تسأل كثير من الامهات هل حقا يمكن زيادة وتقوية المناعة عند الاطفال ام المناعة شئ موروث غير مكتسب يولد به اطفالنا ولا توجد عوامل خارجية تتحكم فيه ؟ ولماذا يوجد اطفال مناعتهم ضعيفة واطفال اخرى مناعتهم قوية ولا يصابون بالامراض سريعا الخ من التساؤلات التى سنجاوبك عليها فى هذا المقال
طرق تقوية المناعة عند الاطفال
تعتبر الاصابة بالامراض فى سن صغير هى من مسلمات الحياة فهناك كميات هائلة و لانهائية من الجراثيم و الفيروسات التي يتعرض لها اطفالنا كل يوم وفى كل مكان من حولهم
مع ملاحظة ان اطفالنا يأتون الى هذا العالم بجهاز مناعي ضعيف قليل الخبرة بما ينتظره من اعداء تتربص له ومع كل معركة قتالية يتدرب ويقوى الجهاز المناعى ويكتسب خبرة نتيجة كل ما يتعرض له
وهذا ما يفسر اعتبار العديد من أطباء الأطفال بأن حدوث 6-8 نزلات برد أو هجمات انفلونزا أو التهابات بالأذن فى السنة شئ طبيعى
لكن يبقى هناك عادات صحية وخطوات ذكية يمكنك تبنيها من شأنها إمداد جهاز طفلك المناعي بدفعه إلى الأمام وتساعد فى تقليل عدد الأيام التي يقضيها الأطفال في فراش المرض مثل
1- الرضاعة الطبيعية
من المعروف ان حليب الأم يحتوي على الأجسام المضادة و خلايا الدم البيضاء التي تعزز المناعة عند الاطفال بصورة ديناميكية كما تحمي الرضاعة الطبيعية من التهابات الأذن و الإسهال و التهاب السحايا و التهابات القولون و المسالك البولية و متلازمة موت الرضيع الفجائي
كما تقيه ايضا من انواع معينة من السرطان يمكن ان تصيبه لاحقا فى حياته كما تشير الدراسات إلى أن الرضاعة الطبيعية قد تعزز أيضا قوة دماغ طفلك و تساعد على حمايته من السكري المعتمد على الأنسولين
ويجب الاشارة هنا الى اهمية لبن السرسوب ذلك السائل الأصفر الخفيف الذي يخرج من الثدي خلال الأيام القليلة الأولى بعد الولادة و قبل الحليب
لانه غني بالأجسام المضادة المقاتلة للأمراض و توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن ترضع الأمهات أطفالهن رضاعة طبيعية لمدة سنة
و إذا كان هذا الالتزام غير واقعي فاسعي إلى إرضاع طفلك رضاعة طبيعية مدة الشهرين أو ثلاثة الأشهر الأُوَل على الأقل حتى تكتمل المناعة التي تلقاها طفلك في الرحم
2- الفواكه و الخضروات
ان تقديم المزيد من الخضر والفاكهة من شأنه ان يزيد مناعة اطفالنا فالجزر و الفاصوليا الخضراء و البرتقال و الفراولة جميعها تحتوي على عناصر غذائية نباتية مقوية المناعة عند الاطفال كفيتامين ج
و مركبات الكاروتيني كما يمكن للعناصر الغذائية النباتية أن تزيد من إنتاج الجسم لخلايا الدم البيضاء المحاربة للعدوى و أيضاً تزيد من إنتاجه للإنترفيرونات و هى اجسام مضادة تحيط سطح الخلية حاجبا بذلك الفيروسات
و تشير الدراسات إلى أن الغذاء الغني بالعناصر الغذائية النباتية يمكنه أيضا الحماية من الأمراض المزمنة كالسرطان
و امراض القلب عند سن الرشد فحاولي قدر الإمكان أن يحصل طفلك على خمس حصص من الفواكه
و الخضروات في اليوم تعادل الحصة الواحدة ملعقتي طعام تقريبا للطفل من سنة إلى سنتين و ¼ 1 كوب للأطفال الأكبر سنا
3- اوقات النوم
تشير الدراسات التي أجريت على الاطفال بأن تقليل عدد ساعات النوم قد يجعل الطفل أكثر عرضة للإصابة بالأمراض
لان ذلك يعمل على تقليل خلايا الدفاع القاتلة الطبيعية فى جهاز المناعة وهى الاسلحة التي تهاجم الميكروبات
و الخلايا السرطانية بالجسم ولمعرفة عدد ساعات النوم التى يحتاجها الطفل تابعى معنا ما يلى
الطفل حديث الولادة قد يحتاج إلى 18 ساعة نوم في اليوم
الطفل الذي يتراوح عمره ما بين سنة و سنتين يحتاج الى 12 ساعة
الأطفال في سن ما قبل المدرسة يحتاجون إلى 10 ساعات تقريبا
طرق تقوية المناعة عند الاطفال
4- ممارسة الرياضة
تشير الدراسات إلى أن ممارسة التمارين تزيد عدد الخلايا القاتلة الطبيعية وتعزز المناعة عند الاطفال
لذا حاولى ان تجعلى من الانشطة البدنية عادة دائمة عند أطفالك وكوني خير مثال يحتذى به و مارسي الرياضة معهم عوضا عن الإلحاح عليهم بالذهاب خارجا للعب
فحسب مثل بعض النشاطات العائلة الممتعة كركوب الدراجة و التنزه على الأقدام و التزلج وكذلك لعب كرة السلة وكرة المضرب الخ
5- النظافة الدائمة
إن محاربة الجراثيم بحد ذاتها لا تقوي المناعة لكنها وسيلة فعالة لتخفيف الإجهاد على جهاز طفلك المناعي فقط
تأكدي من أن أطفالك يغسلون أيديهم دوما و بالصابون
وعليك أن تولي اهتماما خاصا بنظافة أطفالك قبل كل وجبة و بعدها و بعد الانتهاء من اللعب خارجا و بعد لمسهملاى حيوانات اليفة
وعندما تكونوا خارج المنزل اتركي للأطفال حرية اختيار مناشفهم اليدوية ذات الألوان الزاهية و
كذلك اختيار الصابون بأشكال ممتعة وألوان زاهية و روائح زكيه لمساعدتهم على اكتساب عادة غسل الأيدي في المنزل
كما يجب ان تتخلصي من فرشاة أسنان طفلتك سريعا لانها مخزن للميكروبات والجراثيم
6- امنعي التدخين داخل المنزل
إذا كنت تدخنين أو كان زوجك من المدخنين فاتركا هذه العادة حيث إن دخان سيجارة واحدة
يحتوي على أكثر من 4000 مادة سامة يمكن لأكثرها تهييج خلايا الجسم أو قتلها
و الأطفال هم أكثر عرضة لتأثيرات التدخين غير المباشر الضارة من البالغين لأنهم يتنفسون بمعدل أسرع كما أن أجهزة إزالة السموم الطبيعية لديهم أقل تطورا
كما يزيد التدخين غير المباشر من خطر إصابة الطفل بمتلازمة موت الرضيع الفجائي و التهاب الشعب الهوائية و التهابات الأذن و الإصابة بالربو بل
ويؤثر ايضا على التطور العصبي و الذكاء الذهنى عند الطفل وإذا كنت لا تستطيعين قطعا ترك التدخين انتى او زوجك فبإمكانكما التقليل من الأخطار الواقعة على صحة طفلكم بشكل كبير و ذلك بالتدخين فقط خارج المنزل
7- لا تتدخلى فى الوصفات الطبية
إن الإلحاح على طبيب أطفالك لكتابة المضادات الحيوية كلما أصيب طفلك بنزلة برد أو أنفلونزا أو التهاب في الحلق فكرة سيئة للغاية
إذ تعالج المضادات الحيوية الأمراض التي تسببها البكتيريا فقط بينما تكون الفيروسات هي المسبب لغالبية أمراض الطفولة و من ناحية ثانية تشير الدراسات إلى أن العديد من أطباء الأطفال يصفون المضادات الحيوية بشيء من التردد تحت إلحاح الوالدين الذين يعتقدون خطأ بأنها لا تضر بينما هي ضارة في حقيقة الأمر فتنمو سلالات من البكتيريا
المقاومة للمضادات الحيوية فيصبح الشفاء من التهاب أذن بسيط أكثر صعوبة حين يكون المسبب بكتيريا عنيدة لا تستجيب للعلاج المتعارف عليه لدى الأطباء