تربية الأطفال و الصحة النفسية للطفل

كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة

كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة

التنمر في المدرسة أو البلطجة (Bullying) بين الأطفال في المدارس والترهيب من أسوء المظاهر الإجتماعية التي تؤثر بالطفل وتؤدي إلى مشاكل إجتماعية وتسرب في التعليم، سنتعرف على كيفية التعامل معها.

كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة

التنمر هو سلوك عدواني يهدف إلى إلحاق الضرر النفسي أو الجسدي بشخص آخر ويأخذ التنمر العديد من الأشكال ومنها الإساءة اللفظية أو البدنية أو الإقصاء من الأنشطة المدرسية أو من المناسبات الإجتماعية أو الإكراه على فعل شيء معين والمتنمرون يتصرفون بهذه الطريقة ضد المتنمر عليهم ليظهروا أمام الجميع على أنهم أقوياء أو كوسيلة للفت إنتباه الآخرين لهم.

 

من صاحب الأبحاث الأولى حول التنمر؟

يعتبر النرويجي دان ألويس (Dan Olweus) هو أحد المؤسسين لأبحاث التنمر حول العالم ويعرف دان ألويس التنمر المدرسي بأنه (أفعال سلبية من جانب تلميذ أو أكثر لإلحاق الضرر بتلميذ آخر وتتم بصورة متكررة وطوال الوقت وتكون الأفعال السلبية بالشتائم أو الإغاظة أو الإحتكاك الجسدي مثل الضرب أو الركل أو الدفع).

كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة
كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة

أسباب حدوث ظاهرة التنمر في المدرس:

ظاهرة التنمر بدأت تظهر بشكل مؤثر في المجتمعات بسبب الإنفتاح الإعلامي والثورة الكبيرة التي يشهدها العالم في مجال التكنولوجيا بالإضافة إلى أفلام العنف والجريمة التي تنتشر بين القنوات التليفزيونية والسينما ومن الأسباب المهمة في حدوث ظاهرة التنمر عند الأطفال في المدارس ما يلي:

1- مسئولية الأسرة في ظهور التنمر:

الأسرة هي البيئة الأولى للإنسان وهي المكان الأول الذي يشكل شخصيته، والشخص المتنمر يأتي غالباً من أسرة مفككة نسيت دور الأب في التربية وإكتفت بتوفير النقود فقط وغاب الدور التوجيهي للأسرة بسبب الإنشغال في العمل من الأم أو الأب مع إلقاء المسئولية على المدرسين أو المدرسة، فالمتابعة المستمرة والتوجيه الصحيح للطفل يحميه من الظواهر الإجتماعية السلبية ومن بينها التنمر.

2- المشاكل الإجتماعية:

تزداد ظاهرة التنمر عند الأطفال في الأسر الفقيرة والتي لا تتمتع بالدعم الكافي من الدولة مما يؤدي إلى ظهور جيل المتنمرين والذين ينضمون إلى العصابات المجرمة أو يكونوا عصابة إجرامية تكون خطراً على المجتمع بسبب إحساسهم بالحرمان الإجتماعي وعدم حصولهم على الدعم الإجتماعي والتعليمي الكافي.

3- غياب دور المدرسة والمدرس:

في الأونة الأخيرة قل دور المدرسة وتأثيرها في سلوك الطالب أو الطالبة بالإضافة إلى عدم إحترام المدرس وقلة هيبته بين الطلاب جعل من التنمر وسيلة لفرض السيطرة على الآخرين وعدم وجود قوة وهيبة للمعلمة أو المدرسة تكبح السلوك العدواني للتلميذ الذي يريد فرض سيطرته على الآخرين ويمارس التنمر.

4- ألعاب الفيديو وأفلام العنف والجريمة:

إدمان الأطفال لألعاب العنف والتي تعتمد على تدمير الخصوم جسدياً ومعنوياً دفعت الأطفال إلى ممارسة هذا التدمير على أرض الواقع فيسعى هؤلاء الأطفال إلى السيطرة على الآخرين وممارسة العنف اللفظي والجسدي ضدهم بالإضافة إلى حب السيطرة وحب الظهور ومحاولة لفت إنتباه الآخرين لهم.

كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة
كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة

 الآثار المترتبة على التنمر في المدرسة

التنمر من المشكلات السلبية في المجتمع والتي قد تؤدي إلى مشكلات كبيرة في المدراس على الطفل المتنمر عليه أو الضحية ومن هذه الآثار السلبية ما يلي:

1- الإكتئاب والقلق:

الطفل التنمر عليه قد يعاني من نوبات من القلق و الإكتئاب و الإنطواء وعدم مواجهة المجتمع مما يجعل منه إنساناً غير سوي ويؤثر ذلك سلبياً على مستواه الدراسي وتحصيله العلمي.

2- الفشل الدراسي:

من النتائج المترتبة على التنمر هو الفشل الدراسي وعدم القدرة على تحقيق الأهداف الدراسية مما يجعل من الشخص المتنمر عليه فرد غير فعال في المجتمع.

3- ضعف الإندماج الإجتماعي:

وهو من النتائج الهامة لحدوث ظاهرة التنمر في المدارس وبالتالي تؤدي إلى خلق جيل منعزل وغير مشارك إجتماعياً.

4- عدم الثقة في النفس:

يعتبر ضعف الثقة بالنفس أحد أهم النتائج السلبية للتنمر في المدارس ويؤدي عدم الثقة بالنفس إلى حدوث الفشل الدراسي والإكتئاب وضعف الإندماج الإجتماعي.

5- الميل إلى الإنتحار:

في نهاية المطاف يصبح الشخص المتنمر عليه عرضه لأفكار إنتحارية محاولة منه لإنهاء حياته بسبب الإكتئاب والقلق وعدم الثقة بالنفس.

التلميذ المتنمر قد يكون ضحية للأتي

1- الفشل الدراسي:

يشعر التلميذ المتنمر بالإنتصار والسيطرة وعدم الحاجة إلى التعليم فيكون الفشل هو النتيجة الحتمية لهذا الشعور.

2- الإجرام:

يتحول التلميذ المتنمر إلى مشروع مجرم صغير إذا لم يتم السيطرة على هذا الشعور المتنمر والمسيطر والعدواني.

كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة
كيفية التعامل مع التنمر في المدرسة

علاج ظاهرة التنمر عند الأطفال في المدارس:

ظاهرة التنمر عند الأطفال في المدارس أو ما يسمي (Bullying) من الظواهر السلبية والتي تحتاج إلى تعاون الكثير من الجهات في المجتمع للتصدي لهذه الظاهرة والقضاء عليها من أجل بناء جيل سوي ومتزن إجتماعيا ومن الحلول المقترحة لحل هذه الظاهرة ما يلي:

1- دور الأسرة في التغلب على ظاهرة التنمر:

يعتبر دور الأسرة دوراً أساسياً وفعالاً في التصدي إلى ظاهرة التنمر المدرسي والإجتماعي ،فمعرفة الأب والأم بدورهما في التربية ومتابعة الطالب سلوكياً ونفسياً بالإضافة إلى الدعم المادي يؤدي إلى خلق جيل قوي يتغلب على المشكلات النفسية والإجتماعية المحيطة به.

2- دور المدرسة:

يجب الإنتباه إلى ظاهرة التنمر جيداً في المدارس وأخذها مأخذ الجد وكذلك تفعيل دور الأخصائي الإجتماعي في المدرسة وتأهليه جيداً للتعامل مع الظواهر و المشكلات السلوكية للطلبة والطالبات في المدرسة.

3- دور الإعلام:

للإعلام دور كبير في التوعية بظاهرة التنمر عند الأطفال في المدارس بالإضافة إلى دوره في تعريف المجتمع بهذا الظاهرة وآثارها السلبية على الطالب والمجتمع.

4- تقوية ثقة الطالب بنفسه:

تقوية ثقة الطالب بنفسه من أهم الأمور التي يجب على جميع من يتعامل معه الإهتمام بهذه النقطة فثقة التلميذ فنفسه تجعله لا يبالي بأفعال الآخرين بالإضافة إلى أن زيادة ثقته بنفسه تجعله قادراً على رد العدوان عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *