أيهما أفضل مدح شخصية الطفل ام السلوك فقط ؟
أيهما أفضل مدح شخصية الطفل ام السلوك فقط ؟
قد يبدو انه لا هناك فارق بينهما لكن في الواقع عند تربيه الطفل هناك فرق شاسع بين مدح شخصيه الطفل ومدح سلوكه وكل منها يؤدى الى نتائج مختلفة في تعديل سلوك الطفل وتهذيبه ولكن هل ياترى ايهما أفضل مدح شخصية الطفل ام السلوك فقط ؟ سنتعرف في هذا المقال .
أيهما أفضل مدح شخصية الطفل ام السلوك
قصة:
استيقظت عائله حسن المكونه من الاب والام وحسن واخوه الاصغر ليبدأوا الاجازة الصيفيه برحله الى الاسكندريه وقاد والد حسن السيارة وجلست بجانبه والدته وفى الخلف حسن واخوة الصغير وكان حسن هادئا طوال الطريق يتطلع في الشباك ويتأمل وسرحان بينما اخاه الصغير كان محدثا للشغب ويحاول مضايقه حسن.
فلاحظت الام هدوء حسن وتأمله في الطريق رغم ان اخاه كان مشاغبا. فقالت: كم أن جميل يا حسن وتجلس هادئا وعاقلا. فأنك شخص مهذب بالفعل ولكن ما مرت دقائق بسيطة على هذا المدح حتى أمسك حسن بعلبه السجاره التي تخص والده وسكبها على والدته وأمتلئوا جميعا بالرماد.
فما السبب من شغب حسن رغم ان والدته مدحته للتو؟
السر ان كان حسن يفكر كيف ينتقم من اخوة المشاغب الذى كان يضايقه طوال الطريق وظنت والدته انك هادئا ومؤدبا.
فشعر الطفل بالذنب لأنه كان يفكر في شيئا شريرا بينما والدته كانت تظن انه مهذبا فحاول ان يثبت لها انه سيئا ليس كما تظن فيه فأسرع في احداث الشغب حتى تظهر حقيقته بسرعه.
فلا تمدح شخصية الطفل كليا لأنه اذا مدحته في وقت كان يفكر فيه بالغضب او الانتقام او أي فكره مؤذيه داخله فأنه سيشعر بالكراهيه لنفسه والذنب لأنه سيشعر ان والدته مخدوعه فيه فيحاول سريعا ان يظهر شخصيته الحقيقية حتى لا يشعر بالذنب.
الافضل ان تمدح الطفل على مجهود بذله في عمل ما ولا تجمع بالاجمال لكل شخصيته فعدنا مثلا يبذل الطفل مجهودا في تنظيف غرفته لا تقول له أنت رائه أنت منظم لأنه كان تاركا لالعابه يمينا ويسارا من قبل ولم ينظفها الا عندما امرتيه بهذا فأمدحيه: انت بذلت مجهود كبير في تنظيف غرفتك شكرا لك فالتخصيص يشعر الطفل بالراحه النفسية.
لا تبالغى في المدح بل اعكسى الصوره الحقيقية فقط لان المبالغة في المدح يشعر الطفل انه لا يتحلى بكل تلك الصفات التي تراها والدته فيه فيشعر انه ياما والدته تكذب وتبالغ ياما لا يعرفوة على حقيقته..
امدح النتيجة النهائيه فمثلا: عندما ينظف الطفل حديقه المنزل لا تمدحه هو بأنه نشيط وسريع ومنظم بل قل له: ماجملها الحديقة الان لقد كانت مليئه بالقمامه والادوات متبعثره يمينا ويسارا ستجدى
الطفل يتجاوب معكى بفرح ويوقل: أنا يا أمى فعلت كل هذا بنفسي ثم تابعى: لقد بذلت مجهودا كبيرا شكر لك فأنتى بذلك تسعديه وتجعليه يطور سلوكه لانكى اعجبتى بالفعل الذى قام به.
امدح الطفل حتى عندما يخطئ التصرف فهذا سيعدل سلوكه:
مثال:
ذهب احمد خائفا الى والدته بعد ان كسر صحن من طقم الصحون التي تعتز به كثيرا وقال لها: لقد ارتكبت خطأ ياامى. فقالت له: أي خطأ يتم تصليحه فقال: لكن هذا الشيء لا يمكن تصليحه ردت الام:مادمت انت سليم فلن يهمنى شيء. فقال احمد: لقد كسرت احد الصحون العزيزة عليكى ردت الامبكل حكمه ومهاره: يمكن استبداله بشراء صحن أخر وبالرغم من انه طقم مفضل لدى لكنى فخورة بشجاعتك وصراحتك ولم تخبأ عنى الحقيقه او تنكر انك انت الذى كسرته.
– هنا تفاجأ احمد ووعد والدته بأنه سيكون حذرا المرات المقبلة واندهش كيف والدته لم تصب غضبها عليه بل اهتمت بصراحته وعززت فيه ان يكون صريحا دائما مهما حدث وهنا المهم فما الفائده من ان نلوم الطفل على كسر احد الصحون ونخسر صراحه الطفل نتيجة الخوف من العقاب في المرات المقبلة؟.
فلابد ان نتعلم مهاره الكلام الذى يقود الى تعديل سلوك الطفل دائما لا ان نخرج شحنات غضبنا فيهم وغيظنا منهم لنرتاح ونحصد طفل جبان , كاذب , غير واثق من نفسه وقدراته.