائدها للدكتور جاسم المطوع.
عندما نستمع للقصة فإننا نكون في أقصى حالات التركيز والتفاعل مع أحداثها وكلنا شوق لمعرفة نهايتها، ولهذا فإن أثر القصة في النفس والذاكرة أقوى من أثر المعلومة المجردة، ومن يتأمل القرآن الكريم يجد أن ثلثه قصص
لأن القصة مادة تربوية مهمة تؤثر في سلوك الإنسان ومعتقده، وخاصة إذا كان فيها عنصر إثارة أو موقف فكاهي أو أنها تخاطب خيال المستمع وعقله اللاواعي
ولو طلبت من القارئ الآن أن يذكر لنا قصة تأثر بها وهو صغير وما زال يتذكر تفاصيلها لذكر لنا قصصا كثيرة، لذلك لا تغفلوا أهمية قصص القران والسنة في تربية أطفالكم.
فوائد قصص القران حسب عمر الطفل
في القصص عبراً وحكماً تتسلل لعقل السامع ونفسه فيتأثر بها ويشرب أفكارها من حيث لا يدري، ويقول د. جاسم المطوع بهذا الشأن:
“كما يحدث في الأفلام والمسلسلات من غرس للقيم لدى المشاهد فتتحول هذه القيم لعقله ويترجمها سلوكه ولو حللنا أي فيلم أو مسلسل لوجدنا أن أساسه قصة كتبت ثم تحولت لمادة إعلامية
ولهذا أحببت في هذا المقال أن أقترح على الوالدين مجموعة من القصص نستثمرها في توصيل قيم وأخلاق مهمة لأطفالنا، وهي (14) قصة إخترتها بعناية ودراسة بعد تجربتها على أبنائنا ورؤية نتائجها الإيجابية
علما بأن هذه القصص من القرآن والسنة وهما أهم مرجعين تربويين لتزكية النفس وتربيتها”.
الطفل منذ الولادة إلى 9 سنوات:
فالطفل في مراحله الأولى من ولادته وحتى عمر تسع سنوات يحب الحيوانات كثيراً، سواء بالنظر إليها أو باللعب والحديث معها أو بالإستماع لقصصها، فيسبح خياله الواسع مع تفاصيل القصة التي يسمعها ويعيش أحداثها وكأنه أحد أبطالها
وهناك ثلاث قصص تربوية مهمة لهذه المرحلة العمرية وهي (قصة يونس والحوت) و(قصة موسى والحية) و(قصة سليمان والهدهد)، وفيها قيم مهمة يكتسبها الطفل مع الإستمتاع أثناء رواية القصة له.
ففي قصة يونس عليه السلام: التركيز على قيمة فعل الخير وأن الله هو المخلص للإنسان من كل مشكلة.
وقصة موسى عليه السلام: فيها أن الصادق يغلب الكاذب حتى لو كان مع الكاذب قوة وسلطة.
وقصة سليمان عليه السلام: تركز على إنقاذ الناس الذين لا يعبدون الله ودعوتهم لعبادة الله وحده، وهو أساس الإيمان والهدف من خلق الإنسان.
الطفل بعمر أكبر من 9 سنوات:
أما لو كان الطفل أكبر من تسع سنوات ففي هذه المرحلة العمرية يزداد فيها نضجه العقلي، ويكون الطفل محباً للحوار والجدل، كما يكون مقبلاً على مرحلة البلوغ
ونقترح في هذه المرحلة العمرية أن نركز على قصص تعلمه أدب الحوار وتساعده على عفة نفسه وضبط شهوته
و قصص القران التي تناسب هذه المرحلة العمرية ثلاث وهي (قصة إبراهيم مع أبيه) و(قصة يوسف وإمرأة العزيز) و(قصة ذي القرنين).
فقصة إبراهيم عليه السلام: تركز على قيمة الأدب والإحترام بالحوار مع الكبار أو مع الوالدين.
وقصة يوسف عليه السلام: تركز على أن الناجي والفائز في الحياة هو الصابر على الفتن، كما أن العفيف الذي لا ينزلق وراء الشهوات يحبه الله ويرفع مقامه.
أما قصة ذي القرنين ففيها تقدير لقيمة العمل والإنتاج والإبتعاد عن الكسل وتشجيع للعمل الجماعي من خلال مشروع بناء السد.
– فهذه ست قصص من القرآن الكريم يقترحها د. جاسم المطوع على الوالدين على أن يتم تكرار القصة لأكثر من مرة، فالطفل يحب التكرار ولا يمل منه ولهذا نلاحظه يشاهد الفيلم الكارتوني أكثر من مرة لأنه في كل مرة يركز على جزئية مختلفة.
الطفل منذ الولادة إلى 9 سنوات:
أما القصص التي من السنة النبوية والتي نقترحها على الوالدين كما يذكرها د. جاسم المطوع، فللأطفال الصغار إلى سن تسع سنوات نقترح لهم ثلاث قصص مهمة
وهي (قصة خشبة المقترض) و(قصة الثلاثة الذين أغلقت عليهم الصخرة بالغار) و(قصة الأعمى والأبرص والأقرع).
ففي القصة الأولى: قيمة حسن التوكل على الله ورد الأمانة والصدق في التعامل مع الناس.
وفي الثانية: التركيز على قيمة الإخلاص في العمل وأن الله ينجي من يلجأ إليه وبركة بر الوالدين.
وأما الثالثة: ففيها قيمة أن الله يزيد الشاكر لنعمه ويحرم الجاحد.
الطفل بعمر أكبر من 9 سنوات:
أما الأطفال الأكبر من تسع سنوات فنقترح لهم ثلاث قصص من السنة النبوية وهي الأولى
(قصة أبو هريرة والشيطان) والثانية (قصة جرة الذهب) والثالثة (قصة قاتل 99).
وفي هذه القصص قيم تتناسب مع أعمارهم.
ففي قصة أبو هريرة رضي الله عنه: قيمة أن الله يحفظ المؤمن من الشيطان وحبائله.
والثانية: فيها قيمة الصدق والأمانة والورع.
والثالثة: فيها أن باب التوبة مفتوح وأن رحمة الله واسعة.
مرحلة البلوغ:
فهذه إثنتا عشرة قصة تعتبر منهجاً تربوياً قيماً كما يقول د. جاسم المطوع
وهي مجربة عندنا بمكتبة عالمي الممتع للأطفال، وقد رأينا أثرها العظيم عليهم وكيف أنهم تأثروا بالقيم التي فيها
وبقي لنا أن نقترح قصتين لمرحلة البلوغ لتكتمل الباقة وتصبح أربع عشرة قصة تربوية<
وهما قصة (حادثة الإفك) و(الثلاثة الذين خلفوا عن غزوة تبوك) وقد ذكرا بتفاصيلهما في القرآن والسنة والسيرة
وهما من القصص المهمة وفيهما قيم عظيمة، منها:
– إحترام الصحابة رضي الله عنهم.
– حسن الظن بالآخرين.
– أن الصدق منجاة في الحياة والآخرة
– فالتربية بالقصة من أهم الأساليب التربوية
وقد قال أبو حنيفة رحمه الله (الحكايات عن العلماء ومحاسنهم أحب إلي من كثير من الفقه لأنها آداب القوم) فلنبدأ بالتربية بالقصة من الآن.
– فبدلاً من إنشغال الأطفال بمختلف أعمارهم بقراءة أو سماع أو حتى مشاهدة أشياء غير مفيدة
بل بالعكس مضرة يمكن أن تستبدل الأسرة هذه الأشياء الهدامة بالقصص القرآني المفيد
فلا تتركوا أطفالكم يشغلوا أوقاتهم بما هو ضار ثم تشتكوا بعد ذلك من سوء تصرفهم وعدم تخلقهم بالأخلاق والسلوكيات الحميدة
بل ركزوا على بناءهم وتأسيس القيم بداخلهم من خلال القصص المفيدة وبالتأكيد لن تجدوا أفضل من قصص القرآن والسنة النبوية الشريفة.