إنتشرت في الأونة الأخيرة دخول الأطفال على الإنترنت ومشاهدة بعد المقاطع الإباحية وحتى بعض الألعاب التي توحي بذلك والأطفال للأسف يكون أعمارهم أقل من 10 سنوات أحياناً، سنتعرض للمشكلة بالتفصيل من كل الجوانب وكيفية التعامل معه وطرق حماية أطفالنا من مخاطر الافلام الاباحية
إحمي طفلك من مخاطر الافلام الاباحية
تأثير مشاهدة المواد الإباحية على الطفل
أولاً: مشاهدة الأطفال للمواد الإباحية تجعلهم فريسة للعنف الجنسي:
يحدث تحرش للأطفال عن طريق الأنترنت أيضا، فمثلا يرسل بعض الأشخاص بعض المقاطع أو الكارتون الإباحي حتي يدخلوا في محادثات غير لائقة ويصبحوا ضحايا ولكن بالتدريج.
وتبحث عن ضحاياها في غرف الشات، وكلما زاد تعامل هؤلاء مع المواد الإباحية إرتفعت مخاطر الافلام الاباحية و ممارستهم لما يشاهدونه
سواء أكانت هذه الممارسة في صـورة إعتداء أم إغتصاب جنسي أم تحرش بالأطفال.
ثانياً: مشاهدة المواد الإباحية تؤدي إلى الإصابة بالأمراض الجنسية والحمل غير الشرعي والإدمان الجنسي:
يتعرض الأطفال لمشاهدة مواد إباحية على درجات مختلفة من الخطر تبدأ بالصور الكاشفة للعورة وتنتهي إلى أفعال جنسية فاضحة بشدة
وهنا يستقبل الأطفال رسالة شديدة الخطورة مــن تجار الجنس مؤداها: أن الجنس بلا مسؤولية مترتبة عليه شيء مقبول ومرغوب فيه.
وبما أن المواد الإباحية تشجع على التعبير الجنسي بدون مسؤولية فإنها تعرِّض صحة الأطفال للخطر.
ومن مخاطر الافلام الاباحية زيادة فرص إصابتهم بالأمراض التناسلية المعدية
ويمكن أن يتطور إلى مرض خطير إذا لم يعالج في الوقت المناسب، حيث يؤدي إلى الإصابة بمشاكل صحية تؤثر على الجهاز المناعي للمُصاب وتؤدي في النهاية إلى الإصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة: (الإيدز).
ثالثاً: مشاهدة المواد الإباحية يدفع الأطفال إلى سلوكيات جنسية منحرفة ضد الأطفال الآخرين:
غالباً ما يقلِّد الأطفال ما يرونه أو يسمعونه أو يقرؤونه. وتبيِّن الدراسات أن مشاهدة المواد الإباحية يمكن أن تدفع الأطفال إلى سلوكيات جنسية منحرفة ضد الأطفال السذج والذين هم أصغر منهم سناً.
رابعاً: مشاهدة المواد الإباحية تعمل على تشكيل إتجاهات وقيم الأطفال:
إن معظم الآباء المتمسكين بالقيم العالية الخاصة بالحب والزواج يحرصون على نقل هذه القيم إلى أبنائهم
لكن المؤسفان أن رسائل المواد الإباحية تربي أطفالهم على قضايا حياتية مختلفة؛ من مخاطر الافلام الاباحية الإعلانات التجارية التي تروِّج لمنتج على حساب منتج آخر تكون الإباحية عاملاً هاماً فيها مما يعمل على تشكيل قيم الأطفال وإتجاهاتهم ومن ثَمَّ سلوكياتهم.
أن الأطفال الذكور حينما يتعرضون لمدة 6 أسابيع على الأقل لمواد إباحية فاضحة تنمو لديهم مخاطر الافلام الاباحية
1- سلوكيات جنسية شديدة القسوة بالنسبة للمرأة، وإدراكات مشوهة عن النشاط الجنسي.
2 – لا ينظرون إلى الإغتصاب على أنه إعتداء إجرامي، بل لا يعدّونه جريمة بالكلية.
3- الشهية نحو سلوك جنسي أكثر إنحرافاً وأكثر شذوذاً وأكثر عنفاً كما يرونه في المواد الإباحية، ولا يصبح الجنس العادي ذا قيمة عندهم.
4- يفقدون الثقة في الزواج بوصفه مؤسسة حيوية ودائمة. كما ينظرون إلى العلاقات مع نساء غير زوجاتهم بوصفها أمراً عادياً وطبيعياً.
فالطفل إذا تربى على شئ خاطئ شاب عليه.
كيف أعرف أن طفلى مدمن لمشاهدة هذه الأفلام؟
يقول الدكتور أمجد: إنه للأسف فإن مشاهدة الأطفال لأفلام إباحية أكبر مهدد لصحتهم النفسية
وهناك أعراض كثيرة جداً تدل على أن الطفل أو المراهق لديه مشكلة نفسية سلوكية تتعلق بالجنس منها مثلاً الكذب المستمر
تدهور الأداء الدراسى، تغيير عادات النوم والسهر، العزلة التدريجية والإنسحاب الإجتماعى والعاطفى.
وإذا راقب الأهل إبنهم من الممكن أن يجدوا صوراً أو أفلاماً أو أسماء مواقع إباحية شاهدها الإبن ورسائل وشات (أحاديث) جنسية لم يتم مسحها
وأحيانا بالصدفة قد يتفوه الطفل أو المراهق بألفاظ إباحية تخرج منه صدفة، وإذا إستمر بمشاهدة هذه الأفلام
يدخل الطفل أو المراهق فى دائرة الإدمان، بل للأسف الشديد فإن إدمان البورنو أخطر من إدمان المخدرات لأنه يترك أثراً لا يمكن محوه.
ويضيف:
فى بداية الإدمان بالنسبة للطفل يكون غير مدرك أنه يمارس جنساً لكنه يقلد مشهداً رآه أو شعر بحكة فى العضو التناسلى ومع الوقت يجد إستمتاعاً فى ذلك
وبصفة عامة يكون هناك صراع لدى من يمارس العادات الخاطئة جنسيا بين المنطق الإدمانى وهو اللذة الفورية وبين المنطق العقلانى السليم الذى يدرك عواقب الأمور
وذلك لأن إدمان الإباحيات يستحث إفراز أشباه الأفيون الطبيعية، مسببا أثرا قويا قد يفوق أثر الكوكايين على الفص الأمامى فى المخ وهو يعتبر مركز المحاكمة أو كابح رغبات الإنسان وهو ما يفسر أن الشخص السوي لا يقدم مثلاً على الإغتصاب لأن له منطق عقلاني سليم يدرك عاقبة الأمور
ولكن بإستمرار وتكرار مشاهدة البورنو وتحفيز مركز الرغبة يؤدى هذا إلى نفاذ المواد الكيميائية تدريجياً بل وإلى ضمور الخلايا المنتجة لها فى المراحل المتأخرة.
ويضيف دكتور أمجد:
وبالتالى يحتاج الإنسان إلى جرعات أكبر وأقوى من الإثارة مثل، المشاهد الصادمة، العنف، السادية، والشذوذ، وذلك لتوليد نفس اللذة والنشوة السابقة
وطبعا بمرور الوقت ونظراً لإنهاك الفص الأمامى لضموره، يقل جداً جداً المنطق العقلاني المدرك لعواقب الأمور لصالح المنطق الإدماني الباحث عن اللذة الفورية.
ويضيف أن
مراحل إدمان البورنو شأنها شأن إدمان المخدرات فتكون ردود الطفل عند مواجهته بالأمر الإنكار؛ ليس لدى مشكلة
التبرير؛ كنت مرهقا جداً، أنا لم أؤذ أحداً بمشاهدتى هذه، وأحياناً الندم من قبل بعض الأطفال، ونجده يتوقف ثم يعود لنفس العادة بعد فترة.
مخاطر الافلام الاباحية بالنسبة للبنات
تحذر الدكتورة ماريان عادل إستشاري أمراض النساء والتوليد من أن ممارسة العادات الجنسية الخاطئة على المدى الطويل، قد تسبب إلتصاقات الأنابيب وهو ما ينتج عنه العقم مستقبلاً كما أن الطفلة قد تصيب غشاء البكارة بجرح دون أن تقصد وأيضا تسبب
هذه العادات الإلتهابات المهبلية المزمنة على المدى الطويل.
نصائح مهمة للتعامل مع طفلك وحمايته:
1- لحماية اولادك من مخاطر الافلام الاباحية أصغي إلى إبنك قبل أن تصدري حكمك عليه وقبل أن تغضبي وتتسخطي عليه أو تظهري له أنه خيّب ظنك.
لا تسارعي إلى الإستنتاجات. أصغي إلى ابنك واسمعي منه ما الذي جعله يشاهد هذه المشاهد ومتى بدأ ذلك الفعل وماذا أثر فيه ذلك وإعرفي موقفه. وأصغي جيداً لتعرفي إن كان نادماً أو إن كان يحاول تبرير فعلته.
2- لحماية اولادك من مخاطر الافلام الاباحية إجمعي معلوماتك لتفهمي عمق تورطه: التأديب أمر هام في تربية أولادنا ولكن علينا أن نربي بحب وليس بشكل إنتقام من أولادنا. الطفل الذي يشعر أنه شخص محبوب سيفتح قلبه لأهله وعندئذ سيصغي إلى إرشاداتكم وسيتعلم أن ما إرتكبه خطأ كبير ولكنه سيعرف أن العمل هو الغلط وليس هو.
بمعنى آخر
لا تقولي له إنك فاسد وبدون أخلاق بل هذا العمل عمل فاسد وغير أخلاقي.
إذن إذا إرتكب الولد خطأ لا يعني ذلك أنه أصبح شريراً وهذا ما يجب أن يفهمه لأنه إذا حكم على نفسه أنه شخص فاسد سيصبح فاسداً فعلياً.
3- الغاية من التأديب دائماً هو تصحيح الخطأ: عندما يوجه الأهل الولد للعمل أو التصرف الشائن الذي قام به ومن ثم يساعدونه على رؤية الشيء المعيب من وجهة نظره هو، سيحاول الولد عندئذ تصحيح الخطأ. وسيعمل على عدم معاودة الخطأ الذي إقتنع أنه حقاً خطأ ولن يعود إليه لا بالعلن لا بالسر.
4- لحماية اولادك من مخاطر الافلام الاباحية حاولوا أن تجعلوه يقرأ القرآن ويقرأ كتب أخلاقية وأن تجعلوه يرى الأخلاقيات التي يريدها الله منه وأن تجعلوه يفهم أن هكذا أمور يحرمها الله.
5- لحماية اولادك من مخاطر الافلام الاباحية حاولوا أن تحددواً وقتاً لدخول الإنترنت وأن تراقبوه جيداً. وأخبروه أنكم ستجرون دائما مراقبة ومراجعة للمواقع التي يدخلها.
وإستتشيروا أحد المتخصصين بالكمبيوتر لينزل لكم برنامجاً يتيح لكم معرفة ما يفعله عندما يكون فاتحاً الإنترنت.
عندها سيعرف أنه مراقب لا يحتمل أن يعود إلى فتح مواقع إباحية.
إحمي طفلك من مخاطر الافلام الاباحية
6- إمنعوه عن رفاق السوء: وتحققوا دائماً من أخلاقيات رفاقه.
يلعب الرفاق دوراً أساسيا في حياة أولادكم والصحبة في الواقع ضرورية لهم ولكن حتى يصبح الولد ناضجاً وقادراً على
معرفة الشخص السيء من الجيد، على الأهل التدخل عندما يرون أنه يعاشر رفيقاً سيئاً وأن يمنعوه عنه.
7- حاولوا بالتعاون مع المدرسة أن تفتحوا موضوع الحياة الجنسية بطريقة علمية ليفهم الولد الحد ما بين الخطأ والصواب. الثقافة الجنسية
ستجعله يعي المخاطر والمشاكل كما ستجعله يدرك أن هذه العلاقات يجب أن تتم فقط ضمن إطار العلاقات الزوجية.
هل يجب أن أتحدث مع طفلي مباشرة؟
قبل الشروع في الحديث مع إبنك، عليكِ أولًا تحديد بعض الحقائق المهمة له، مثل:
– المحتويات الإباحية لا تُظهر أجسادًا حقيقية، فخدع التصوير لا تنتهي في سبيل إظهار كمال الصورة.
– المحتويات الإباحية لا تقدم صورة حقيقية أو طبيعية للعلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة، فالكثير من المبالغات هو الأصل.
– المقاطع الإباحية يقوم بها ممثلون محترفون في أغلب الأحوال، حتى تعبيرات الوجه والأصوات غير حقيقية.
– الكثير من المقاطع الإباحية تخلق تلازمًا بين ممارسة الجنس والعنف ضد المرأة.