كيفية التعامل مع الطفل الذي يقول لا
كيفية التعامل مع الطفل الذي يقول لا
تشكو كثيراً من الأمهات من طفلها الذي دائماً يقول كلمة لا بعد كل أمر أو طلب يُطْلب منه، سنتعرف على الأسباب و كيفية التعامل مع الطفل ونصائح مفيدة للتخلص من كلمة لا.
كيفية التعامل مع الطفل الذي يقول لا
يمر كل الأطفال من سن الثانية حتى الخامسة تقريبًا بمرحلة يمكن أن نسميها مرحلة «لا».
ومن المرهق أن تواجه بكلمة «لا» معظم الوقت وعلى أشياء تتكرر يوميًا، فتجد أن الأشياء التي لا تتطلب سوى دقائق تستغرق أضعاف الوقت المتوقع.
تسمع «لا» عندما تطلب من طفلك غسل يديه أو أسنانه، أو تغيير ملابسه المتسخة، أو جمع ألعابه، إلخ، والقائمة لا تنتهي.
قد تشعر بالغيظ من هذا الكائن الصغير الذي يتسبب لك في كل ذلك التوتر وضياع الوقت، وبالذنب إن طاوعت غضبك، وبالعجز والحيرة بشأن الأسلوب الصحيح الواجب عليك إتباعه، تجرب طرقًا متعددة فتجدي أحيانًا ولا تجدي في أحيان أخرى.
لماذا يقول الطفل «لا»؟
عندما نفهم كيف تعمل عقول أطفالنا تهدأ مشاعرنا الغاضبة كثيرًا، وندرك أن كثيرًا من ممارساتنا قد تكون بلا جدوى بل وربما تضر بهم.
– فقد إكتشف الطفل لتوه أنه كيان منفصل، فيرغب في ممارسة إستقلاليته، خاصة أنه يعتبر الإنصياع للأوامر ضعفًا.
– يتميز الطفل الدارج بالمشاعر الحادة المتقلبة، وقد تختلط المشاعر عليه، ويصعب عليه في هذا السن المبكرة تمييزها والتعبير عنها، فيلجأ إلى الغضب والإعتراض لينفس عن مشاعره غير المفهومة بالنسبة إليه.
– قد يشعر بالجوع أو التعب أو يمر بفترة صعبة بسبب دخول الحضانة أو ولادة أخ أو الإنتقال إلى منزل جديد
فينبغي أن نراعي ذلك فلا نطلب منه شيئًا قبل التأكد من إشباع إحتياجاته النفسية والمادية، وأن نكون أكثر صبرًا عليه في تلك الأوقات الإستثنائية.
– ربما لا يشعر الطفل بما يكفي من الإهتمام والحب، أو يشعر أنه يتعرض للسيطرة بشكل زائد حين ننشغل عنه بأعمالنا ومهام المنزل، وينحصر كلامنا معه في توجيه الأوامر والنواهي، مما يدفع الطفل إلى محاولة جذب إنتباهنا، والتمرد على تلك السيطرة.
– قد يستشعر الطفل ترددنا فيما نطلبه، أو شكنا في أنه لن يطيع، فيزداد إعتراضًا.
– تقليد الكبار، فعندما يرى طفلًا أكبر مثلاً يعاند، أو أباه يصر على رأيه في كثير من الأمور، فقد يعتقد أن هذا هو سلوك الكبار.
– يتحدى الطفل الحدود ليجد إجابات بعض الأسئلة المهمة (بشكل لا واعي وغير متعمد
هل أنا آمن ومُعتَنى بي؟ هل يمكنني الثقة بوالديّ كقادة؟ هل هما معي أم ضدي؟ هل من المقبول أن أريد ما أريد وأشعر بما أشعر به؟ هل أنا طفل سيئ؟
كيفية التعامل مع الطفل والتغلب على كلمة لا
– إفهمي شخصية إبنك:
من خلال سلوكياته ورغباته وما يقبل عليه وما يرفضه، وما هي إحتياجاته، هل يقول (لا) لكل أوامرك أو لأوامر معينة يعرفها جيداً مثل نوع معين من الأكل أو الذهاب إلى النوم باكراً أو لبس ملابس معينة في أوقات معينة.
وهل طريقتك في طرح ما تريدين دائما هي الأوامر، هذا الأمر يحتاج منك الملاحظة والتسجيل في ورقة لمدة يومين أو ثلاثة.
– تجنبي الأسئلة المباشرة والأوامر المباشرة:
هل تريد اللبن؟ هل تشرب العصير؟
أو تقولين: إشرب اللبن. إشرب العصير.
لأنه سيقول لا، ولكن أعطي إختيارات لتعطيه القوة في أن يختار في ظل الموجود
فأعظم منحة ربانية وأعظم قوة يمتلكها البشر هي قوة الإختيار، وهي جزء من المسئولية الكبرى التي حملها الإنسان حين رفضها باقي المخلوقات فهل ننشئ أبناءنا على قوة الإختيار أم فرض ما نريده إن إعطاء الطفل الإختيار هو طريقة فعالة لتشجيع الطفل على الإستجابة لأحد الخيارات المطروحة، وأيضا ليتعاون معي، إنه يخفف من ضغوط المطالب ويسمح للطفل بالإختيار بنفسه.
فمثلاً نقول للطفل: هل تشرب اللبن بعد الأكل أم قبله؟
أو: هل تشرب اللبن في الكوب الأصفر أم في الكوب الأزرق؟
لأن هذه الأشياء التي لابد منها لطفلي وضرورية لابد من إختيار الطريقة التي لا تجعله يقول لا وفي نفس الوقت لا أجبره على ما أقول بطريقة مباشرة، وعلينا أن نراعي أن طفل السنتين إلى 6 سنوات، أي الطفولة المبكرة يتعامل مع خيارين فقط، وليس أكثر من ذلك
وهناك أسلوب آخر لإستخدام الخيارات، وهو الخيار الواحد، ولكن من خلال الوقت أو التسلسل فهذا يعطيك سيطرة على النتيجة، ونعطي الطفل بعض المرونة في تلبية إحتياجاته.
بعض الأمثلة لهذا الأسلوب:
هل تريد أن تلبس قميصك أولاً أم البنطلون؟ ماذا تريد أن تعمل أولاً خلع الجاكيت أم الحذاء؟
وذلك حينما تريدين أن يخلعهما بدون أمره، ذلك بأن تقولي: إخلع حذاءك وإخلع الجاكيت، فسيقول: لا
أسمعك تقولين: إنه قد يقول لا أريد هذا أو ذاك، ساعتها فقط قولي (هل تحب أن تختار بنفسك أم أختار لك؟).
أما إذا كان يرفض الإختيار فإفعلي الآتي:
1- قطبي وجهك وإجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه.
2- سددي له نظرات حادة تعبر عن الغضب والإستياء.
3- ثبتي نظرك في عينيه وناديه باسمه.
4- أعطه أمراً حازماً بصوت حازم تقول فيه إذن أنا سأختار لك، وتختارين أحدهما وتأمرينه بفعله.
5- لا تطرحي أي سؤال أو تعليق غير مباشر عندما تأمرينه.
مثل: لماذا لا تنفذ ما أمرتك؟ ألا تسمعني؟ لأنه سيرد عليك أو يتجاهلك كل ما عليك أن تنتظري قليلاً فإذا لم ينفذ وتجاهلك ليعرف إلى أي مدى أنت مصرة على تنفيذه هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك لأن ردة الفعل هذه ستعقد الموقف وتزيد عناده وتحديه لك.
وفي نفس الوقت لا تستسلمي وتقولين له إفعل ما شئت وتتركيه يفعل ما يشاء في أي وقت كما يحلو له ولكن عليك أن تمسكي به بهدوء وتخلعي له الجاكيت والحذاء كما قلت له حتى لو بكى وإعترض دون أي كلام منك أي تنفذي ما شرحته سابقاً له بدون كلام الآن وتتركيه وتقومي بأعمالك المنزلية أو ما تريدين فعله.
مثال آخر: دخلت غرفة الجلوس فوجدت إبنك صعب القيادة يقفز عل المقاعد قفز مؤذي وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي ستقومين بالخطوات السابقة
تقطيب وجه + نظرات حادة + تثبيت النظر ومناداته باسمه + أعطي الأمر الحازم بصوت حازم (وليد…. المقاعد ليست للقفز الأرض للقفز ) إذا لم يستجب لا تتحدثي بأي كلمه أخرى وإذهبي إليه وأنت ملامحك غاضبة بدون أي صراخ أو تهديد أو ضرب وإحمليه وضعيه على الأرض بكل هدوء.
– إن أبناءنا يحتاجون إلى الحب والإحترام في التعامل معهم والحزم في تنفيذ ما تفقنا عليه معهم لكي يتعلموا الإنضباط أي السيطرة على ذاته والتصرف بسلوك مقبول
وطفلك يتعلم إحترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والإحترام والحزم من جانبك في تعاملاتك اليومية.
– علمي إبنك جمال كلمة (نعم):
من خلال أسلوب القصة وليس شرطا أن يكون ذلك في نفس الوقت الذي يعارضك ويقول لا فيه ولكن في حدوتة قبل النوم لتأثيرها القوى عند الأطفال عموماً وخاصة في سن الطفولة المبكرة.
– لا تهتمي بشكل مثير بهذا اللفظ فيغضبك ويغيظك وتذكريه لمن حولك:
حاولي بقدر المستطاع عدم تضخيم الأمر ولا تعطه إهتماماً أكثر من اللازم تظاهري بعدم الإهتمام حتى لا تعطي للكلمة سلطة وأهمية وسلاحاً يشهره الطفل متى أراد سواء بنية اللعب أو بنية الرد على سلوك أبوي لا يعجبه أو للإستثارة وجذب الإنتباه فلا تعلقي عليه أو تشعريه بأهميتها بأن تحكي للأصحاب بأن إبني دائماً يقول لا وأن إبني عنيد وغيرها من الكلام الذي يسجله الابن في ذاكرته ويستخدمه في الوقت المناسب.
– إمدحي كلمة (نعم):
ركزي إهتمامك في الفترة القادمة على أن تحببيه في كلمة نعم بأن تلاحظي كلماته في كل وقت وأن تصطادي بسنارتك الذكية سنارة الملاحظة كلمة نعم ولو قالها لمرة واحدة وتقولي له بإعجاب (حلوة جداً كلمة نعم من فمك) أو (ياسلام على الكلمة الحلوة دي نعم) بلغتك الجميلة وضميه إليك؛ وإليك الشعار الآتي: (إمدح على قليل الصواب يكثر من الممدوح الصواب)
– عبري عن ما ترغبين فيه باللعب:
بعد إستخدامك لأسلوب إعطاء الخيارات والأوامر الفعالة التي ذكرناها حاولي أن تلعبي معه بالعرائس التي لابد أن تقتنيها كل أم في بيتها لهذا السن الصغيرة وإذا لم يتواجد عندك الآن فإستخدمي الدمى التي عنده مثل الأرنب أو الدب أو أي مجسم للحيوانات
لتعرضي عليه عن طريق اللعب وتغيير صوتك مثل الأرنب وتطلبي منه الشيء الذي تريدينه.
مثل يلا مين هيجي للسفرة (انا الدب الجميل) هسبقك وتجري أمامه وهكذا في كثير من الأمور الأخرى ولا نستخدم الأوامر بالطريقة السابقة إلا في الأمور الضرورية ولكن أغلب الوقت باللعب والمزاح والجري لأن هذا السن يحتاج لذلك يحتاج إلى دفء الحياة ومرحها أكثر من أوامرها وتعقيداتها.
– لا تكثري من الأوامر والنواهي:
عليك بإستخدام الأوامر والنواهي بصورة قليلة يومياً للضروريات والأشياء الهامة حتى تكون العلاقة بالإبن سهلة وممتعة ومحببة له فلا تمنعي طفلك من الأمور السلبية فقط وتأكدي قبل أن تقولي لا للطفل أن ما تمنعيه منه هو أمر سلبي مثل النهي عن اللعب بالكبريت أو الأشياء الخطرة فقط فيما عدا ذلك فلا داعي للإستعمال المستمر لها.
– هذه مقولة لأرسطو لنتعلم منه جميعاً:
يقول أرسطو (أن تغضب فهذا أمر ليس بالعسير ولكن أن تغضب في الوقت المناسب مع الشخص المناسب بالطريقة المناسبة بالدرجة المناسبة للغرض المناسب فهو أمر شاق)
هذه المقولة أهديها لك ولكل أم مجتهدة مثلك حريصة منذ اليوم الأول لظهور أي سلوك غير مرغوب فيه أن تسال وتعرف وتتعلم الطريقة الصحيحة للتعامل معه كما نتعلم من هذه المقولة أن لا نأمر أو ننهى إلا في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة للغرض المناسب.