كيف تتعامل مع كثرة الكلام عند الاطفال
كيف تتعامل مع كثرة الكلام عند الاطفال
كثرة الكلام عند الاطفال قد يصبح مشكلة شديدة الإزعاج، فعلى الرغم أن الأم يسعد قلبها حينما يبدأ صغيرها بالكلام، إلا أن كثرة الكلام تسبب إزعاج للمحيطين للطفل، سنتعرف على الأسباب بالتفصيل وكيفية التغلب على المشكلة.
تسعد الأم كثيراً برؤية طفلها يتقدم في الكلام والتحدث، ولكن حينما تصبح هذه الجمل والكلمات متلاحقة وسريعة وبصوت عال فيما يفيد وما لا يفيد، رغبة منه في الإستحواذ على الحديث وأن لا يترك لأحد المجال للتحدث إلى حد الإزعاج، يصبح هذا الأمر مشكلة. فإن كثرة الكلام عند الاطفال يسبب لأسرته الكثير من الإزعاج.
كيف تتعامل مع كثرة الكلام عند الاطفال
الأسباب التي تدفع إلى كثرة الكلام عند الاطفال في أي مكان يوجد فيه:
1- وجود مشكلة سلوكية لدى الطفل:
قد يكون كثرة الكلام عند الاطفال حالة مرضية أو مشكلة سلوكية كالإحباط وضعف الشخصية، لذا يقوم بالتحدث كثيراً لجذب إنتباه الآخرين له، فإذا تم تشجيعه على هذا السلوك ومدحه فسوف تتحول الثرثرة لديه إلى عادة تظل معه حتى سن الرشد.
وأوضح الأطباء النفسيين بأن السبب في نشوء هذه العادة هو خلل في التربية لدى الأسرة كوجود آذان صاغية تستمع إلى ما يقول هذا الطفل، كنقله للكلام الذي يسمعه فيجب على الوالدين توعية هذا الطفل، والقيام بإرشاده إلى مدى خطورة هذا السلوك، والقيام بإستخدام العقاب النفسي معه عن طريق نهيه عن مواصلة نقله للكلام.
2- إصابة الطفل بالملل:
قد يشعر الطفل بالملل مما يؤدي إلى اكثرة الكلام عند الاطفال فالملل هو سلاح ذو حدين، فإما أن يكون مؤشر إلى أن هذا الطفل ذكي، فما يقوله الراشد يعرفه هذا الطفل الذكي
لذا فهو يحتاج إلى أمور صعبة تشغل تفكيره ويقوم بتحدي نفسه لفهمها، فبالتالي ما يأخذه في المدرسة يكون دون ذكائه فيمل وتكون الثرثرة هي الملجأ الوحيد له.
وإما أن يكون هذا الملل ناتج عن صعوبات التعلم التي يواجهها، فهذا التلميذ يمل من المتابعة لأنه لا يفهم ما يقال. فرط النشاط قد يكون هذا الطفل الثرثار مفرط النشاط، وتكون هذه الثرثرة مرافقة لحركته المستمرة.
3- الحاجة للأمان:
قد يكون سبب ثرثرة الطفل هو عدم شعوره بالأمان، فتكون كثرة الكلام عند الاطفال وسيلة لتبديد هذا القلق فالصمت يجعل هذا الطفل يفكر في مخاوفه التي لا يقدر على مواجهتها في وعيه.
4- الرغبة في التعلم:
قد يكون الهدف من كثرة الكلام عند الاطفال هو التعلم، فهو يتكلم لكي يفهم ويخزن المعلومات التي يريد أن يحفظها ويتعلمها.
5- جذب إهتمام الوالدين:
قد يفقد الطفل إهتمام والديه فيقوم بالإتجاه إلى الثرثرة والتحدث ليجذب الإنتباه له فهو يخاف من الصمت لأن هذا بالنسبة إليه يساوي خسارة إنتباه الوالدين.
6- إستعراض ما تعلمه:
يسعى الطفل من خلال التحدث إلى إستعراض ما تعلمه من ألفاظ ومهارات فهو يعتبر حديثه هذا وسيلة إلى إكتشاف العالم من حوله.
7- قلة نومه:
عدم حصول الطفل على مدة النوم التي تكفيه ليلاً، قد يكون سبب ثرثرته بالمدرسة أحياناً.
نصائح للأم لعلاج كثـرة الكلام عند الاطفال
1- القيام بتحديد موعد مع معلمة الفصل:
على الأم مقابلة معلمة الطفل الثرثار لمعرفة الوقت الذي يزيد فيه ثرثرته، فهل هي لحظة وصوله للمدرسة أم هي آخر ساعة له في المدرسة عندما يكون مجهد وهل تزداد ثرثرة هذا الطفل في أول أيام الأسبوع المدرسي أم في آخر الأسبوع.
عليكِ أن تقومي بمعرفة كل هذه التفاصيل حتى تفهمي طفلك وما يشعر به، فهل المدرسة هي التي تسبب له القلق أم أنه يمل بطبعه، أو ما إذا كان لا يجد مكانته بين زملائه أو قد يكون يواجه صعوبة في فهم مادة معينة، أو إنه غير قادر على الإلتزام بالقوانين والإرشادات التي تفرض عليه في المدرسة. على الأم معرفة كل هذا حتى تعلم كل ما يمر به الطفل.
2- مراقبة علاقة الطفل الثرثار بأخواته:
- على الأم تحديد بعض الأشياء مثل، هل يستمع الوالدين للطفل دائما أم لا؟
- وما هو ترتيب هذا الطفل بين أخواته الأول أم الأوسط أم الأخير؟
- ولماذا يحتاج الطفل إلى الكلام بكثرة إلى هذا الحد وأن يكون الأول في الكلام طوال الوقت؟
- هل ما يقوم بالتحدث عنه أمر مهم أم أنها أمور ليست مهمة؟، فعليها مراقبة علاقة أبنائها مع بعضهم أيضا، وتحديد المكانة التي يحتلها كل منهم.
3- تخصيص وقت معين للكلام:
من الضروري أن يتم تخصيص وقت لكلام الأبناء وتحديد مدة الكلام نفسها لكل منهم بهذا تقدر الأم أن تحقق المساواة بين أبنائها. وتستطيع الحد من ثرثرة طفلها أيضا وتوجيهها إلى المفيد وفي حدود المعقول.
4- تعليم الطفل إحترام الآخر:
فعلى الأهل أن يقوموا بمساعدة الطفل الثرثار في تجميع أفكاره وترتيبها وأن يقوموا بتعليمه إحترام الغير أيضا؛ فنحن لا نقوم ببنى شخصيتنا عن طريق إلغاء الآخر، إنما عن طريق تبادل الأفكار والحوار.
5- تعليم الطفل الإصغاء والسيطرة على نفسه:
من الممكن أن تقوم الأم باللعب مع الأطفال لعبة الثرثرة في غير وقتها بمعنى أن تقوم الأم باستخدام ساعة التوقيت لتحديد مدة كلام الطفل، ويكون الرابح من لم يتخط هذا الوقت المحدد له.
6- تسجيل الطفل في النشاط المسرحي للمدرسة:
إن المسرح يعمل على مساعدة الطفل الثرثار في توجيه نشاطه وحيويته هذه إلى صفة جيدة، ففي المسرح يقوم بتجسيد أدوار مما يتيح له إيجاد كيان له لتحديد ما يريد أن يقول ويتطلب منه في نفس الوقت إحترام دور الآخرين في التحدث؛ لأن المسرحية هذه يشارك فيها العديد من الطلاب ولكل واحد منهم دوره المسئول عنه.
7- الصبر:
يجب عليكِ التحلي بالصبر والحفاظ على هدوءك مهما كثرت أسئلة طفلك.
8- الإستماع إلي الطفل:
يجب على الأم أن تقوم بالإستماع إلى طفلها، وأن تقوم بتحفيزه على طرح الأسئلة والإستماع إلى إجابتها وبهذه الطريقة يتم تربيته على الإستماع للآخرين والإصغاء لهم وعدم كثرة الكلام عند الاطفال .
9- قراءة القصص:
قومي بإستغلال مخيلة طفلك بقراءة القصص له، فإن الطفل الثرثار خياله واسع ويقوم بإختلاق القصص المتنوعة مما يجعله يشعر بالإستمتاع بقراءة القصص الجديدة.
10- تكوين الصداقات:
على الأم تشجيع طفلها بأن يكون الكثير من الصداقات، وأن يقوم بإختيار الأصدقاء الجيدين، حيث يمكن أن تخفف هذه الصداقات من العادات الغير مستحبة عن طريق القدوة والتمثل بالآخرين.
11- النوم وقت كاف:
إحرصي أن ينام طفلك ساعات كافية، حتى لا يكون مرهقاً في المدرسة فور وصوله قد يكون هذا هو سبب ثرثرته الزائدة في الصف، وعدم تركيزه فيما يشرحه المعلم.
ملاحظة مهمة
فعندما يتحول صغيرك إلى هذا الطفل الثرثار في مرحلة الطفولة الأولى، ويقوم بطرح الكثير من الأسئلة والإستفسارات ولا يتوقف أبداً أثناء فترة إستيقاظه عن إستعراض المهارات اللغوية والكلامية التي لديه، فيجب أن تعلمي أن هناك مشكلة خطيرة ويجب عليكِ التدخل بسرعة لحلها.
فنجد أن ثرثرة الطفل بصورة متواصلة قد تؤدي إلى تقلص قدرته على الإنتباه والتركيز والتذكر، وقد تؤدي أيضا إلى فشله المدرسي بشكل عام، فكيف له أن يفهم ويستمع للإرشادات وهو يتكلم في نفس الوقت.
كما أن زملاءه في الفصل قد يبتعدوا عنه؛ لأنه يشوش عليهم ويمنعهم من الإستماع والتركيز فيما يشرحه المعلم، مما يؤدي إلى إنزوائه وبقائه منفرداً منبوذاً من الآخرين لأنه لا يحترم قوانين الصف ويقوم بإزعاج الجميع.