تأثير موقف الوالدين من الثقافة الجنسية للاطفال
كثيرون منا يهتمون بما يختص بتغذية الطفل وزيادة وزنه وسلامة صحته ومستواه الدراسي والعملي دون الاهتمام منهم بما يخص التوعية الجنسية ولا ندرك كيف يؤثر موقف الوالدين من الامور الجنسية و الثقافة الجنسية للاطفال ؟
تأثير موقف الوالدين من الثقافة الجنسية للاطفال
دعونا نناقش اولاً كيف نتابع التغيرات الجنسية لأطفالنا ؟
هناك علامات وظواهر بسيطة يلاحظها الوالدان على اولادهم ويناتهم ، في مراحل نموهم المختلفة من بين هذه الظواهر
على سبيل المثال:
– انتصاب قضيب الولد الرضيع اثناء التبول والتبرز ، وملامسة الطفل لاعضائه التناسلية ، وانجذاب الولد الى امه والبنت الى ابيها وانجذاب الطفل الى نفس الجنس فيما قبل مرحلة المراهقة، ثم الانجذاب الطبيعي الى الجنس الاخر
– مع بداية مرحلة المراهقة لاننسى هنا دور الوالدين في التوجيه الجنسي السليم فى كل مرحلة من مراحل نمو الطفل حيث يجب ان يتقبل الوالدان هذه التغيرات الطبيعية ، ويقوما بتوفير المناخ المناسب للحوار والتفاهم مع أولادهم وبناتهم منذ الطفولة الاولى حتى يمكن ان تمتد علاقة الصداقة مع الوالدين الى مرحلة المراهقة ، مما يساعد المراهقين على اجتياز هذه المرحلة بسلام
تأثير موقف الوالدين من الثقافة الجنسية للاطفال
ماذا يحدث اذا فرقنا في التعامل بين الولد والبنت؟
– اذا ميز الوالدين الولد عن اخته ،فإن البنت ينتابها شعور بتدني الانوثة بالقياس الى الرجولة ، وقد تتخذ موقفاً ضد الرجل يؤثر على رؤيتها للرجل بوجه عام ، وعلى اسلوب اختيار شريك الحياة ، وعلى مستوى التفاهم الزوجي مستقبلاً.
– من الجانب الاخر فإن كثيراً من الاباء والامهات قد تربوا ان دور المرأة ينحصر فقط في البقاء في البيت وتربية الاولاد ،وبذلك ينكرون دور المرأة المهم في مجالات الحياة المختلفة جنباً الى جنب مع دورها كربة بيت وام ،فاحيانا يركزون الاهل على دور البنت المنزلي دون تشجيعها على التفوق في مجالات العلم والعمل ( بعكس ما يفعلون مع الولد ) وبذلك نجد كثيراً من الفتيات لا يعطين اهتماماً للتعليم وقد يتوقفن عنه من اجل الزواج .
وحينما تنتمى البنت لاسرة تميز الولد وتعطيه حقوقاً اكثر ، فإنها قد تنشأ وهي مقتنعه بأن حقوقها محدودة ،وبذلك ت ربي بناتها فيما بعد بنفس الاسلوب ،وقد تعطي الاولوية للولد في التغذية والتعليم والعلاج الطبى وقد تهمل في صحتها كزوجة وام ولا ترتاد العيادات الصحية . اما هذا الولد المميز فقد ينشأ لديه شعور بتفوقه كذكر دون ان يكون له فضل في ذلك ، ومن ثم ينظر للفتاة باعتبارها اقل قيمة ، وقد يراها اداة للمتعة مما يفسد الحياة الزوجية في المستقبل ان هو لم يصحح هذه الاتجاهات قبل زواجه
كيف يؤثر موقف الوالدين من الامور الجنسية على اطفالهم ؟
يظهر ذلك بوضوح من خلال ردود افعال الوالدين تجاه تغبيرات ينطق بها الطفل، او السلوكيات يؤديها الطفل ببساطة وتلقائية فقد يسلك الطفل ببراءة سلوكاً يفسره والداه تفسيراً جنسياً ، وفي وقت لا يتفهم الطفل ابعاد هذا السلوك من قريب او بعيد
كأن يقلد موقفاً شاهده في فيلم تلفزيوني، او ينطق بكلام لا يدرك معناه على سبيل التقليد أو يقول الفاظاً لها عند الكبار معنى خاطئ، ومن ثم يؤثر رد الفعل على تشكيل بداية الاتجاهات الجنسية لدى الطفل
والتى تصبح نواة لموقفه الجنسي مستقبلاً فإذا كان رد الفعل ايجابياً من خلال تعليقات بسيط وواضحة ومتناسبة مع عمر الطفل ومرحلة النمو التى يجتازها فإن ذلك سوف يساهم في تكوين بناء نفسي جنسي سليم لدى الطفل، يتسم بالطابع الانساني
اما اذا كان رد الفعل سلبياً من خلال انتهار الطفل او ترهيبه من الخوض في مثل تلك الامور بالقول ان هذا عيب فإن ذلك قد يساهم فى تكوين انطباعات خاطئة في أعماق الطفل عن الحياة الزوجية ، تكون مليئة بإحساس العيب والحرام
أو الغموض والسرية ، أو الاشمئزاز احياناً ، أو كلها مجتمعه ،وقد تبقى تلك الانطباعات لتتحول الى موقف غير سليم من الامور الجنسية .