لاتكوني ام مثالية فمعظم الأمهات يعانين ويبذلون مجهوداً مضاعفاً كي يكونوا أمهات مثاليات ليس بهم خطأ. ولكن هل تساءلتي يوماً: هل يجب أن يكون طفلي أفضل طفل ولا أتخلى عن ذلك؟ أم يجب أن ألوم نفسي دائما؟سنتعرف على ما يجب عليكي فعله كأم وما لا يجب فعله كي لا تكوني هذه الأم.
لا تكوني ام مثالية
الأم هي ذلك الشخص الذي يلهث دوما ولا يجد سبيلاً للراحة إلا إذا قام بكل ما يجب عليه فعلهلكن في كثير من الأ يان تجد الأم نفسها محبطة لأنها تعتقد أنها لم تقم بما يجب أن تقوم به بشكل صحيح
فمعظمهن يبحثن عن المثالية، فمن منا لا يريد المثالية ، ولكن ما يحدث هو أن الأم لا تستطيع طوال الوقت أن تؤدي كل واجباتها كأم وكزوجة بمثالية وما يكون منها إلا أن تقضي معظم الوقت في لوم نفسها والندم على عدم قدرتها على تحقيق كل مهامها وواجبتها بشكل مثالي.
– فمنذ أن تحمل الأم بالطفل تبدأ الإرشادات والنصائح من القريب والبعيد وربما يزيد الأمر ليصل إلى ضغط نفسي علي تلك الأم ولا ينتهي هذا الضغط بولادة الطفل بل إنه سيبدأ في الإزدياد فمعظم المحيطين بالأم يوجهوا لها نصائح وتعليقات بل وإنتقادات للطريقة التي تتعامل بها مع الطفل سواء في طريقة لبسه أو إطعامه أو نومه وحتى تربيته ودراسته
وللأسف تجد الأم نفسها محاطة بسحابة من الإحباط فكل ما تقوم به يعتبر ناقص أو خطأ فماذا تفعل هذه الأم المسكينة والواقع والذي يحدث هو أن تصاب فعلاً بإحباط شديد وتأنب نفسها بشكل كبير لتقصيرها، وبالطبع هذا أسوأ شعور يمكن أن يشعر به إنسان يدفعها هذا الشعور للغضب والحزن والكبت وهذا بالتأكيد يظهر في طريقة تعاملها مع أطفالها.
– إن اي ام مثالية يجب أن تبذل مجهودًا مضاعفًا مع أبنائها، وإن الأمومة ليست سهلة والأم دورها التضحية وخدمة أبنائها ولا أدري من الذي إخترع مفهوم الأم المثالية المضحية التي تفني نفسها في خدمة أبنائها، وكأن الأم يجب أن تكون ملاكًا لا تغضب ولا تتذمر ولا تستمتع بوقتها. حسنًا، فالأمومة ليست سهلة بالفعل، ولكنها أيضًا ليست بالصعوبة التي زرعها المجتمع في رؤوسنا فدائمًا هناك طرق تقليدية لإدارة حياتكِ تبذلين فيها مجهودًا مضاعفًا، وهناك أيضًا طرق ذكية توفر عليكِ وقتكِ ومجهودكِ وتصب في مصلحة أبنائكِ وأسرتكِ بالكامل.
حان الوقت لتغيير القناعات القديمة والبدء في ممارسة أمومتكِ دون الشعور بأنها عبء عليكِ، والاستمتاع بأوقاتكِ مع طفلكِ.
كيف تمارسين أمومتكِ بدون أن تضغطي على نفسك؟
تذكري دائمًا أن دورك هو تربية أبنائكِ وليس خدمتهم، فعندما تعلمين طفلكِ الإعتماد على نفسه في سن صغيرة مثل أن يتناول وجبته بنفسه، ويرتدي ملابسه دون مساعدة، ويرتب ألعابه ويضعها في أماكنها، وينظم غرفته، وهكذا فإنكِ بذلك تنشئين طفلًا متطورًا ومسؤولًا، ذلك هو الطفل الذي سيكبر ليكون شخصًا مستقلًا يعتمد على نفسه ولا ينتظر مساعدة من أحد.
كيف تطورين من مهارات التواصل لدى طفلك؟
يولد الطفل ولديه الرغبة والشغف للتعلم وإكتشاف العالم من حوله، ولكننا كثيرًا ما نفسد فطرته بخوفنا وقلقنا الزائد، ظناً منا أننا نحميه ونساعده فعندما يحاول طفلكِ حمل كوب الماء، فتسرعين لأخذ الكوب منه خوفًا من أن ينسكب الماء على الأرض أو يقع منه الكوب فينكسر فأنتِ توجهين له رسالة غير مباشرة بأنه غير جدير بالثقة، وأن قدراته ضعيفة ومحدودة، ولا يمكن الإعتماد عليه في أمور الكبار المهمة.
هل أترك صغيري يؤذي نفسه كي يتعلم ويتطور؟
قد يخطر هذا التساؤل على بالكِ، ولكن عليكِ أن تعلمي عزيزتي أن دوركِ هو توفير الأدوات والإمكانيات المناسبة لصغير كِوليس منعه من التجربة، فمثلًا إذا أراد طفلكِ أن يستخدم السكين الحادة لتقطيع وجبته، بدلًا من أن ترفضي طلبه لأنه قد يجرح يديه بالسكين، ثم تقدمينها له مقطعة جاهزة، يمكنكِ أن تشرحي له أن هذه السكين ليست مناسبة، وتقدمي له سكينًا صغيرة من البلاستيك الآمن للأطفال، وهكذا.
ويمكنكِ إتباع النصائح التالية:
1- أعطي لطفلكِ بعض المهام المناسبة لسنه:
يجب أن يدرك طفلك منذ نعومة أظافره أن لكل فرد في الأسرة دور مهم وفعال، وأن دوره لا يقل أهمية عن دوركِ ودور أبيهدون أن يشعر بأنه واجب مفروض عليه يجب أن يفعله رغمًا عنه، فطريقتكِ في توجيه الأمور له تلعب دورًا كبيرًا في ذلك فهناك فرقًا كبيرًا بين أن تطلبي من طفلكِ تنظيف غرفته وترتيبها كعقاب له على فوضويته فيفعل ذلك متضررًا وبين أن يدرك بالفعل أهمية دوره في المنزل، وينظف غرفته لأنه يشعر بالمسؤولية ويريد فعل ذلك.
– إحرصي على توكيل مهمات مناسبة لسنه وتسهيل الأدوات المطلوبة لها، وتقسيم الخطوات اللازمة لإنجازها حتى لا يشعر بالإحباط إذا لم يتمكن من أداء المهمة وإنجازها بنجاح.
2- إخلقي وقتًا لنفسك:
أعيدي ترتيب أولوياتكِ من جديد، وإخلقي لنفسكِ وقتًا لممارسة طقوس تسعدكِ وتجدد نشاطكِ دون الشعور بالذنب فالأطباق المتراكمة لن تجري وراءكِ إن تركتيها وجلستِ تشاهدين فيلمًا جديدًا مع زوجكِ، إتركي طفلكِ يقفز على الأريكة بجواركِ دون تأنيبه بينما تقرئين كتابًا وتستمعين إلى أغنيتكِ المفضلة، تناولي القطعة الأخيرة من الكيك وتغلبي على الوساوس التي تقول لكِ إن إبنكِ أو زوجكِ أولى بها، دللي نفسك بنفسك ولا تنتظري ذلك من أحد، فأنتِ تستحقين أن تكوني سعيدة.
كيف تكوني أمًّا متفرغة للبيت وسعيدة بحياتك؟
والسؤال الذي يجب أن تجيب عنه الأم هو: ألسنا بشر؟ هل نحن ملائكة؟ بالطبع لا نحن بشر وغير كاملين إذا لماذا ندعو للكمال ونبحث عنه ولا نشعر بالرضا إلا إذا حققناه، وبالطبع هذا الشئ يعتبر مستحيل،فمن منا يستطيع أن يصل للكمال في كل واجباته ومهامه؟ فالأم التي تبحث عن المثالية لن تصل إليها ولكنها تظل تبحث وتبذل الجهد المضني وتتوتر وتتهم نفسها بالتقصير ولا تصل أبدا للراحة النفسية لأنها لم تحقق المثالية.
– إتركي المقارنة مع الأمهات الأخريات سواء في السر أو العلن، فلا تقارني نفسك بغيرك أبدافأنتي مهما يكن لا تشاهدي إلا جانب واحد فقط من حياة الأخرياتفما ترينه وتحسدينها أو تبغضينها عليه ربما هي تفقد في مقابله أشياء كثيرة تتمتعين أنتي بها لذلك إتركي هذه المقارنات فوراً ولا تتمادي فيها إن كنتي تفعلينها مع نفسك أو تفعلنها الأمهات منحولك فلن تجني منها إلا الندم والحيرة والشعور بالتقصير وهذا بالتأكيد لا يريح نفسك أبداً فكلاً منا له ظروفه وشخصيته وقناعاته وأسلوبه نحن لسنا نسخ كربونيةبل خلقنا الله مختلفين وله حكمة في ذلك.
– التقبل هو الذي يدفعنا للتعايش بشكل مريح مع واقعنا ومن ثم نبدأ أن نحقق ما نريد بخطوات متدرجة،ولكن إذا إستمرينا في البحث الدؤوب عن المثالية ولم نحققها سنستمر في تأنيب أنفسنا ولن نحصل أبداً على السلام الداخلي الذي يتيح لنا فرص الإنجاز.
– نعم عليكي أيتها الأم أن تتقبلي فكرة أنكي بشر يصيب ويخطئ، ينجز ويقصر، يحب ويكره، يستطيع ولايستطيع لا تجلدي ذاتك بل تقبليها ثم حددي ما تريدين تحقيقه في خطوات بسيطة متدرجة ونفذي ما تستطيعيه وأنتي متقبلة فكرة النجاح والفشل.
ولا تلقي بال لمن يلقي على مسامعكي النصائح الكثيرة والأوامر المغلفة وأيضا لا تنصتي لهدامي الهممبل إستمعي للنقد البناء الذي يهدف لتحسين الأمور ولا يهدف أبدا ً للضغط النفسي عليكي فأنتي تستحقي كل الشكر والتقدير على ما تقومي به وشعورك بالرضا وتقبل ذاتك سينعكس على أطفالك بالتأكيد فستصبحين هادئة مستعدة لبذل مزيد من الجهد في تربيتهم التربية التي سترضيكي إن شاء الله في النهاية.
وأخيرًا، لا تكوني أم مثالية توقفي عن البحث عن المثالية لأنها غير موجودة على سطح هذا الكوكب، وتقبلي نفسكِ وتعلمي من أخطائكِ وتعلمي الفرق بين العطاء والتضحية، وستنعمين بحياة أفضل وأكثر إستقرارًا، ولن تبكي ليلًا على الوقت المهدور والفرص الضائعة.