يحصل الإنسان على نموّ البكتيريا النافعة بعد الولادة من الأم، والرضاعة الطبيعية، والبيئة المحيطة به، بالإضافة إلى النظام الغذائي وأسلوب الحياة الذي يمارسه الفرد.
البكتيريا النافعة تعزز مناعة الطفل
أنّ بعض الدراسات تشير إلى ما يلعبه هذا المزيج البكتيري المتنوع والمتوازن من أدوار مهمة وأساسية للجسم، كما يساهم في الحفاظ على الصحة العامة للجسم، إذ وجدت الدراسات أنّ هناك رابط بين البكتيريا الموجودة في الأمعاء وبين الإصابة ببعض الأمراض مثل؛ سرطان القولون، وداء كرون، والتهاب القولون التقرحي، والسكري، و السمنة، والقلق، و الاكتئاب، واضطراب الوسواس القهري، و التوحّد.
يمكن تصنيف البكتيريا إلى 3 مجموعات، أولا البكتيريا النافعة المفيدة، ثانيًا البكتيريا الضارة و ثالثًا الجراثيم المتعادلة أو المحايدة.
على الرغم من أن كلمة “البكتيريا” عادة لديها ارتباط سلبي، فإن الغالبية من البكتيريا هي في الواقع مفيدة وضرورية وقد تكون احد روافد الصحة الجيدة للانسان بشكل عام.
فهي توفر مساعدة وتعزيز وظيفة الجهاز الهضمي وكفاءة عمله، مكافحة العدوى وتساعد على حماية و تجديد جدار الأمعاء.
الميكروبات المحايدة لا تملك تأثيرا إيجابيا أو سلبيا. ولكن البكتيريا المسببة للأمراض يمكن أن تنتج مواد ضارة وتهيج بطانة الأمعاء والتسبب في حدوث بعض المضاعفات.
هذه الانواع الثلاثة من البكتيريا تتنافس مع بعضها البعض أساسا على البقاء والتكيف في الامعاء والتعايش في محيطها.
اثناء الولادة
وعند مرور الجنين خلال عنق الرحم وبقناة المهبل فانه يتعرض الى العديد من تلك البكتيريا المفيدة والتي تسبح في تلك القناة والتي يتم دخولها الى جوف الجنين حيث تعطيه الحماية من غزو البكتيريا الضارة التي قد تهاجمه مستقبلا. فكأن الاولى هي جرعة لقاح للثانية التي تشكل المرض الحقيقي.
الرضاعة الطبيعية
بدورها تعزز هذا الاتجاه لوجود هذا النوع من البكتيريا في حليب الام وتدعى تلك البكتيريا bifidobacteria، ويمكن باتباع هذه الطرق التي فطر الله الناس عليها خفض كبير في إمكانية عدوى خطيرة أثناء فترة الطفولة ويستطيع الانسان ان يبدأ حياته بصحة متوازنة وحماية مسبقة.
كيف تؤثر عملية الولادة القيصرية على مناعة الطفل ؟
– أجريت أول عملية قيصرية بصورتها الحديثة بواسطة الطبيب الالماني “أدولف فرديناند” في 1881م.
في العادة يتم اتخاذ قرار اجراء العملية القيصرية في الاحوال التي تكون فيها حياة الام او الجنين معرضين للخطر.
في الآونة الاخيرة اصبحت العمليات القيصرية تجرى برغبة المريضة او قرار متسرع من قبل بعض الاطباء عند تأخر الولادة او في بعض الاحيان لضمان صحة الجنين وعدم ربط ذلك بالمضاعفات الناتجة من التخدير او النتائج اللاحقة والمستقبلية التي يمكن ان تواجهها الأم والطفل معا اثناء العملية ومابعدها.
ففي السنوات الأخيرة ارتفع معدل اجراء العمليات القيصرية إلى مستوى قياسي يبلغ 46 ٪ في الصين وإلى مستويات 25 ٪ وما فوق في العديد من بلدان آسيا وأمريكا اللاتينية والولايات المتحدة الأمريكية.
توصي منظمة الصحة العالمية ألا يتجاوز معدل العمليات القيصرية 10٪ – 15٪ من جميع الولادات في البلدان المتقدمة. ومع ذلك، في 2004 م، كان معدل اجراء العمليات القيصرية حوالي 20٪ في المملكة المتحدة، في حين كان نسبة اجرائها 22،5٪ في كندا.
تجرى تلك العمليات بشكل روتيني وطارئ خلال الليل والنهار على حد سواء. وتتعدد دواعيها كما ذكرنا آنفاً حيث تتفاوت بين الحاجة الفعلية والطبية لذلك الى ان تصل الى رغبة المريضة في طريقة الولادة.
في العام الميلادي 1900 تم عزل اول البكتيريا النافعة و مفيدة تدعى bifobacteria من الجهاز الهضمي لطفل يرضع رضاعة طبيعية بواسطة الطبيب الفرنسي “تسيير هنري” والتي اكدت الدراسات اللاحقة دور تلك البكتيريا في الوقاية من العديد من امراض الحساسية والاسهال.