لا تقل لطفلك كلمة لا لهذه الأسباب
لا تقل لطفلك كلمة لا لهذه الأسباب
التربية الإيجابية هي أفضل تربية تجني ثمارها بالمستقبل وتبني أطفال أسوياء نفسياً لذلك لا يجب أن نستخدم كلمات سلبية في التربية وعلى رأسهم ( كلمة لا )، سنتعرف على الأسباب وكيف نستغني عنها والبدائل الإيجابيه لها كي نربي أطفالنا بطريقة سليمة وسوية.
لا تقل لطفلك كلمة لا لهذه الأسباب
يمارس الأهل دائما في التربية كلمة لا للإعتراض على أي تصرف خاطئ أو سلوك غير لائق، حتى عندما يتحرك الطفل الصغير في بداية مشيه يكثر كلمة لا خوفاً عليه لأنه في هذه المرحلة تسيطر عليه فكرة الإستكشاف ومعرف المجهول بدون وعي لما ينتظره من مخاطر، وحتى عند طرح الأسئلة فتسيطر كلمة لا.
لا تقول لطفلك كلمة لا إلا بسبب
مع ذلك، ورغم أن هذه الكلمة توحي بالسلبية، فهي مهمّة لوضع حدود للأطفال وجعلهم يلتزمونها. وبالإضافة إلى ذلك هذه الكلمة المؤلفة من حرفين هي في معظم الأحيان أول ما يتبادر إلى ذهن الأهل لدعم سلطتهم وأيضًا لحماية الطفل الذي هو على وشك أن يفعل شيئًا خطرًا يؤذيه.
– لذا، يشدّد الإختصاصيون على أن كلمة «لا» ينبغي أن تكون مفهومًا تربويًا هدفه بناء شخصية الطفل. فالطفل عمومًا يشعر بالطمأنينة حين يتصرف على ضوء قواعد محدّدة أكثر من التصرف في نظام لا حدود له. ووضع الحدود والقوانين المنزلية الثابتة هما أمران ضروريان لنمو الطفل الذهني والنفسي.
ويشيرون إلى ضرورة أن تكون كلمة «لا» قائمة على أسباب محدّدة إذ لا يجوز قولها لمجرد الـ«لا»، بل على الأم التفكير في دوافعها. وأن تشرح لطفلها سببها كأن تقول له مثلاً: «لا تقفز عن الكنبة لأنك ستقع، أو تؤذي نفسك». فالهدف بناء شخصية الطفل، وليس فرض سلطة أبوية تعسفية.
لذا من الضروري أن يدرك الأهل أن هذه الـ«لا» لم تكن لممارسة السلطة الأبوية أو إخضاع الطفل لمزاجهم بل لتنشئته على أساس تربوي يعلّمه تقبّل رأي الآخر ولو كان معارضًا له، ويحضّره للاءات الكبرى التي سيواجهها في المدرسة أو في حياته العملية في المستقبل، فضلاً عن أنه سيتعلّم كيف يسيطر على رغباته وأهوائه، وأن ليس كل ما يطلبه يمكنه الحصول عليه.
– وفي المقابل، يجب تعليم الطفل إحترام قيمة الأشياء. فعندما يحترم الطفل مثلاً أنه من غير المسموح له أن يكسر زهرية موجودة على الطاولة سيعرف كيف يحافظ على أغراضه في المستقبل. إذ لا يجوز أن يظن أن كل شيء متاح له في المنزل وفي إمكانه تكسيره.
لماذا لا يجب ترديد كلمة الـ«لا» طفلك دائما؟
الهدف من التربية الإيجابية التقليل من ترديد كلمة «لا» على مسامع الطفل لأنها مع التكرار تفقد معناها، وتفقد الطفل ثقته بنفسه.
ففي العديد من المناسبات، يُحبط الآباء رغبات طفلهم عندما يقولون «لا» كيفما إتُّفق، وبالتالي تفقد معناها التربوي. فبعض الأطفال ينظرون إلى هذه الـ «لا» البسيطة كدعوة إلى المواجهة، وكهجوم مباشر على إستقلاليتهم.
وهم بدورهم يحشدون كل طاقاتهم للهجوم المضاد. فيصرخون، ويدخلون في أزمة بكاء وغضب، وينهالون علىلاأهلهم بفيض من العبارات التي تعبّر عن غضبهم: «لماذا لا؟ أنا أكرهك!».
ويعتقد كثيرون أن سماع الطفل بشكل مكثّف هذه الـ«لا» الملزمة سوف يؤدي إلى تأخر مرحلة الإستقلالية لديه، وبالتالي الثقة بالنفس .
لماذا؟
لأن الصيغة السلبية، والتي غالبًا ما تُستعمل في لهجة تعكس شعور الأهل بالقلق، توتّر الطفل. وبالتالي، فإنّ الطفل أو (المراهق) إما يعارض أو يخضع، وهذا فيه مجازفة أن يفقد الطفل الثقة بنفسه.
فمن المعلوم أنه من أجل أن ينمو الطفل، يجب تحفيز فضوله والرغبة في الإستكشاف، فيما التعليمات السلبية قد تؤثر في هذا النمو.لذا فإن التعامل مع الطفل بإنفتاح، من شأنه أن يسمح لدماغه أن ينضج على النحو الأمثل.
ثماني خطوات لتجنب كلـمة لا
1- إعطاء التعليمات والمعلومات:
على الأهل شرح أسباب رفضهم قيام طفلهم بعمل ما قد يؤذيه بدلاً من مجرد الجواب السلبي. فالعلم بالأسباب، يُشعر الطفل بأن والديه يحترمانه، وبالتالي يتفهّم منطقهما الخاص. على سبيل المثال، إذا كان الطفل يسأل إذا كان في إمكانه تناول الكعكة، فبدل القول له «لا»، على الأم أن تجيبه: «سوف نتناول العشاء بعد بضع دقائق». بذلك يفهم أنه لن يأكل الكعكة، لأنه سيتناول العشاء، وبالتالي تختفي «لا» المعارضة.
2- تفهّم مشاعر الطفل وعواطفه:
قد تبدو دموع الطفل و أزمة الغضب التي يمر بها طفولية، ولكن الألم الذي يشعر به الطفل يكون حقيقيًا. لذا فمن الأفضل أن تُظهر له والدته أنها تتفهمه. «تشعر بالحزن لأنك متألم»، بدلاً من محاولة الإستخفاف بما يحدث، لأن الأمر في رأي والدته لا يستحق.
3- قول «نعم» بدلاً من «لا» عندما يكون ذلك ممكنًا:
يمكن الأهل الإستعاضة عن «لا» بكلمة «نعم» بشكل لطيف، فعندما يطلب الطفل من والدته مثلاً أن يلعب بالسيارة أثناء تناول الغداء، يمكنها أن تجيب: «نعم، سوف أسمح لك باللعب، بعد الإنتهاء من وجبتك».
4- أخذ الوقت للتفكير:
عندما يطلب الطفل من والده مثلاً شراء لعبة يرغب فيها، بدل أن يجيبه فورًا بـ «لا» يمكنه أن يجيبه: «إسمح لي أن أفكر في ذلك»، فهذا يُشعره بأن طلبه مهم وأن والده يتعامل معه بجدية.
5- منح إختيارات عدة:
عوضًا عن رفض الأهل طلب الطفل، عليهم منحه إختيارات عدة. على سبيل المثال، يرفض الطفل الذهاب إلى الفراش، وبدل أن تناقشه والدته، ويدخلان في جدال لا نهاية له يمكنها أن تقول له: «أمامك خياران، إما اللعب بلعبك لخمس دقائق أخرى، أو يمكننا قراءة كتاب معًا» فهذا يمنحه القدرة على الإختيار والتقيّد بما إختاره.
6- معاملة الأطفال بإحترام:
وهذا ينطبق على الجميع: فعندما نعامَل بإحترام، نصبح أكثر ميلاً للقيام بما يُطلب منا، وكذلك الطفل.
7- البحث عن الحلول معًا:
في بعض الأحيان، يعاني الأهل والطفل مشكلة الإصغاء إلى بعضهما البعض. ومع مراعاة النقاط المذكورة أعلاه قد يكون من الحكمة الجلوس وإيجاد حل معًا. الأهل يستمعون إلى وجهة نظر الطفل، وهو بدوره يستمع إلى وجهة نظر والديه. وبالتالي يتفهم كلا الطرفين وجهات النظر ويتذكّرانها.
8- إعطاء حل وسط للطفل بدل قول «لا»:
«لا تلمس ذلك»، «لا تذهب هناك»، «لا تفعل هذا!»… إلخ. نحن نمنع، نحن نحرم، ومن المستحيل إحتساب عدد المرات التي يقول فيها الأهل لأطفالهم «لا» في اليوم الواحد. والمشكلة، أنه من خلال سماع هذه الـ«لا» من والديه، وهو بين الثانية والثالثة من عمره، يمكن أن يكون لها تأثير إبراز مرحلة الـ «لا» لديه.
وهذا لا يعني أن على الأهل التوقف عن منع الطفل من القيام بأمور تؤذيه، وإنما من الأفضل وبكل بساطة تقديم بديل للطفل. على سبيل المثال، إذا كانت الأم لا تريده أن يشرب من كوب زجاجي، خوفًا من أن يرميه فيُكسر ويجرح يديه، يمكن أن تعطيه كوبًا بلاستيكيًا ليشرب وحده.
وأخيراً: التربية الأيجابية أن تجعل طفلك صديقاً لك وليس شخصاً لا قيمة له ينصاع للأوامر فقط حتى تبني مستقبل مشرق معه يتخلله الحب والإحترام.