كيف اتصرف ابني غير محبوب بين اصدقائه
كيف اتصرف ابني غير محبوب بين اصدقائه
كيف اتصرف ابني غير محبوب بين اصدقائه، يشكو بعض الأطفال أنه منبوذ بالمدرسة أو لا يحبه أحداً من أصدقاؤه ودائما يشعر بالوحدة والحزن، وأحياناً يكون سبب رئيسي لتغيبه عن المدرسة ورفضه الذهاب لها، سنتعرف على كيفية التصرف وجعل الطفل محبوب بين الأصدقاء حتى يشعر بالسعادة و الثقة بالنفس.
كيف اتصرف ابني غير محبوب بين اصدقائه
للصداقة دور لا غنى عنه في بناء شخصية الصغير، فاللعب مع الرفاق وتبادل وإياهم التجارب والخبرات المختلفة مهما كانت محدودة يلون الطفولة بألوان البهجة والمرح وحب الحياة. ولكن، عندما يكون الطفل مكروهاً من أقرانه، لابد أن يبحث الوالدان عن السبب.
– النبذ من قبل الرفاق حالة تصيب الأولاد والبنات بالتساوي، وتنتج إضطرابات شخصية، فيعاني الطفل من شعور بأنه غير كفء وغير جدير بالإختلاط مع الغرباء خوفاً من التعرض للسخرية والرفض أو الإذلال. ويعاني المصابون بهذه الحالة من الحساسية المفرطة والخوف من التعرض للإنتقاد و نقص الثقة بالنفس.
– وعلى الرغم من أن هذه الحالة قليلة الحدوث عند الأطفال إلا أنها تستدعي القلق وتتطلب من الوالدين إهتماماً كبيراً، فالآلام التي يشعر بها “المكروه” ليست من النوع الذي يمكن نسيانه بسهولة إذ تلقي بآثارها السلبية حتى مرحلة متأخّرة من حياته قد تصل لعشرات السنين!
– ومن المعلوم أن وجود الأصدقاء حول الطفل يمنحه الثقة بنفسه ويقاوم شعوره بالقلق والخوف. وتدفع الحالة المقابلة إلى شعوره بالحزن بسبب عجزه عن كسب الأصدقاء أو عدم دعوته إلى الألعاب المشتركة. ما يدفعه مكرهاً إلى الإنزواء الذي يزداد بمرور الوقت.
كيف يعرف الأهل أن طفلهم محبوب أو مقبول لدى أصدقاؤه؟
– يمكن للأهل الإستدلال على مدى قبول الأصدقاء لصغيرهم عن طريق ما يسمى بـ “اختبار الشعبية”، وهو عبارة عن ملاحظات عدة لقياس النجاح الإجتماعي الذي يحرزه الطفل ومدى الشعبية التي يتمتّع بها بين رفاقه وأصدقائه
– ما يعني بلغة الأرقام عدد الأصدقاء المقربين منه والذين يحرصون على أن يزوروه في المنزل أو يطلبوا منه زيارتهم أو يتصلوا به هاتفياً وعدد زملائه في المدرسة الذين يتحدثون معه ويريدون الجلوس إلى جانبه في غرفة الصف أو أن يلعبوا معه أثناء الفسحة أو عدد الأصدقاء الذين يدعونه إلى حفلاتهم الخاصة وأعياد ميلادهم.
– ويمكن للأهل الحصول على هذه المعلومات من خلال مراقبة سلوكيات الطفل أو عن طريق إجاباته بعد توجيه أسئلة غير مباشرة له أو من خلال الحوار اليومي معه. وتجدر الإشارة إلى أن الحصول على شعبية كبيرة ليس هدفاً في حد ذاته يجب أن يسعى الطفل إلى تحقيقه وإنما هو مقياس لمدى القبول الإجتماعي الذي يحظى به من الآخرين.
ما هو دور الأهل وكيف يتعاملوا؟
إذا لاحظ الوالدان أن صغيرهما يعاني نبذ أقرانه له، يجدر بهم أن يولياه المزيد من الإهتمام وأن يوفرا البيئة التي تضمن تنشئة سليمة جسدياً ونفسياً وإجتماعياً له مع الحرص على تنشئته على الأخلاق الحميدة التي تجعل منه صحبة طيبة بدون قسوة أو حرمان أو تدليل زائد.
– ولعل الحالات المماثلة من النبذ تزول بمرور الوقت، مع تشجيع الطفل على الإندماج التدريجي مع المجتمع خارج إطار العائلة في ظل جو يسوده الحب والحنان ومنحه الدعم المعنوي والذي يتمثل في التقدير والإحترام والسماح له بالتعبير عن مشاعره بلا كبت أو ترهيب.
ويحبذ تكاتف الأسرة لبلوغ الطفل حالة الإرتياح النفسي الذي يدعم ثقته بنفسه ويساعده في الإندماج الإجتماعي ومواجهة الآخرين بلا خوف، عن طريق:
– إشراكه في الألعاب الجماعية.
– محاورته حول السلوكيات التي يواجهها من الآخرين، مع توجيهه وتوضيح ما يمكنه الإقتداء به أو الإبتعاد عنه.
– إذا كان لطفلك صديق يفضله، فلا تسمحي له أن يمضي كل أوقاته معه بل حاولي أن تفتحي له مجالات للتعرف إلى آخرين ينتمون إلى ثقافات مختلفة.
– كوني صبورة، ولا تشعريه بالخوف إذا إستغرق إستقلاله عنك وقتاً أكثر من اللازم فالطفل الذي يتسم بالبطء في الإنسجام الودي مع الآخرين قد يكون أفضل ممن يندفع إلى اللعب مع الآخرين بدون تمييز.
– واجهيه بعيوبه وساعديه على تقويمها، فقد تكون سلوكيات الطفل السيئة هي السبب المسؤول عن كره الآخرين له.
– إصطحبيه إلى تجمعات الأهل والأصدقاء، مع ذكر إيجابياته وقدراته أمامهم.
– كافئيه عند ظهور سلوكيات جريئة منه تنم عن تنامي روح المبادرة لديه.
– إزرعي روح المبادرة والتعبير عن الرأي عنده، وشجعيه على حرية الإختيار و إتخاذ القرارت.
– شجعيه على دعوة رفاقه إلى المنزل أيام العطل ليلعبوا معاً، كما على زيارتهم أيضاً.
– في حال فشل كل محاولات الأهل، يجب أن يتم تحويل الطفل إلى المعالجة النفسية الخاصةً.
دراسة هامة:
إكتشف باحثون هولنديون أنه حين يشعر الطفل بأنه منبوذ من أقرانه قد يلجأ إلى العدوان سلوكاً فتكثر مشاكله في المدرسة وغيرها من التصرفات الخطرة، فالصغار أكثر إستعداداً للإستجابة المندفعة رداً على أسلوب أقرانهم في تجاهلهم.
علماً أن هذا الإغتراب والإقصاء هو المسؤول عن العنف الزائد بين الأطفال. وخلص الباحثون إلى أنّ المنبوذ يتصرّف بشكل عدواني تجاه نظرائه الذين ساهموا في إبعاده وإقصائه ويتخذ العدوان شكلاً درامياً قاسياً كلما كان النبذ والإبعاد والإقصاء قوياً ومهيناً ومذلاً له.