رضاعة طبيعية ناجحة إذا كانت المرأة أم حديثة العهد، فبالطبع سيكون لديها تساؤلات بخصوص الرضاعة الطبيعية. وكما يعلم الجميع أن لبن الثدي هو الطعام الأفضل للطفل لأنه يحميه من الأمراض كما يساعد مخ الطفل على النمو .. لكن مازالت الأمهات تفكر “هل من السهل القيام بعملية الرضاعة” و”هل سيحصل طفلي على ما يكفيه من الغذاء”. فى ظل وجود بعض الإرشادات التي تُقدم للأم، التخطيط المسبق لعملية الرضاعة، الصبر والممارسة المستمرة من السهل على المرأة أن تنجح فى هذه المهمة غير السهلة.
نصائح لــ رضاعة طبيعية ناجحة
– الخطوة الأولى، متى يرضع الطفل؟
تتوافر سهولة الرضاعة الطبيعية للأم ولطفلها عندما يكون الطفل مستمتعاً بعملية الرضاعة وهذا لا يتحقق مع الجوع الشديد، فعلى الأم أن تبدأ فى تقديم الغذاء لطفلها (لبن الثدي) قبل أن يدخل فى الصراخ والبكاء طلباً للطعام.
وهناك علامات إنذراية يمكن للأم ملاحظتها عندما يبدى الطفل رغبته فى تناول الطعام:
– فتح الفم.
– إصدار حركات بيديه ولسانه.
– إصدار إيماءات وجهية بالبدء فى التبرم.
فكل هذا يعكس أن الطفل مستعد لتناول الطعام.
– الخطوة الثانية ما العمل فى حالة نوم الطفل لساعات طويلة؟
بعض الأطفال تنام كثيراً ولساعات طويلة بعد ولادتهن، والحل مع هذه الأطفال لتناول احتياجاتها الغذائية هو الملاطفة الرقيقة من أجل إيقاظها.
ولكي يصبح الطفل مستعداً لإتمام عملية الرضاعة بإيقاظه يتم خلع ملابس الطفل باستثناء الحفاضة وحمله من قبل الأب أو الأم فى وضع رأسي (وضع التجشؤ) بإسناد صدره على الكتف والبدء فى تدليك جسده برفق شديد على الظهر والتحدث بهمس له.
وبهذه الطريقة يصبح الطفل متيقظاً ومنتبهاً مستعداً للرضاعة ومستمتعاً بها. وإذا شعرت ببرودة جلد الطفل لابد من تغطيته على الفور بغطاء خفيف حتى لا يصاب بالبرد.
– الخطوة الثالثة ماذا عن استعداد الأم؟
على الأم جمع كل احتياجاتها للرضاعة قبل البدء فيها حتى تشعر بالارتياح والاسترخاء، ثم أخذ نفس ببطء و ارتشاف بعض الماء (الحرص على وجود كوب بجانب الأم أثناء قيامها بالرضاعة).
لا يوجد وضع واحد يُوصف بأنه أفضل وضع أثناء رضاعة الطفل بالنسبة للأم، فيمكن لها الجلوس على كرسي أو أريكة أو سرير أو اتخاذ وضع الاستلقاء وليس الجلوس فقط. الوسادات مفيدة لتدعيم ظهر الأم وقدمها أثناء الرضاعة . والمقصود من الوضع المريح كقاعدة عامة، هو قدرة الأم على حمل طفلها بدون أن تضع حملاً على ظهرها أو رقبتها أو ذراعيها وكتفيها.
– الخطوة الرابعة، ماذا عن وضع الطفل أثناء الرضاعة؟
أ- الوضع المستقيم للطفل:
بمجرد أن تشعر الأم بارتياح فى وضعها .. عليها بإراحة طفلها بالمثل يمكن للأم الاستعانة بوسادة تحت جسم الطفل لكي تجعله فى ارتفاع ملائم لا يسبب إجهاداً لها أو لطفلها.
فلابد أن يكون الطفل قريباً من جسد الأم لتتم الرضاعة بسهولة. تدعيم جسم الطفل بدءاً من الرأس حتى مؤخرته ينبغي أن يكون الطفل فى وضع مستقيم بحيث يكون الرأس والظهر والمؤخرة على خط واحد.
استخدام الأم للذراع ناحية الثدي لتدعيم الثدي ولضغط عليه، أما الذراع العكسية (عكس الثدي الذي ترضع منه) لتدعيم جسد الطفل.
ب- الوضع الجانبي للطفل:
وهذا ما يُطلق عليه وضع “الإمساك بكرة القدم”، وهنا يتم تدعيم الثدي بالذراع العكسية وجسد الطفل ورأسه باليد الخارجية.
ومن أجل تدعيم الثدي بطريقة صحيحة، يتم وضع أربعة أصابع على منطقة الضلوع مع استقرار إصبع الإبهام فوق الثدي من أعلى بعد المنطقة الداكنة التي تحيط بالحلمة.
في الأسابيع الأولى القليلة قد يساعد تدعيم المرأة لثديها الطفل أثناء رضاعته لكن بعد مرور هذه المدة من الممكن أن تفعل المرأة ما يريحها ويريح طفلها لاعتيادها على عملية الرضاعة.
– الخطوة الخامسة، أنف الطفل فى مقابل الحلمة (الوضع الصحيح لفم الطفل على الثدي):
وهذا هو الوضع الصحيح لفم الطفل على الثدي، عندما يكون فم الطفل مغلق ينبغي أن يكون مستوى أنفه فى مستوى حلمة ثدي الأم.
وعندما يقوم بفتح فمه تبدأ الأم بتحريكه ناحية الصدر وبالتالي سيستقر فمه على الحلمة بشكل سليم لا يؤلم الأم وستكون لثته على المنطقة الداكنة التي توجد حول الحلمة.
– الخطوة السادسة، متى تضع الأم طفلها على الثدي للرضاعة؟
لا تقوم الأم بوضع طفلها على الثدي إلا بعد أن يقوم بفتح فمه أولاً وكأنه يتثاءب وحينها تبدأ بحمله ناحية الثدي مع تدعيم الرأس والجسم بذراعها أثناء تقريب الطفل لها من أجل الرضاعة.
ويحتاج هذا الأمر إلى الصبر والممارسة، قد يكون المص فى البداية غير مريح لمدة دقيقة أو دقيقتين لكن مع الاستمرار فى الرضاعة يختلف الأمر ويزول الألم لكن إذا استمر عدم الشعور بالارتياح فهذا معناه أن الطفل ليس فى الوضع السليم على الثدي، وحينئذ تقوم الأم بإيقاف الرضاعة باستخدام إصبع اليد لإخراج الحلمة من فم الطفل ثم تسترخي لمدة دقيقة وتعاود المحاولة مرة أخرى.
– الخطوة السابعة، ما هي معايير نجاح الرضاعة؟
بمجرد أن يصبح فم الطفل مستقراً على ثدي الأم فى الوضع الصحيح، ستلاحظ الأم العلامات التالية التي تخبرها بنجاحها فى إتمام عملية الرضاعة لطفلها:
الفم مفتوح عن آخره واستمتاع الطفل بعملية الرضاعة، الذقن فى مقابل الجزء السفلى من الثدي، فتحتي الأنف بالقرب من الثدي لكن غير ملتصقتين به لضمان تنفس الطفل على نحو صحيح، الشفاه مفتوحة ومسطحة والفم مليء باللبن . وقد تشعر المرأة بإحساس تنميل فى الثدي ووخز وهذه علامة تخبرها بقدوم اللبن (Let-down reflex).
– الخطوة الثامنة، ما هو دور الأب فى الرضاعة الطبيعية؟
إذا كانت الأم هي من تقوم بفعل الرضاعة، إلا أن للأب دور هام للغاية أيضاً من مساعدته للأم أثناء القيام بإرضاع الطفل، مساعدته للطفل على التجشؤ بعد إتمام الرضاعة.. الخ.
– هام عن التجشؤ: هو مساعدة الطفل على التخلص من الهواء الذى قام بابتلاعه أثناء الرضاعة وحتى لا يتعرض للانتفاخ والتعب، ويتم بإحدى الطريقتين الآتيتين:
1- أن يكون الطفل فى وضع عمودى مستنداً على الكتف مع الربت على ظهره برفق.
2- بوضع الطفل جالساً على فخذ الأم وإمالته إلى الأمام قليلاً وإسناده بيد عند صدره.
متى تعرف أن الطفل أخذ كفايته من الرضاعة؟
1- تغيير (6) حفاضات أو أكثر فى اليوم (لون البول أصفر فاتح).
2- زيادة وزن الطفل من 120- 240 جرام فى الأسبوع على مدار أشهر قليلة (يظل وزن الطفل ثابتاً لمدة أسبوع بعد ولادته).
– أوقات رضاء الطفل وسعادته تستمر لساعة أو ساعتين من آخر غذاء تناوله من ثدي أمه.
– تيقظ الطفل وحيويته، كما يظهر جسده صحياً ولون جلده طبيعياً وطوله ينمو بشكل طبيعي ومحيط رأسه مثالياً.
– عملية الإخراج لديه مرتين على الأقل فى اليوم (2-5 مرات أمرا طبيعياً).
– استماع الأم لصوت الطفل من أنه يقوم ببلع اللبن أثناء الرضاعة.
* الخلاصة:
فالرضاعة الطبيعية ليست مجرد وسيلة لحصول الطفل على طعامه، وإنما هي نوع من أنواع الروابط البشرية السامية التي تندرج تحت “رابطة الأم بأبنائها” تلك الغريزة المذهلة التي تولد الدفء والحنان.