يعتبر الكورتيزون من الأدوية سيئة السمعة بلا داعي، فمعظم الأمهات تتخوف منه وترفض إستخدامه لطفلها وتحاول إيجاد بديل، سنتعرف على فوائد واضرار الكورتيزون لصحة الطفل والطريقة الصحيحة لإستخدامه وكل شئ عنه.
فوائد واضرار الكورتيزون على صحة الطفل
بمجرد أن يتخذ الطبيب قراره بكتابة الكورتيزون حتي تتوسل إليه الأم بأن يعدل عن قراره و يلغي ما كتبه و هي لا تعلم بأنه كدواء مفيد جداً و أساسي في علاج بعض الأمراض التي تصيب الأطفال.
ما هو مصدر الكورتيزون في الجسم؟
“الكورتيكوستيرويدز” يعتبر أحد الهرمونات المهمة التي يفرزها جسم الإنسان من الغدة الكظرية (فوق كلوية) ويخضع إفرازه لإعتبارات عديدة وتحت سيطرة كاملة ومحكمة من الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة داخل الجمجمة فتقلل إستجابة الجسم الدفاعية الطبيعية و يعمل علي تقليل التورم و الإلتهابات و هو مضاد قوي للحساسية.
الكورتيزون و دوره الطبيعي في الجسم:
الكورتيزون ضروري جداً لوظائف الجسم مثل تنظيم كمية الأملاح في الجسم والسوائل و ضغط الدم ولون البشرة و مقاومة الالتهابات التحسسية وتنظيم إفرازات البروتين والإنزيمات وتنظيم مستوى السكر في الدم وغيرها من الوظائف الضرورية والحيوية للجسم.
وعقار الكورتيزون هو مادة شبيهة للغاية بهذا الهرمون ويتم تصنيعه معملياً. وهذا العقار يتميز بتأثيره القوي والسريع لإخماد الإلتهاب وأمراضه وذلك عن طريق تأثيره القوي والمركب على الجهاز المناعي.
ما أسباب السمعة السيئة للكورتيزون بين الناس؟
الدواء سلاح ذو حدين فكل علاج يساء إستعماله مهما كان فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات وأضرار قد تكون خفيفة وعارضة تنتهي بإنتهاء إستعمال العلاج، وقد تكون شديدة لدرجة تؤثر على الجسم.
وهناك أمراض من الضروري إستعمال مركبات الكورتيزون حتى ولو أدت إلى حدوث المضاعفات التي يعرفها الطبيب ويتوقعها لأن خطورة المرض ومضاعفاته إذا لم تعالج أشد من خطورة مضاعفات الكورتيزون.
و من هذه الأمراض مرض رشح الزلال البولي (مرض النفروتك) وبعض أمراض الروماتيزم مثل الذئبة الحمراء و أمراض الربو، و أمراض نقص الكورتيزون، وإضطرابات الغدة الكظرية.
طريقة إستعمال الكورتيزون:
يتوافر في صور مختلفة حيث يمكن إستخدامه في صورة أقراص أو حقن بالوريد أو مراهم وكريمات أو بخاخات للأنف والرئتين وقطرات ومراهم للعينين. ويتم تحديد الوسيلة المثلى للعلاج تبعاً لطبيعة المرض وشدته.
ويلجأ الطبيب المعالج إلى الحقن بالوريد إذا كان يرغب في زيادة فاعلية الكورتيزون، أما أقراص عقار الكورتيزون فتتوافر بأحجام مختلفة تبعاً لكمية العقار الموجودة في كل قرص وتعتبر مادتي البريدنيزون والبريدنيزولون هما الأكثر إستخداماً.
– في حالات الربو الحادة والشديدة أو الحساسية الشديدة يتم إعطاء الكورتيزون عبر الوريد أما في الحالات الأقل حدة يتم إعطاء أقراص الكورتيزون على شكل جرعة واحدة في الصباح أو جرعة صباحاً ومساءاً لمدة 3-7 أيام ثم يوقف العلاج فجأة وبهذه الطريقة يمكن أن يؤخذ في حالات الأزمات 5 مرات في السنة دون ضرر.
– وفي حالة حساسية الجلد فإن الكريمات أو المراهم يمكن أن تستخدم لفترة قصيرة 5 – 7 أيام دون الخوف من حدوث إمتصاص الكورتيزون في الدم أو حدوث مضاعفات مع الحرص على وضع كمية قليلة على الجلد وبتركيزات منخفضة إلا بإستشارة الطبيب.
– أما إذا كثر إستخدام الكريمات التي تحتوي على مادة الكورتيزون على فترات طويلة فقد تؤدي إلى مضاعفات شديدة بسبب زيادة الكورتيزون في الجسم.
هل يضر الكورتيزون بالرضيع؟
قد تفرز كمية ضئيلة في حليب الأم إذا تناولت الكورتيزون ولكن لا يوجد ما يقلق إذا تناولت الأم جرعة يومية أقل مما يعادل 40 ملجم من البريدنيزولون يومياً ولكن يجب الإنتباه إذا كانت الكمية أكبر فإن الكورتيزون قد يؤخر نمو الأطفال. كما على الأم عدم دهن صدرها بالكورتيزون قبل الرضاعة.
التدابير الواجب إتخاذها خلال العلاج الطويل الأمد:
– العلاج لأيام عدة:
تكمل الكورتيزون العلاجات الأخرى في حالات إلتهاب الحنجرة والأذن أو الجيوب الأنفية، وهي لا تسبب أي مشاكل.
– العلاجات لمدة أسابيع أو أشهر:
وتفرض هذا النوع من العلاج الطويل الأمد الأمراض الناشئة عن الإلتهاب أو عن حساسية جهاز المناعة كما هي الحال بشكل خاص في داء هورتون وبعض أمراض الكلى، وفي حالات الروماتيزم وبعض السرطانات. وهنا يلجأ الأطباء إلى علاج طويل الأمد يفرض إتخاذ بعض التدابير الإحترازية يصفها الطبيب بحسب كل حالة.
وهي تتضمن الخطوات التالية:
1- تخفيض تناول الدهون لتجنّب تراكمها في منطقتي العنق والوجه، وهو تراكم موضعي.
2- إتباع حمية غذائية غنية بالبروتينات من أجل تلاشي ذوبان الكتلة العضلية خلال العلاج.
3- تناول مضافات من الكالسيوم و فيتامين D لتلاشي ترقق العظام.
4- تخفيض استهلاك السكر والملح (أحياناً يجب حذف هذا الأخير) لتقليص مخاطر الإصابة بالسكري أو بارتفاع ضغط الدم.
5- عدم إهمال معالجة أي جرح مهما كان بسيطاً، لأن الإلتهابات تميل للتفاقم مع تناول الكورتيزون.
6- تناول الدواء في فترة الصباح لتجنب الإصابة بالأرق، لأن الكورتيزون يبدّل دورة النوم.
أعراض الإنسحاب من الكورتيزون، ولماذا تحدث؟
إذا توقف المريض فجأة عن تناول الكورتيزون فإن جسمه يخلو من الكورتيزون اللازم للعمليات الحيوية وذلك لأن غدة الجاركلوية تكون قد توقفت عن إفراز الكورتيزون بسبب تناوله من خارج الجسم، وقد لا تعود إلى عملها إلا بعد أسابيع أو شهور أو قد تحتاج إلى عام أو إثنين حتى تستعيد كامل نشاطها السابق
وبالتالي تظهر أعراض الإنسحاب التي منها الشعور بالدوار، ضعف العضلات، ألم المفاصل، تقشر الجلد، ضعف الشهية، غثيان أو قيء، حمى، هبوط مستوى سكر الدم، صداع، وإرتفاع الضغط داخل الجمجمة، وتغييرات عقلية، وقد يؤدي التوقف المفاجئ إلى الموت.
– كما قد يؤدي إلى عودة المرض الذي كان يعالج بالكورتيزون. وتعالج أعراض الإنسحاب من الكورتيزون بإعطاء جرعة عالية من الكورتيزون ثم تقليلها تدريجياً.
النصائح التي يمكن تقديمها للمريض الذي يعالج بالكورتيزون:
تعتبر بخاخات الكورتيزون قليلة المخاطر نسبياً إذا إستخدمت بشكل صحيح وأن إستخدام المراهم أو الكريمات لعدة أيام فقط فإن شاء الله لا يوجد منه ضرر على الكبار أو الأطفال.
– إستخدام الكورتيزون على هيئة حبوب أو حقن فإن إستخدامها أكثر من ثلاثة أسابيع قد يؤدي إلى توقف غدة الجار كلوية عن الإفراز.
– يمنع الطفل أو البالغ من الإحتكاك بمصادر العدوى الجرثومية مثل المستشفيات أو الأماكن المزدحمة أو أن يتلقى تطعيمات تحتوي على كائنات حية مثل تطعيم شلل الأطفال عن طريق الفم
لان المناعة تقل أثناء تناول الكورتيزون، كما يمنع الإحتكاك بالمصابين بجدري الماء أو الهربس أو مرض الحصبة لأن ذلك قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. فإن حصلت العدوى فإن المصاب قد يحتاج إلى حقن أجسام مناعية.
ملاحظة:
أخبِر الطبيب المعالج عن الأمراض التي تعاني منها و الأدوية التي تتناولها أو النباتات الطبية أو الوصفات الشعبية التي تتبعها لأن ذلك قد يتعارض مع أدوية الكورتيزون وقد يعرضك إلى مضاعفات صحية خطيرة.