ضعف السمع عند الاطفال مشكلة يعاني منها أطفال كثيرة وقد لا تعرف الأم إلا في وقت متأخر أن طفلها ضعيف السمع أو لا يسمع، لذلك نقدم لكم كل التفاصيل عن ضعف السمع عند الأطفال والأسباب، والأعراض، والتشخيص.
ضعف السمع عند الاطفال
– تعتبر حاسة السمع من أهم الحواس التي تسهل على الطفل تواصله الإجتماعي وتعزز تفاعله ونشاطه بين النّاس
فتُتيح له إقامة العلاقات والمشاركة في الأنشطة اليومية المختلفة، والإنتباه إلى المخاطر والأحداث اليومية والإنخراط بها، ومما لا شك فيه أنّ ضعف السمع عند الاطفال يؤدي إلى عدم إستجابتهم للصوت العادي
وعدم سماعهم للمنبهات الحياتية كجرس الباب، أو رنة الهاتف، كما تضعف لديهم القدرة على محادثة وخطاب الآخرين.
يُعرَّف ضعف السمع بأنّه فقدان حاسة السمع بشكلٍ كلي أو جزئي في الأذنين أو أذن واحدة
وينتج بسبب خلل في عضو من أعضاء الأذن مثل الأذن الوسطى، أو الأذن الخارجية، أو الأذن الداخلية، أو عصب السمع، ويتدرج هذا المرض من البسيط إلى الشديد إلى الصمم الكلي.
أعراض ضعف السمع عند الاطفال :
يبدأ الطفل منذ اللحظات الأولى له بالإصغاء إلى الأصوات من حوله ومن ثم محاولة تقليد الأصوات التي يسمعها
وقد تبين أن الطفل الذي يبلغ من العمر 6 أشهر ولا يستجيب للأصوات من حوله يعاني من مشكلة ضعف السمع عند الاطفال
فقد تظهر إستجابة الطفل للأصوات من حوله عن طريق إستدارة رأسه لمصدر الصوت أو الشعور بالفزع من الأصوات العالية أو تحديد المتحدث بالنظر إليه.
أما بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا يمكن تحديد المشكلة في ضعف السمع عند الاطفال لديهم عن طريق إختبار تطور الكلام لديهم
أو صعوبة الفهم والإستماع إلى الأغاني والموسيقي أو الحاحهم في رفع صوت التلفاز أكثر من مرة
كما يمكن تحديد المشكلة إذا كان الطفل تفوته الأصوات السريعة والمنخفضة أو يطلب تكرار الحديث أكثر من مرة.
– كما تظهر مشكلة ضعف السمع عند الاطفال إذا كان لا ينطق الكلمات والجمل بالطريقة الصحيحة
و يلتفت الطفل يميناً ويساراً في محاولة منه لإيجاد وتحديد المتحدث له، أو يجد صعوبة في تحديد المتحدث إذا كان هناك محادثة بين أكثر من شخص.
– كما ينعكس ضعف السمع على أداء الطفل في المدرسة كما تنعكس إصابة الطفل بضعف السمع على سلوكه
فالأطفال الذين يعانون من ضعف السمع يزيد معدل الحركة لديهم أو يصابوا بما يسمى فرط الحركة.
أسباب ضعف السمع عند الاطفال
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى ضعف السمع عند الأطفال مثل العوامل الوراثية كوجود أحد الأبوين أصم
كما يمكن أن تحدث الإصابة بالضعف السمعي للطفل أثناء فترة الحمل.
وذلك بسبب أن يكون الطفل لم يستنشق كمية كافية من الأوكسجين أو الإصابة
بالأمراض المعدية والتعرض للصخب الشديد وإستخدام الأدوية السامة للأذن.
يمكن أن يكونضعف السمع عند الأطفال ناتج عن أحد الأسباب الأتية:
1- البكتريا التي تتكاثر وتشكل فطريات وتؤدي إلى إنسداد الأذن. وفي الغالب
تكون البكتريا متكونة بسبب إلتهاب حاد في الأذن الخارجية فيعاني الطفل من الصداع الشديد وتظهر إفرازات في الأذن.
2- النقص السمعي التوصيلي وهو خلل في توصيل الصوت في الأذن الداخلية والخارجية.
3- نقص السمع العصبي وهو خلل في عصب السمع أو وظيفة الأذن الداخلية.
4- وجود ما يعوق وصول الأمواج الصوتية إلى الأذن الوسطى وذلك بسبب إنسداد في قناة الأذن الخلفي.
5- الوراثة والعوامل والمتلازمات الخلقية من عوامل ضعف السمع، تضخم لحمية الأنف أحد أسباب ضعف السمع عند الاطفال .
6- الإصابة بالزكام الحاد فتنتقل العدوى إلى الأذن الوسطى وتسبب إلتهاب الأذن الوسطى.
7- الإصابة بالأمراض الفيروسية كالحصبة من الممكن أن يسبب تلف خلايا الأذن الداخلية.
8- إنثقاب في طبلة الأذن بسبب إستخدام أعواد تنظيف الأذن بطريقة حاده أو التعرض للإلتهابات
والإهمال في معالجتها يؤدي إلى زيادة معدل الإصابة بضعف السمع بنسبة تتراوح بين 20 و40 %.
تشخيص ضعف السمع عند الاطفال
كلما كان الكشف عن ضعف السمع في حالة مبكرة كانت النتيجة أفضل حتى يتم تعزيز ثقة الطفل بنفسه وتخليصه من المشاكل النفسية التي قد يعاني منها في فترات نموه
فمثلاً الطفل المُصاب بضعف سمع في عمر سنتين تختلف أعراضه وطرق علاجه وحصيلته اللغوية عن طفل مصاب بالمرض منذ الولادة.
تعتبر ملاحظة ضعف السمع من أول الوسائل للكشف عن المرض
إلا أنّها لا تكفي لمعرفة درجة الضعف وطريقة علاجها وأسبابها
كما أننا لا نستطيع ملاحظة ضعف السمع عند الأطفال حديثي الولادة، لذلك لا بدَّ من إسشارة طبيب متخصص في مجال السمعيات ومراجعته بشكل منتظم للقيام بفحص تدفق صدى الصوت الأذني، وفحص إستجابة جذع الدماغ.
درجات ضعف السمع عند الاطفال
1- الوضع الطبيعي: يسمع الإنسان الصوت المنخفض حتى 20 ديسبل.
2- ضعف السمع الخفيف: عندما لا يستطيع الإنسان سماع الهمس أو الكلام من مصدر بعيد أي حتى 25-40 ديسبل.
3- ضعف سمع متوسط: يعتبر الإنسان مصاباً بضعف سمع متوسط إذا إستطاع فهم الكلام عند النظر إلى وجه المتحدث، أو سماع الكلام القريب على أنّه همسات من 40-55 ديسبل.
4- سمع متوسط الشدة: إذا إستطاع فهم الصوت المرتفع، وكان لديه إضطرابات في النطق يكون ضعف سمعه متوسط الشدة 56-70 ديسبل.
5- ضعف سمع عميق: عندما يسمع الأصوات العالية لكنه لا يشعر بالذبذبات الناتجة من الأصوات، كما أنّه يعاني من عجز لغوي ويحتاج إلى لغة الإشارة للتواصل مع الآخرين أي 91 ديسبل فأكثر.
علاج ضعف السمع عند الاطفال
ينقسم ضعف السمع عند الاطفال إلى قسمين هما: العلاج الطبي أو زرع القوقعة أو وضع سماعات طبية، يتم اللجوء إلى العلاج الطبي في الحالات الآتية:
– ضعف السمع التوصيلي: إذا كان ضعف السمع عند الاطفال سببه الإلتهاب فيتم علاج الإلتهاب بتنظيف الأذن إذا كان سببه تراكم مادة تُسمى الصملاخ في الأذن، وقد يتم اللجوء إلى وضع سماعات حسب درجة ضعف السمع.
– ضعف السمع الحسي العصبي: تُوضع السماعة الطبية إذا كان ضعف سمع حسي عصبي بسيط أو متوسط في الأذنين، أما إذا كان ضعف السمع عند الاطفال فوق المتوسط فتتم زراعة قوقعة في الأذن تنقل الأمواج الصوتية وتحوّلها إلى ذبذبات حتى تنتقل إلى العصب السمعي.
– ضعف السمع المختلط: يتم علاجه إما بالأدوية، وإما بالجراحة، وإما بالمعينات السمعية.
تأهيل ضعف السمع عند الأطفال
عند وضع السماعة لطفل ضعيف السمع يجب تأهليه وتدريبه حتى يستطيع السمع بشكل جيد، لذلك يضع المتخصصون خطة علاجية لتأهيل الطفل وتقوية سمعه كالآتي:
– تحديد وجود الصوت من عدمه: كأن يستجيب إلى صوت الصافرة ويضع مكعباً في صندوق حتى يعبِّر عن سماع الصوت، وإذا سمع الصوت مرتين يضع مكعبين في الصندوق، وهكذا.
– التمييز: أن يميز الأصوات من حيث درجة التشابه والإختلاف.
– تحديد الهوية: كأن ينادي الطبيب بإسم عنب على سبيل المثال ويؤشر الطفل على صورة العنب.
– الإدراك: أي أن يصبح الطفل قادراً على فهم الأسئلة الموجهة إليه والإجابة عنها.