من منا لم يتسآل عن مشكلة إرتفاع نسبة الصفراء عند حديثى الولادة متى تكون خطراً ومتى تصبح طبيعية فمشكلة إرتفاع نسبة الصفراء لها نوعان نوع مباشر ونوع غير مباشر، وكلاهما لهما أسباب كثيرة لحدوثهما، لكن الصفراء التي تحمل الضرر على خلايا المخ إذا ارتفعت بنسبة معينة هي الصفراء غير المباشرة
كل شئ عن الصفراء عند حديثى الولادة
اولا ًما هو تعريف الصفراء ومن أين يأتى هذا اللون؟
مشكلة الصفراء أو اليرقان هي تغيير في لون جلد الطفل أو بياض العين إلى اللون الأصفر نتيجة ترسب مادة البيليروبين الذي ينتج من تكسير كريات الدم فإذا ترسب في الأنسجة اعطى هذا اللون الأصفر ويظهر الأصفرار على الطفل في حالة ارتفاع نسبة البيليروبين أكثر من 5 مجم.
ثانياً ما هى أنواع وأسباب مشكلة الإصفرار ؟
1- الصفراء الفسيولوجية:
وهيإرتفاع نسبة الصفراء والتي تحدث في نسبة كبيرة من الأطفال حديثي الولادة،لأن إنزيمات الكبد تكون غير ناضجة بشكل كامل للتخلص من المادة الصفراء وهي عادة تظهر بنهاية اليوم الثالث أو الرابع من الولادة وتستمر لمدة عشرة أيام أو أسبوعين على الأكثر
ولا تتعدى نسبتها (12mg/dl) ولا مشاكل فيها، ولا تحتاج أي علاج، فقط نطلب إعطاء الطفل بعض السوائل (أعشاب) إذا كانت كمية لبن الأم غير جيدة، وتختفي مع الوقت تدريجيا دون تدخل بأي علاج.
2- الصفراء المرضية:
من أشهر أسبابها مشكلة تكسير الدم نتيجة عدم توافق فصيلة دم الطفل مع دم الأم،مما يعرض الطفل لنزيف داخلى وأشهرها (Rh incompitability)
وفيها يكون فصيلة الدم للأم Rh سالب والطفل موجب وتتم الوقاية منها بإعطاء الأم Anti-D، وهي أجسام مضادة تقي جهاز مناعة الأم من التفاعل مع دم الطفل، وتكوين أجسام مضادة. اما النوع الثاني الأشهر هو (ABO incompitability) وفيها تكون فصيلة دم الأم O والطفل A أو B أو AB وهنا لا يوجد وقاية، فقط نتوقع حدوثها بمعرفة فصيلة دم الأم والأب.
وبالتالي نكتشف الحالة مبكرا ليتم علاجها في الوقت المناسب لتجنب حدوث مضاعفات كما يوجد أمراض أخرى مثل مرض إنحلال الدم (مرض خلقي وراثي مثل التفول او التلاسيميا)، تجرثم الدم، إصابة الأم بالفيروسات خلال فترة الحمل.
نقص الغدة الدرقية، أمراض الكبد كما أنه توجد أسباب أخرى لتكسير الدم مثل: G6PD Spherocytosis وغيرها، وهي أمراض وراثية نكتشفها عن طريق التحاليل، لكن العلاج واحد بالنسبة لمشكلة الصفراء.
وهنا أيضا لا توجد وقاية ممكنة إلا إذا كان هناك تاريخ مرضي في العائلة فنستطيع توقع ظهور الحالة مبكراً. كما ان هناك أسباب مثل تكسير الدم نتيجة وجود تجمع دموي مثل التجمع الدموي تحت فروة الرأس Cephalhematoma.
3- الصفراء الناتجة عن لبن الأم:
وهي تحدث غالبا متأخرا بعد الأسبوع الأول، ولكن نشخصها بالاستبعاد أي بعد عمل كل الفحوصات واستبعاد الأسباب الأخرى، وهناك أيضا أمراض وراثية ترفع من نسبة الصفراء غير المباشرة.
– ملحوظة:
يمكن تمييز نسبة الصفراء المرضية عن الطبيعية أنها في خلال يومين أو ثلاثة ترتفع نسبة البيليروبين لأكثر من 20 مجم وتكون لون الصفرا غامقة ومائلة للخضرة مع الخمول بينما في الحالة الطبيعية يكون الإرتفاع تدريجي
كما يوجد حالات يستمر فيها الإصفرار لشهرين وهى حالة طبيعية نتيجة ولادة الطفل المبكره قبل أوانه أو يكون وزن الطفل أقل من الطبيعي.
ثالثاً ما هى خطورة ارتفاع نسبة الصفراء فى الاطفال حديثى الولادة؟
بالنسبة للمخاطر إذا زادت النسبة عن أرقام محددة (تكون بجداول حسب عمر الطفل ووزنه ونسبة الصفراء بالدم) فهناك ترسب مادة الصفراء بخلايا المخ والتي تسبب تدميراً يعتمد في نسبته على مستوى الصفراء، والمدة التي تعرض لها الطفل قبل العلاج لكن هذا لا يحدث إلا في النسب العالية فقط، والتي تتعدى 20 مجم فتكون النتيجة خمول، تشنجات، فقدان الوعي تلف الدماغ، مشاكل في النمو .
رابعاً ما هو علاج مشكلة الصفراء ؟
في حالات الإصفرار الخفيف والذي لم يتعدى مستوى البيليروبين 12 مجم لايحتاج الطفل أي علاج او إجراء سوى الحرص على إرضاع الطفل بشكل جيد كي لايتعرض للجفاف أو العلاج بالضوء
ويتم عن طريق لمبات خاصة لها طول موجي معين تقوم بتحويل مادة الصفراء إلى شكل مختلف يسهل على الجسم التخلص منه ولا يصل إلى خلايا المخ.
وهذا الضوء يكون عالي الكثافة من خلال ضوء أزرق مختلف تماما عن الضوء الموجود في بيوتنا فهو ليس ضوء أزرق كما أن كثافته أيضاً قليلة. وفي بعض الحالات نحتاج إلى عملية تغيير الدم، وهي لا تتم إلا في النسب العالية
إذا تم العلاج غالبا لا تعود مرة أخرى إلا في الحالات الناتجة عن أسباب وراثية، أو أن يكون الطفل قد خرج مبكرا ولم يستكمل المدة الكافية للعلاج.
