حين يشعر طفل بالمرض أو يصاب مثلاً بالحمى أو إلتهاب اللوزتين، يذهب الوالدان به إلى الطبيب، الذي يصف له المضادات الحيوية ويعتقد بعض الآباء والأمهات أن المضادات الحيوية غير ضارة. فهل هذا صحيح؟ ومتى يجب أن يتناول الأطفال مضادات حيوية؟
المضادات الحيوية
تشدد الجمعيات الألمانية التخصصية، مثل الجمعية الألمانية لطب الأطفال والأمراض المُعْدِية
على أن الأطفال المرضى يجب ألا يتناولوا المضادات الحيوية إلا عند الضرورة القصوى مثل أن يكون المرض بكتيرياً وليس فيروسياً.
وهذا ينطبق على المرضى البالغين أيضاً، ذلك أن المضادات الحيوية لا تستطيع
فعل أي شيء ضد الفيروسات التي غالباً ما تسبب السعال وسيلان الأنف.
كما يحذر باحثون أمريكيون من أن الإفراط في إعطاء الأطفال في سن النمو
المضادات الحيوية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية، مثل الحساسية والسمنة.
ومن المهم جداً أن يتم إجراء الأبحاث عن كثب على مثل هذه الآثار الجانبية على المدى الطويل.
المضادات الحيوية فعال ضد المرض البكتيري لا الفيروسي
ومن الممكن إجراء فحص يسمى “سي آر بي” لمعرفة ما إذا كان سبب المرض هو البكتيريا أم الفيروسات.
ويقول أطباء أن التفريق مهم بين الفيروس والبكتيريا.
فالفيروس قد يكون له تطعيم وقد لا يكون له، أما البكتيريا فليس لها تطعيم غالباً، ولكنْ لها علاج.
ومن المهم ألا نخطئ في التفريق بينهما، وعدم إعطاء مضادات حيوية للمريض إلاّ حين يكون المرض بكتيرياً، وذلك لأن الفيروسات لا تستجيب للمضادات الحيوية.
– وفي هذا الشأن، يقول الأخصائي الألماني يوهانس ليزه، رئيس قسم الأمراض المُعدية والمناعة في مستشفى الأطفال الجامعي بمدينة فورتسبورغ الألمانية
لموقع “شبيغل” الإلكتروني إن الطفل إذا كان يعاني من إلتهاب اللوزتين والسعال وسيلان الأنف فإن هذا دليل على وجود مرض من النوع الفيروسي عادة.
– وتكون المضادات الحيوية ضرورية في حالة الإلتهاب الرئوي الجرثومي وإلتهاب سحايا الرأس وإلتهابات المسالك البولية، وكذلك في بعض حالات إلتهاب اللوزتين الصديدي.
– وكثيراً ما تستخدم المضادات الحيوية عند الإصابة بنزلات البرد المصحوبة بأعراض الحمى وفي حالة إلتهابات الأذن الوسطى والحلق.
– لكن الإستخدام المستمر والخاطئ للمضادات الحيوية، لدى الإنسان أو الحيوان على حد سواء
يؤدي إلى إزدياد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية، وفق ما يذكر موقع “غيزوندهايتس إنفورماتسيون” الإلكتروني.
– وقد تفاقمت الحال إلى درجة تنظيم منظمة الصحة العالمية حملة ضد مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.
لماذا كل هذا الخوف من المضادات الحيوية ؟
ذكرنا أن المضاد الحيوي يعمل على قتل البكتيريا ومنع تكاثرها ولكن المعلومة
الأهم هي أنه لا يقتل البكتيريا الضارة فقط، ولكنه أيضًا يقضي على البكتيريا النافعة والمهمة جدًا لجسم الطفل.
فتخيلي إذا لم يكن طفلك مصابًا من البداية بعدوى بكتيرية وتناول مضاد حيوي
فهو لم يستفد منه قط بل إن هذا الدواء، قد يسبب له الضرر عن طريق القضاء على البكتيريا النافعة في جسمه.
الإنتظار أفضل خيار أحياناً
أما في حالة إلتهابات الجهاز التنفسي وبعد أن يبلغ الطفل سناً معينة
ينبغي على الوالدين الإنتظار وعدم إعطاء الطفل في البداية المضادات الحيوية فوراً، بل مراقبته لمدة 48 ساعة
لأن بمرور هذا الوقت قد يُشفى نحو 80 إلى 90 في المائة من الحالات من تلقاء نفسها، كما يقول الطبيب ليزه.
ولكن إذا إستمرت الحمى بعد مرور هذه الفترة، يجب على الوالدين عندها
الذهاب إلى الطبيب، كي يفحصه ويقرر ضد أو لصالح العلاج بالمضادات الحيوية.
– ويقول الخبير الألماني إن في حالة إلتهاب الأذن الوسطى الحاد، فإن عمر الطفل يحدد نوعية العلاج:
فإذا كان سن الطفل أقل من ستة أشهر، يجب إعطاؤه مضاداً حيوياً، لأن خطر الإصابات الشديدة يكون في هذا العمر كبيراً.
وكذلك يكون إحتمال تكرر إلتهاب الأذن الوسطى في وقت لاحق كبيراً في مثل هذا العمر.
أما إذا كان عمر الطفل ما بين ستة أشهر وسنتين، فليس من الضروري دائماً إعطاءه أدوية.
أما إذا كان الطفل أكبر من عامين، بالإمكان عادة الإنتظار في البداية وعدم إعطائه أدوية أو المضادات الحيوية وفق ما ينقل موقع “شبيغل” الإلكتروني.
وأخيراً
بعد أن يشفى الطفل وينتهي من جرعة المضاد الحيوي إذا كان المرض بكتيري، يجب على الأم إعطاؤه أطعمة تقوي المناعة مثل الزبادي والفواكه حتى ترجع مناعته التي أضعفها المضاد الحيوي.