هل الواجبات المدرسية ليس لها جدوى وعبء على الطفل؟
هل الواجبات المدرسية ليس لها جدوى وعبء على الطفل؟
الواجبات المدرسية عقدة للطفل والأهل وكثيراً يطالبوا بإلغاءها، ولكن هل هي مفيدة لطفلك وتساعده بالدراسة؟ أم تعد عبء عليه وتضيع للوقت؟. سنتعرف على الإجابة في السطور التالية مع نصائح مفيدة تساعد طفلك على حل واجباته بسرعة وسهولة.
هل الواجبات المدرسية عبء على الطفل؟
– الخلاف حول جدوى الواجبات المدرسية طويل ولا ينتهي، خاصة وأن الدراسات العديدة التي أجريت حول الموضوع لم تصل إلى نتيجة موحدة، إذ خلصت في النهاية إلى أن الواجبات المدرسية التي يؤديها التلميذ في المنزل قد تكون مفيدة لبعض التلاميذ ومضرة لآخرين.
– وتعتمد فكرة الواجبات المدرسية بالأساس، وفي كل الدول تقريباً، على مبدأ تطبيق ما تعلمه التلميذ في المدرسة حتى يثبت في الذهن علاوة على أن التلميذ يتعلم إدارة فترة معينة من وقته في المنزل بعيداً عن المعلم. ومن مزايا الواجبات المدرسية أيضاً أنها تشكل رابطة بين المدرسة والعائلة، التي يمكنها الإطلاع على ما يتعلمه التلميذ في المدرسة.
– لكن على الجانب الآخر، تتحول الواجبات المدرسية في بعض الأحيان إلى عبء على التلميذ، خاصة إن لم ينجزها في الوقت المتاح أو عندما تتحول لوقت غير مفيد لا يركز فيه التلميذ على الواجب المدرسي وإنما على أمور أخرى.
– وجمع أستاذ التربية النيوزيلندي جون هاتي نتائج أكثر من 50 ألف دراسة شملت ما يزيد على 80 مليون تلميذ في محاولة للتعرف على أفضل الطرق التعليمية التي تحقق أقصى إستفادة للتلاميذ.
– وأشار جون هاتي، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة “دي فيلت” الألمانية إلى وجود مجموعة من العوامل التي تؤدي لنجاح العملية التعليمية، ومن بينها وجود علاقة جيدة بين الأستاذ والتلميذ بالإضافة إلى إتباع تقنيات تعليمية معينة منها القراءة المتكررة. أما الواجبات المدرسية، فجاءت في ذيل قائمة هاتي، الذي رأى أنها تساعد التلميذ في العملية التعليمية بنسبة ضئيلة للغاية.
– وبشكل عام، تختلف نتائج الدراسات حول جدوى الواجبات المدرسية بإختلاف المرحلة العمرية للطالب ومستواه الدراسي والمادة الدراسية ونوعية الواجبات المدرسية نفسها. وأظهرت نتائج الدراسات أن الطلبة الأكبر عمراً والأعلى في المستوى الدراسي هم الأكثر إستفادة من الواجبات المنزلية مقارنة بتلاميذ المرحلة الإبتدائية والطلبة ضعاف المستوى.
كيف يمكن تطوير نظام الواجبات المدرسية ليصبح مفيداً لجميع فئات الطلبة؟
حاول باحثون في معهد هيكتور للأبحاث التعليمية بجامعة توبنغن الألمانية الإجابة على هذا السؤال من خلال عمل بحثة ركز في الأساس على المدة التي يحتاجها التلميذ لأداء الواجب المدرسي.
وخلص الباحثون إلى أن الحافز الداخلي لدى الطالب ودرجة إجتهاده هي التي تحدد معدل إستفادته من الواجب المدرسي. كما تحدد درجة إهتمام التلميذ بالتعليم وبالمادة الدراسية الفترة التي يحتاجها لأداء الواجب وأيضاً درجة الإستفادة.
وخلص الباحثون إلى أهمية معرفة مستوى الطالب الدراسي وما إذا كان من النوع المجتهد أو المتوسط أم من نوعية الطلبة التي لا تبحث عن أكثر من مجرد النجاح في الإختبار بأقل الدرجات وبالتالي لا تبحث عن ميزة إضافية من خلال الواجبات المدرسية.
وتحتاج هذه الفئة الأخيرة لتحفيز خاص عند أداء الواجبات المدرسية لإضفاء عنصر الإستمتاع على الأمر دون التركيز على الحلول النهائية للواجبات وما إذا كانت صحيحة أم خاطئة.
لكن الباحثين حذروا من قيام الآباء والأمهات بأداء الواجب المدرسي نيابة عن أبنائهم، لأن هذا لا يؤدي في أغلب الأحيان لتحفيز الطالب أو تحقيق النجاح المطلوب، بل العكس، وفقاً لتقرير “دي فيلت”.
– وتعتبر أنجح صور الواجبات المدرسية هي تلك التي تعتمد على مبدأ “تعلم أن تتعلم”، وذلك من خلال تعليم وتدريب الطفل على وضع أهداف طموحة ومحاولة إنجازها خلال فترة زمنية محددة، مع التأكيد على وجود مكافأة في النهاية حال تحقيق النتيجة المرجوة.
نصائح تساعد طفلك على حل واجباته المدرسية:
1- إمنحي طفلك عدة أيام ليعد برنامجه اليومي بنفسه، ولا تفرضيه عليه بنفسك كأن تطلبي منه أن يحل الواجب بمجرد عودته من المدرسة، فهو سيقسم وقته للعب واللهو والراحة أولاً.
2- لا تغضبي إن كانت أولى أولويات برنامجه هي اللعب، فهو بحاجة للتنفيس عن نفسه بعد «الحبس في الفصل لساعات».
3- لا تطلبي منه حل الواجبات إطلاقاً قبل أن يتناول طعام الغداء.
4- إذا كان إبنك ممن يحبون النوم نهاراً، فخصصي له ساعة يومياً للنوم بعد العودة من المدرسة.
5- راجعي حقيبته المدرسية لتعرفي حجم الواجبات كل يوم، وبناء عليها يكون برنامجك إن كنت تخططين للخروج أو إستقبال ضيوف.
6- إذا كان إبنك سيتقدم لإختبار في اليوم التالي، فيجب تأجيل حل الواجبات للنهاية حين ينهي إستعداده للإختبار.
7- إختاري مكاناً مريحاً لحل الواجبات، وضعي كل أدواته حوله حتى لا يتحجج بأنه سيذهب لإحضار بعضها فيضيع وقته ويتشتت إنتباهه، وقد يذهب ولا يعود.
8- راجعي معه الكلمات الجديدة، التي تعلمها قبل حل المسائل الرياضية حتى لا ينساها وإطلبي منه أن يكتبها غيباً وبسرعة بطريقة فكاهية مثل أن تغمضي عينيك، ويكتبها على ورقة كبيرة بألوان زاهية.
9- وفري جواً من الهدوء في البيت، ولا تطلبي منه حل الواجبات، وباقي إخوته يشاهدون التلفاز مثلاً.
10- لا تغفلي دور الهدايا والجوائز التشجيعية، وخصصي يوماً للنزهة آخر الأسبوع، وفي خارج البيت قدمي له هدية مميزة مكافأة له على حل واجباته خلال الأسبوع دون كسل.