صحة الطفل

النوم الصحي للاطفال يحدد التطوّر العقلي والبدني

النوم الصحي للاطفال يحدد التطوّر العقلي والبدني

هناك كثير من الأبحاث العلمية الحديثة التي تؤكد على أهمية النوم الصحي للاطفال لأن نوم صحي يساوي نمو طبيعي من الناحية العضوية والنفسية وأيضا له دور كبير في تحصيلهم العلمي والدراسي.

النوم الصحي للاطفال يحدد التطوّر العقلي والبدني

يشتكي الكثير من الآباء والأمهات من نوم أطفالهم وأحيانا تأخرهم في النوم ويتساءلون إن كان هناك إضطراب عضوي يؤثر على نوم الطفل.

ويتساءلون أي طريقة نوم تعتبر طبيعية بالنسبة إلى الطفل ومشكلات النوم عند الأطفال تؤثر أحيانا على الآباء أكثر من أطفالهم، فتوتر وحرمان الأهل من النوم يؤدي إلى سلوكهم أساليب خاطئة والتي قد تزيد من تفاقم المشكلة.

لذلك من المهم أن يدرك الآباء والمربون أن النوم عند الأطفال هو عملية ديناميكية تنشأ وتتغير كلما كبر الطفل. وخلال فترة نموهم قد يتعلم الأطفال عادات في النوم قد تكون حميدة أو سيئة، فما إن تنشأ هذه العادات فإنها قد تستمر لشهور أو حتى لسنوات.

وسنقسم الموضوع إلى مراحل سنية مختلفة لأن نوم الطفل كما ذكرنا أعلاه عملية ديناميكية تتغير مع تقدم الطفل في العمر:

النوم الصحي للاطفال يحدد التطوّر العقلي والبدني

النوم الصحي للاطفال في السنة الأولى من العمر

إن معدل النوم لدى الأطفال حديثي الولادة من 16 إلى 18 ساعة يوميًا، موزعة على 4 إلى 5 فترات نوم (غفوات). وبعد مرور شهرين يزداد نوم الطفل بالليل، مما يعطي الأهل فرصة للاستراحة والنوم. وعلى الرغم من أن موعد النوم يتغير تدريجيًا ليصبح خلال الليل؛ فإن الطفل يستمر في أخذ غفوات خلال النهار.

وعندما يصل الطفل إلى 3 إلى 6 أشهر من العمر، فإنه عادة ما يحتاج إلى 3 غفوات أثناء النهار، وذلك يتغير تدريجيًا إلى غفوتين أثناء النهار في العمر من 6 إلى 12 شهرًا وغفوة واحدة عندما يصبح عمره سنة واحدة، ليصبح مجموع ساعات نومه 12 إلى 14 ساعة.

إلا أن الإستيقاظ من النوم خلال الليل يزداد في النصف الثاني من السنة الأولى، وتستمر هذه المشكلة في السنة الأولى وحتى السنة الثانية من العمر. ولكن أكثر الأطفال يتخلصون عادة من هذه المشكلات مع مرور الزمن ولا يكون لها أي تأثير في نمو الطفل وصحته.

 

بعض النصائح لمساعدة الأهل على تكييف النوم الصحي للاطفال في مواعيد منظمة خلال السنة الأولى من عمره

1 • عوّدي ابنك من البداية على اعتبار أن الليل للنوم والنهار للبقاء مستيقظًا، وذلك من خلال تقييد وقت اللعب والمرح خلال النهار فقط. وتذكرى أن سلوك الوالدين أو الأخوة الأكبر الخاطئ تجاه النوم ومواعيده يؤثر على نوم الأطفال ويرسخ لديهم اعتقادات خاطئة عن النوم.

2 • ساعدى ابنك على تعلم الربط بين السرير والنوم. ويمكن بلوغ ذلك عن طريق أخذ الطفل إلى السرير في موعد النوم، ومقاومة الرغبة بالسماح له بالنوم في غرفة الجلوس أو بين ذراعي الوالدين.

3 • يجب أن تكون الإضاءة خافتة في غرفة النوم.

4 • اذا استيقظ الطفل أثناء الليل، عودي نفسك أن تتركه لوحده دون الذهاب مسرعة لغرفته لأنه في أغلب الأحيان سيعود للنوم مرة أخرى. وإذا بدأ بالبكاء حاولي تهدئة روعه وإشعاره بالطمأنينة، أو غيّري له الحفاض إذا لزم الأمر.

لكن احرصي على عدم إنارة ضوء الغرفة،مع ابقاء المحادثة بأخفض صوت ممكن إذا أعرتي اهميه لبكاء الطفل عند استيقاظه ، فإنه سوف يتعود ذلك ويلجأ إلى هذا السلوك لجذب انتباه الأهل.

5 • إطعام الرضيع كميات كبيرة من الحليب أثناء الليل قد يؤثر في نومه، وقد ينتج عنه الإستيقاظ المتكرر (عادة من 3إلى 8مرات في الليلة الواحدة).

لكن تذكري أنه عند بلوغ الطفل عمر ستة أشهر، فإنه عادة ما يحصل أغلب الأطفال على القدر الكافي من الغذاء أثناء النهار وقد لا يحتاجون لرضعة أثناء النوم لذلك إذا تكرر استيقاظ طفلك من النوم طلبًا للغذاء فحاولي تجاهل الموضوع على قدر الإمكان .

في السنة الثانية من عمره، ينام الطفل بمعدل 12 إلى 13 ساعة يوميًا، منها ساعة إلى ساعتين في النهار، و11 ساعة في الليل. في هذه المرحلة من العمر تبدأ مواعيد نوم الطفل بالإنتظام أكثر.

النوم الصحي للاطفال يحدد التطوّر العقلي والبدني

المشكلات الرئيسية التي تحدث في هذا العمر هي:

رفض النوم وحيدًا، البكاء عند موعد النوم، والإستيقاظ باكيًا في الليل. وتتضمن الإستراتيجيات المناسبة لهذا العمر ما يلي:

1 • عرّفي الطفل دائمًا متى يكون موعد نومه.

2 • تجنبي تعريض الطفل للإثارة (كاللعب) قبل موعد نومه. ومن أسباب الإثارة الشائعة مشاهدة أفلام الكرتون أو الحركة والتي قد تستثر مخ الطفل.

3 • اجعلي الطفل يحب غرفة نومه، وذلك من خلال وضع بطانيات وأغطية جذابة وصور ملونة محببه اليهط إضافة إلى السماح له باصطحاب اللعبة المفضلة إلى غرفة نومه وهكذا.

4 •  عوّدي طفلك نظامًا معينًا قبل النوم، مثل قراءة قصة قبل النوم. لكن قاومي رغبة الطفل في قصة أخرى أو رغبته في الشرب وغيّر ذلك من الأمور التي قد يلجأ إليها الطفل لإبقاء والديه معه أطول فترة ممكنة.

5  •  كوني ثابتة على موقفك وتمسكي بقرارك وعلى نفس النظام كل ليلة.

6 • إذا كان طفلك ينام في غرفة خاصة به فعوّديه أنكي لن تبقي معه في الغرفة حتى يغفو لكنك بالتأكيد ستكونى قريبه منه إذا احتاج إليكى

7 • في هذا العمر قد يستيقظ الطفل من نومه في الليل (مثل الكبار)، لذلك يجب أن يتعلم الطفل بالتدريج كيفية العودة إلى النوم.

فإذا بكى الطفل عند استيقاظه (وأنتى تعرفى أن هذه عادته، أي أنه لم يصبه أي مكروه) فانتظرى لمدة خمس دقائق قبل الذهاب إلى غرفته وعندما تذهبى ابق معه لوقت قصير ولا تحاولى حمله، و اجعلى المحادثة بينكم بسيطة وقصيرة إلى أقل درجة ممكنة، ثم غادرى حتى إن بقي الطفل يبكي.

و إذا استمر في البكاء فانتظرى لمدة عشر دقائق قبل الذهاب إليه مرة أخرى، وابقى لفترة قصيرة ثم غادرى غرفته. إذا استمر اكثر في البكاء فانتظرى لمدة 15 دقيقة قبل العودة إليه، وهكذا.

8 • تكرار حضور الوالدين من وإلى غرفة الطفل يبعث الطمأنينة في نفس الطفل، كما أنه يعطي الطفل شعورًا بأنهما لن يتركاه إلى الأبد. على الرغم من أن ترك الطفل يبكي في فترة التعليم هذه مؤلم للوالدين إلا أن الخبراء يقولون إنها لن تترك أي أثر نفسي على الطفل.

هناك العديد من الأبحاث التي درست تأثير نوم الطفل لوحده أو مع والديه في هذا السن. وقد وجدنا في بحث سابق أن نسبة كبيرة من الوالدين في يسمحون لأبنائهم بالنوم معهم في غرفتهم في هذا السن.

ويبدو أن هذا الموضوع له علاقة وثيقة بثقافة الشعوب وعاداتها، ففي الغرب وأمريكا الشمالية يفضل المختصون أن ينام الطفل في غرفة خاصة به وليس مع والديه.

في حين تختلف العادات في مناطق أخرى من العالم حيث المتعارف عليه هو أن ينام الطفل في هذه السن مع والديه. خلاصة الأبحاث، أنه لم يثبت علميا أن أيا من الطريقتين لها تأثير سلبي على نوم الطفل أو نفسيته في المستقبل. لكن يجب الحرص على عدد ساعات نوم الطفل لان نوم صحي = نمو طبيعي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *