تربية الأطفال و الصحة النفسية للطفل

كيف تساعد الطفل على تجاوز فقدان الام أو الاب ؟

فقدان الام أو الاب

فقد الطفل لأحد والديه مشكلة كبيرة يمر بها كل أب وأم فقد نصفه الآخر، خصوصاً في وجود  أطفال يتأثرون أكثر بهذا الفقد وقد يؤثر على مستقبلهم فكيف نساعدهم لتجاوز فقدان الام أو الاب ؟

كيف تساعد الطفل على تجاوز فقدان الام أو الاب ؟

– الآباء أو الأمهات أو حتى أقارب الطفل الباقين على قيد الحياة، يقع عليهم جهد ضخم بل وخرافي لمساعدة الطفل على معالجة أحزانه وتقديم دعم نفسي حقيقي لا يكون مزيفًا أو مصطنعًا، بحيث يتمكن في النهاية من المُضي قُدمًا.

وهناك ثلاث مراحل أساسية يجب الإلتزام بها مع الأطفال الذين تعرضوا لــ فقدان الام أو الاب، لضمان خروجهم من تلك المرحلة بأمان:

1- تقبل المشاعر

2- المساعدة النفسية

3- العودة لممارسة الحياة الطبيعية

كيف تساعد الطفل على تجاوز فقدان الام أو الاب ؟
كيف تساعد الطفل على تجاوز فقدان الام أو الاب ؟

1- تقبل المشاعر

1- وتبدأ بإعطاء الطفل مساحته ووقته الخاص في الحزن: أي عدم فرض جدول زمني عليه ومن يرعى الطفل يجب أن يكون صبورًا ويدرك أن الحزن عملية تحتاج إلى كثير من الوقت.

2- إيصال رسالة للطفل بأن والده أو والدته المتوفاه سيرغب أن يواصل حياته بشكل طبيعي فنُذكِّره بمشاعر الحب التي يحملها له، وأنه بالطبع سيحدث شلل لحياته الطبيعية لفترة ولكن عليه ألا يستمر فيها إلى الأبد، فسعادة والديه دومًا تكون من سعادته.

3- حث الطفل على تذكُّر من فقده من والديه، وكتابة ذكرياته معه حتى لا ينساها وتأكيد أنه سيظل جزءًا مُهمًا في حياته، وممكن السماح له برواية القصص عنه لأشخاص لم يعرفوه أو سؤال أفراد العائلة الباقين عنه للتعرف عليه/ها أكثر، وفهم التجارب التي مر بها في الحياة وبهذا يمكن أن يجعل ذكراهم دومًا حية.

4- مساعدة الطفل على العناية بنفسه، فمن المهم أن يبتعد الطفل عن أي نقد ذاتي وأن يأخذ مساحة إضافية من الإهتمام والإسترخاء، فيحصل على ساعات نوم لا تقل عن ثماني ساعات وتناول ثلاث وجبات صحية، وممارسة 30 دقيقة من التمارين اليومية.

5- تعريف الطفل بأن الأنشطة التي كان يمارسها مع والدته أو والده ستكون مصدر إحباط وحزن له في ظل غيابهم وأنه لا بد أن يطلب الدعم ممن حوله، أو أن يقضي تلك الأوقات مع آخرين حتى يستطيع تجاوز الأمر.

6- هناك خمس مراحل للحزن هي “الحرمان، الغضب، المساومة، الإكتئاب، القبول” ولكن ليس شرطًا أن يمر الطفل بكل هذه المراحل بشكل متتابع، فقد يتجاوز إحداها أو قد يمر بها دون ترتيب.

7- تجنُّب إتخاذ قرارات كبيرة قد تسبب تغييرات عميقة في حياة الطفل.

2- تقديم الدعم:

1- دفع الطفل إلى الإختلاط بأصدقائه وأقاربه بأكبر شكل ممكن، بالطبع سيشعر الطفل برغبة كبيرة في الوحدة بسبب حزنه، ولكن الإختلاط سيساعده على التعامل مع مشاعره.

2- إحرص على قضاء المزيد من الوقت مع الطفل، وأن تتحدثا معه عن الألم الذي يشعر بهوعن شعورك أنت أيضًا بالألم، وأن وجوده بجانبك يدعمك أنت شخصيًا.

3- اللجوء لأخصائي أو معالج نفسي في حالة الشعور بأن الطفل غير قادر على التواصل.

في بعض الأحيان لا يستطيع بعض الأطفال المُضِّي قدمًا مع فقد أحد الوالدين ويصبح التواصل مع شخص خارج نطاق العائلة أمرًا مفيدًا، حيث يقدم له نهجًا جديدًا في التعامل مع أحزانه.

4- الإنضمام لمجموعة دعم: إذا كان الطفل كبيرًا في السن (يقترب من مرحلة المراهقة) فستساعده مجموعة الدعم في التعبير عن مشاعره بسهولة، إذا لم يستطع ذلك مع الأقارب أو الأصدقاء.

5- الإيمان مصدر للراحة وتقليل الألم: قضاء مزيد من الوقت فى ممارسة الأنشطة الدينيةسواء فى كنيسة أو مسجد يساعد الطفل على التفكير فى الصورة الأكبر لشكل الحياة وتقبل حزنه.

6- إقتناء حيوان أليف: قد يعتقد البعض أنها مزحة، ولكن الإعتناء بقطة صغيرة أو أرنب أو عصفور ستجعل الطفل يشعر بأنه ليس وحيدًا بسبب وجود من يحتاج إلى رعايته.

3- العودة لممارسة الحياة الطبيعية

1- تبدأ بكسر الروتين، فبعد فترة من الحداد يجب عمل تغيير في حياة الطفل، مثل تغيير جدوله اليومي الدراسي، أو الذهاب لأماكن مختلفة، تجربة أنشطة جديدة سواء كانت تمرينات رياضية، الحصول على دروس في الرسم أو الموسيقى، أو التعرف على أشخاص جدد.

2- مساعدة وحث الطفل على فعل الأشياء والأنشطة التي يحب أن يقوم بها وتوقف عنها، بسبب الوفاة وإحساسه بالحزن.

3- إشغل وقت الطفل دومًا: فوجود حياة نشطة، سيجعل الطفل يشعر بتحسن حتى لو كنا نحتاج إلى كثير من التحفيز لدفعه للقيام بالأمر، ولكن لا بد من الحرص على ترك بعض الوقت للتفكير في والديه.

4- ممارسة هوايات وأنشطة هادئة تساعده على تفريغ حزن الطفل والطاقة السلبية بداخله مثل تشجيعه على الكتابة اليومية، قراءة الروايات المفضلة، التعرض لأشعة الشمس والهواء النقي  يوميًا بالمشي أو الجري أو التنزُّه، اليوجا، الإستماع للموسيقى الروحية الهادئة.

5- الصبر كراعٍ للطفل: فإذا بدأ الطفل بالعودة لممارسة حياته بشكل طبيعي مرة أخرى فلا بد التأكد أنه ليس أمرًا ثقيلاً على روحه، يفعله مُجبرًا بينما من داخله ما زال يتألم، وقد يستغرق الأمر في بعض الأحيان سنوات حتى يعود كما كان. المهم عدم التسرع في ذلك ما دام لديه أهداف ويتطلع إلى المستقبل.

كيف تساعد الطفل على تجاوز فقدان الام أو الاب ؟
كيف تساعد الطفل على تجاوز فقدان الام أو الاب ؟

نصائح للوالد (الأب أو الأم) الباقي على قيد الحياة فور فقدان الام أو الاب

1- يجب إبلاغ الطفل فورًا عندما يتوفى الأب والأم لمنع حدوث أي صدمات إذا سمع من أي شخص لا يعرفشه.

2- يفضل أن يخبر الطفل بالوفاة شخص قريب منه أو من محيط الأسرة يمنحه شعورًا بالأمان.

3- إستخدام صوت هادئ عند إخبار الطفل، وليس همسًا أو صوتًا فيه صراخ.

4- تجنب العبارات الخيالية الملطفة لوقع حدث الوفاة، مثل “الضياع أو النوم أو السفر”، لأن الأطفال يفسرون الكلمات حرفيًا.

5- إستخدم لغة واضحة في وصف الأمر ومشاعر صادقة يستطيع الأطفال فهمها.

6- إذا كانت الوفاة ناتجة عن الإنتحار يجب الحديث عن ذلك بطريقة مباشرة وعدم تجنب الأمر.

7- إدراك أن الأسئلة التي يطرحها الطفل عن الوفاة فى وقت إخباره أو بعد الوفاة بشهور لا يتعلق بالمعلومات الواقعية عن الوفاة، ولكن للإطمئنان أن القصة لم تتغير.

8- السماح للطفل بحضور الجنازة إن أراد ذلك، ولكنه ليس مجبرًا على فعل ذلك.

9- مغادرة المنزل وقضاء الوقت عند بعض الأقارب أو المعارف لفترة، لحين إنتهاء إجراءات الوفاة.

10- من الصحي أن يرى الطفل الأب أو الأم في حزنها بسبب الوفاة، لأنه يشير إلى أهمية قبول الخسارة والتعبير عن الحزن بصراحة ودون خوف.

وأخيراً

غياب الأم أو غياب الأب صفعة مؤلمة يتلقاها المرء، يفقد معها الإحساس بالأمان والإنتماء للحياة، وتوازنه النفسي والإجتماعي، وتزيد شدة هذه الصفعة إذا كان هذا الفقد في الطفولة المبكرة، حيث ما زال الطفل يعمل جاهدًا على فهم معنى الحياة، وتكوين شخصيته ومعتقداته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *