تربية الأطفال و الصحة النفسية للطفل

كيف تعالج العناد عند الاطفال ؟

العناد عند الاطفال

العناد ظاهرة شائعة لدى الأطفال و هي تعبير عن الرفض للقيام بعمل ما ولو كان مفيداً أو الإنتهاء عن عمل ما و إن كان خاطئاً، و يتميز العناد عند الاطفال بالإصرار و عدم التراجع حتى في حالة الإكراه و يبقى الطفل محتفظاً برأيه و موقفه و لو داخلياً.

العناد من سمات الطفل الطبيعية فهى مرحلة يجب ان يمر عليها غالبية الاطفال لكن لا تقلقى عزيزتى فى هذا المقال سنقدم لكِ أيضا  10 طرق فعالة لعلاج مشكلة العناد عند الاطفال

العناد عند الاطفال

العناد عند الاطفال
العناد عند الاطفال
  • يعتبر العناد من النزعات العدوانية و هو سلوك سلبي و تمرد ضد الوالدين و إنتهاكاً لحقوق الآخرين و هو محصلة للتصادم بين رغبات الطفل و طموحاته و أوامر الكبار و نواهيهم .
  • من الجدير بالذكر أن العناد عند الاطفال قد يظهر و يختفي تحت ظروف معينة و في مواقف معينة.
  • فقد يظهر في البيت و يختفي في المدرسة و العكس صحيح. و هنا يكون الطفل واعياً و مدركاً لسلوكه العنادي و لكنه يفعل ذلك لتحقيق رغبة أو هدف ما ، وحالما يحقق ما يريد فإنه يتخلى عن عناده.

الطفل قبل السنتين

  • لا يملك الإستقلالية الكافية فهو يعتمد على والديه بشكل كبير جداً لذلك لا تظهر عليه السلوكيات العنادية بشكل واضح ، فيما عدا بعض الممانعة و لكن ذلك لا يعد عناداً  لأن العناد عند الاطفال موقف و سلوك ينبني على الإحساس بالإستقلالية الجزئية من جانب الطفل و نمو تصوراته الذهنية. فيقوم بممارسة هذه الإستقلالية بالرفض و الإحتجاج و الممانعة و إبداء الرأي المخالف.
  • و بالرغم من أن العناد عند الاطفال قد يأخذ مكانه عند سن الثالثة إلا أنه قد يلازم بعض الأطفال حتى سن المراهقة.
  • و في الغالب لا يتم ظهوره بعد سن المراهقة إن لم يظهر قبل ذلك.
  • و قد وجدت الدراسات أنه ينتشر بنسبة 15-22% بين أطفال المرحلة الإبتدائية و هو في هذه السن أكثر إنتشاراً بين الذكور منه بين الإناث و لكن النسبة تتساوى بعد ذلك.
  • و لعل العناد يظهر بشكل جلي عند مرحلتي الإنفصال (حوالي عمر سنتين و عند بلوغ سن المراهقة).

أشكال العناد عند الاطفال

أشكال العناد عبارة عن درجات غير منفصلة تظهر عند تعامل الطفل مع الكبار أو رفاقه و لكنها قد لا تظهر في جلسات التقويم النفسي و المقابلة الشخصية.

عناد التصميم و الإرادة:

  • يعتبر نوع محمود يجب تشجيعه و دعمه و مثال ذلك عندما يحاول الطفل على إصلاح لعبته مثلاً و يصر على ذلك مهما منعه الكبار.
  • لكن عندما يكون العناد عند الاطفال ضرب من الرعونة كأن يصر الطفل على الذهاب لشراء جزمة صباح الجمعة أو يصر على زيارة صديق في وقت غير مناسب أو مشاهدة فلم تلفزيوني و قد حان وقت نومه
  • فإن ذلك يعتبر على النقيض عناد يفتقد لتقدير الأمور و الوعي الكافي لإدراك الصح و الخطأ و لا يجب الإستسلام له.
  • كيف تعالج العناد عند الاطفال؟
العناد عند الاطفال
العناد عند الاطفال
  • و قد تزيد درجة العناد عند الاطفال  نفسه لغيظه من أمه فيرفض الطعام و هو جائع و يرفض لعبة و هو يريدها و ما إلى ذلك هذه المكابرة تولد صراعاً بين رغبتي الطفل في الإستمرار في موقفه و بين إشتياقه لما عرض عليه. و هذا الصراع ينتهي بالتنازل عند محاولة الكبار في حله.
  • أما حين يعتاد الطفل العناد كسلوك راسخ و صفة ثابتة في شخصيته فإن ذلك قد يؤدي إلى إضطراب شديد في السلوك و الإنفعالات و العلاقة مع الآخرين بسبب النزوع للمشاكسة و الخلاف مع الناس من حوله بسبب أو بدون سبب.
  • هذا الشكل من العناد درجة مرضية و تحتاج لإستشارة المختصين لعلاجها.

أسباب العناد:

  • عندما تكون توقعات الكبار و طلباتهم من الطفل بعيدة عن الواقع و غير مناسبة لقدراته و إمكاناته ينتج عن ذلك شعور بالفشل. و عندما يصر الكبار على قناعاتهم و توقعاتهم يبدأ الطفل بالرفض كسلوك عنادي.
  • وهو في الحقيقة لا يعاند الكبار و لكنه يرفض الوقوع في الفشل الذي يصر الكبار من حوله على الوقوع فيه غير آبهين بمشاعر الخوف و الإحباط عنده.
  • و هو في هذه الحالة أفضل منهم في تقدير إمكاناته و ما يمكنه فعله.
  • و ليس من الغريب أن تختلط الحقيقة بالخيال عند الأطفال
  • فيتشبث الطفل بموقف غير واقعي ضرباً عرض الحائط برأي الكبار مما ينشأ عنه نوع من العناد نتيجة لهذا التصادم.
  • الاصرار
  • وقد يقلد الطفل أمه أو أباه في الإصرار على رأيهم و عدم التنازل مهما حاول معهما أسلوب الإقناع و الحوار الهادئ عندما يطلبان منه شيئاً ما و ذلك ما يعرف بأسلوب التعلم بالمحاكاة.
  • و هذا يستلزم منا كآباء و أمهات أن لا نعتمد الحدة و العنت على حساب الحوار المنطقي و النقاش المقنع.
  • و لعل الطفل أحياناً يحاول ممارسة توكيد ذاته بالإصرار على موقفه و العناد.
  • و إذا كان هذا القدر من الفعل أو رد الفعل غير مبالغ فيه فلا بأس من التساهل معه و تشجيعه لتعليم الطفل كيف يكون قوي الإرادة. و هناك متسع من الوقت ليتعلم الطفل أن العناد و التحدي ليس الطريقة المثلى لتحقيق المكاسب و هذه مرحلة نمائية تالية.
  • و هكذا يتعلم الطفل من خلال سلسلة من المراحل الإطار الواقعي للتعامل مع النفس و مع الآخرين.
  • و لعلنا نحن من يدفع الطفل للعناد أحياناً بإنتهاج الأسلوب الصارم الجاف من الأوامر و النواهي.
  • و هذا أسلوب ترفضه الفطرة التي تحب الرجاء و الإحترام.
  • لذلك فإن الطفل يتذمر من التضييق عليه فترة من الزمن ثم ينتقل بعد ذلك إلى الرفض و التحدي كرد فعل لهذا الأسلوب من التعامل.
  • و الحماية الزائدة من جهة تجعل الطفل يشعر بالعجز و الإعتمادية على والديه معطلاً قدراته هو.
  • و قد يرفض ذلك بنوع من العناد للخروج من دائرة الحماية و الوصاية و الحصول على قدر أكبر من الحرية.
  • وهذا الشعور بالعجز قد يكون حقيقياً نتيجة إعاقة معينة أو خبرات طفولية مر بها خلال حياته مما يولد لديه رغبة في العناد و تحدي الواقع أو الذات أو الآخرين.
  • و أخيراً فإننا قد نعزز السلوك العنادي بالرضوخ له و تشجيعه بالمكاسب التي يميل لها الطفل إما خوفاً عليه أو لإنهاء الموقف،  و هنا يتعلم الطفل أن مزيداً من الإصرار سيجبل له التنازلات و المكاسب.
  • و لا ننسى ان يكون سبب العناد خللاً فسيلوجياً مثل إصابات الدماغ و التخلف العقلي.

 

كيف نغير سلوك العناد عند الاطفال للأفضل؟

– لابد من الوضوح مع الطفل وإخباره بشكل صريح وواضح ماتريده منه بدقة بالإضافة لإخباره بأنه إذا ما لم ينفذ ما طلب منه من توجيهات وإرشادات فإنه سوف يعاقب كما أنه سيحصل على مكافأة فيما لو كان مطيعاً.

– لا تستخدم الصرخ مع الطفل مطلقاً فعندها عوضاً عن إستماعه إليك سينتهج الصراخ لغة للتعامل ولذلك ينبغي التحدث إليه بصوت هادئ وبكلمات بسيطة يمكنه فهمها. وإعرض عليه مكافآت إيجابية

مثل قولك له: إذا قمت بترتيب غرفتك الخاصة، سوف إقرأ لك قصة.

– لا تطيل في الشرح وكن واضحاً مقلاً بالكلمات، إستخدم كلمة واحدة تقريباً مقابل كل سنة من عمر الطفل فمثلا لطفل عمره أربع سنوات يتعين إبلاغه بكلمات تعادل سنوات عمره.

– إذا قمت بتهديد الطفل بالمعاقبة فعليك تنفيذ ذلك التهديد إذا لم يطع توجيهاتك.

وإذا كان يجب عليك القيام بالمعاقبة فأبدأ أولا بالحرمان من مواصلة الطفل للهو أو أخذ دميته المفضلة عندهأو أعمل على حرمانه من بعض الإمتيازات مثل مشاهدة التلفاز لمدة يوم.

 

تغيير العناد عند الاطفال للأفضل

– من الضروري جداً الثبات على مبدأ واحد، أي لا تعاقب طفلك على أمر إرتكبه في يوم وتتجاهل ذلك في اليوم التالي فإنه عندما يعلم الأطفال بكل يقين أن العقوبة ستكون مصيرهم في كل مرة يُسيئون فيها السلوك فإنهم سوف يغيرون من سلوكهم.

– لا تفرط في إستعمال كلمة “لا تفعل” وإلا سوف يلجأ أطفالك إلى تجاهلك وحاول إستعمال بديل آخر مثل قولك “سأكون سعيداً جداً إذا أوقفت هذا الأمر”.

– كن هادئاً وحاول السيطرة على نفسك وغضبك. وإذا أردت التنفيس عن غضبك فأحرص على ألا يكون ذلك أمام الأطفال أو على مرأى منهم.

– من الضروري أن تخبر الطفل دوماً وكلما سنحت الفرصة بذلك بأنك تحبه و بأن له مكانة خاصة عندك بالإضافة لقضاء بعض الوقت معه.

– من الضروري جداً التفاهم والإتفاق بين الشريكين عند مكافأة أو معاقبة الأطفال كي لا يشعرون بالتحيز إلى جانب دون الآخر.

– إستمع إلى طفلك وإسأله عن رأيه ووجهة نظره بإهتمام لأن الأطفال في المقابل سيحترمون موقفك ويستمعون لإرشاداتك.

العناد عند الاطفال
العناد عند الاطفال

10 طرق فعالة لعلاج مشكلة العناد عند الأطفال

1- يجب ان تنتبهى لردودك الكلامية لطفلك، واستبعدي منها كلمة لا ، فإذا كنتِ تكثرين من كلمة لالطفلك فسوف يتعلمها منك ويبدأ بتكرارها لا شعورياً.فانتى مرآة لطفلك وكما تفعلى يفعل ، فيجب ان تكونى قدوة حسنة له .

2-عندما تطلبين من طفلك طلب ويرفض، اسأليه عن سبب رفضه، فغالباً سيكون رده أنه مشغول! تماما كما تفعلين معه، فهو يرى أن من حقه أن يرفض طلبك أو أن يؤجله كما يفعل الكبار معه، فعليكِ أعطائه فرصة للنمو الإيجابي وتعزيز ثقته في نفسه.

3-يجب تجنب صيغة الأمر من جانب الوالدين على سبيل المثال بدلاً أن تقولي له اذهب إلى فراشك فقد حان وقت النوم، اسأليه متى ستنام؟ هل تشعر بالنعاس .وهكذا

4-تجنبوا  التدليل الزائد أو القسوة الزائدة مع الطفل فكلاهما ينتجان طفلاً عنيداً يصعب التعامل معه.

5-تجنبوا استخدام العنف والقسوة مع طفلك العنيد فهذا لا يحل من المشكلة بل يزيدها سوءا فيتدخلى معه فى دورة لانهائية من عنف لقسوة ومن قسوة لعنف ،وهكذا

6-استخدامى أسلوب المدح لطفلك عندما يكون مطيعاً،وركزى دائما على الامور الجيدة فيه

7- ابتعدي عن وصف طفلك بالعنيد سواء فى البيت او أمام الآخرين لأن هذا قد يسبب له الحرج مما يجعله يتمسك بالعناد بشكل أكبر.

8-تجنبى التميز بين الأخوة في المعاملة ههذا احدى الاسباب الرئيسية للعناد

9- توقفى فوراً عن مقارنته بغيره، سواء احد من اصحابه او اقربه حتى ولو كان بحسن نيه و بغرض نشجيعه وحثه على ان يكون افضل

10-إذا استمر عناد طفلك وتحول إلى اضطراب سلوكي فعليك استشارة مختص نفسي لتقويم هذا السلوك، فالعناد قد يؤثر سلباً في شخصية الطفل ويقوده إلى سوء التكيف مع البيئة المحيطة به.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *